مع الذكري السادسة لثورة 25 يناير يطرق رؤوسنا جميعاً سؤال شائك وهو: لماذا فشلت الثورة في تحقيق أهدافها وخيبت آمال الجماهير في أن تخلق حياة أفضل لهم ولأولادهم ولماذا زادت معاناة الناس في أعقاب الثورة جعلت الكثير منهم يرفضها بعد الترحيب بها من الجماهير في البداية. هذه التساؤلات وغيرها وجهناها إلي مجموعة من الشخصيات العامة والسفراء والخبراء فأكدوا أن الثورة فشلت بسبب مجموعة من الأسباب يأتي في مقدمتها اختطاف الإخوان الإرهابية للمكاسب التي تحققت في بداية الثورة وغياب القائد الحقيقي للثورة وظهور النشطاء الذين أثبتت الأيام علاقة الكثير منهم بمنظمات خارجية. * المستشار صلاح محمد هلال رئيس محكمة استئناف القاهرة يصف ثورة 25 يناير بأنها كانت شرارة تعبر عن رفض الناس للأوضاع الموجودة وسيطرة الحزب الوطني علي مقاليد كل شيء في البلد في وقت كان يبحث فيه الناس عن الحياة الكريمة فقط وهنا التقط البعض مطالب الناس بالحرية والعدالة الاجتماعية لدفعهم للخروج للشوارع ثم تبع ذلك الأحداث التي نعرفها جميعاً. أضاف: رغم النوايا الطيبة للكثير من الجماهير التي شاركت في التظاهرات إلا أن 25 يناير فشلت بامتياز في تحقيق مطالبها وإحداث التغيير المطلوب لأن هناك جماعة تسلقت الثورة وركبت الموجة ونسبتها لنفسها باختصار سرقتها وفور استيلاء الإخوان علي صدارة المشهد كانت الطامة الكبري بحرق الأقسام والمحاكم بما فيها من مصالح وقضايا الناس ثم قاموا بنشر اتباعهم في كل ركن من أركان الدولة مصورين أنفسهم بأنهم المخلصون للشعب وانخدع فيهم الكثيرون لأننا شعب متدين بطبعه بينما هم في حقيقة الأمر أبعد ما يكونون عن الوطنية لأن مفهوم الوطن ليس ضمن أولوياتهم ولا تتم تربيتهم عليه. أوضح أن الإخوان تسببوا بتصرفاتهم في فشل الثورة وتعطيل اركان الدولة حيث تخلصوا من الكفاءات ونظروا لأي شخص لا ينتمي إليهم علي أنه مواطن درجة ثانية ويكفي أننا حتي الآن مازلنا ندفع حتي الآن فاتورة الإرهاب الذي زرعوه في سيناء ومنها انطلق إلي أماكن أخري في مصر. * السفير أحمد فتحي أبو الخير مساعد وزير الخارجية السابق يري أن 25 يناير لم يكن لها هوية أو قيادة واحدة مما اضعفها وتسبب في فشلها بالإضافة إلي قفز عناصر عليها لم تكن مشاركة فيها منذ البداية وكان همهم ازالة النظام القائم دون أن يحددوا شكل أو أهداف أو قيادة النظام الجديد الذي يستطيع إدارة دفة الأمور دون أن نتكبد الخسائر الهائلة التي تكبدناها. أضاف أن أسوأ ما حدث لهذه الثورة هو اختطاف الإخوان لها والاستيلاء علي السلطة فيما بعد وساعتها بدأ الاحساس الجارف بالثورة يفتر لأنها لم تفرز عناصر أكثر وطنية تقود البلاد إلي الطريق الصواب. أوضح أن هناك مشكلة كبري عانت منها هذه الثورة وهي أن كل جماعة من الجماعات التي شاركت فيها كان لها أهدافها الخاصة والتوجهات المتباينة وعندما تضاربت المصالح والأهداف حدث الشرخ في جدار الثورة وبدلاً من أن تكون حدثاً تاريخياً يصنع مستقبلاً أفضل تحول إلي أزمات ومشاكل وتخبط وغرق للبلاد في الفوضي التي لم تصلحها سوي 30 يونيو التي لولاها لدخلنا في نفق مظلم مثل سوريا واليمن وليبيا. أوضح أن هناك حركات شاركت في الثورة مثل 6 أبريل وكفاية كانت واقعة تحت سيطرة منظمات خارجية تقوم بتمويلها وقد كشفت عن ذلك السفيرة فايزة أبو النجا وظهر أن هذا التمويل زج بالعناصر التي قفزت علي الثورة وأوهمت الجميع بأنها تعمل من أجل الجماهير التي خرجت من أجل أن تحيا حياة كريمة فقط ولم يكن هدفها اسقاط النظام بالكامل. * د. نازلي فتحي أستاذ التاريخ الإسلامي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية تري أن 25 يناير كانت عبارة عن انتفاضة شعبية لأناس يبحثون عن حياة أفضل واستغلت أمريكا وحلفاؤها هذه الانتفاضة لتحريك العناصر الموجودة علي الساحة لإحداث التغيير الذي يحقق مخططاتها وأهدافها واستخدموا في ذلك التيارات الدينية وعلي رأسهم الإخوان وبجانبهم بعض العناصر من الشباب لإحداث التنوع المطلوب. أضافت أن من أخطر مساوئ يناير الإرهاب والحركات الإرهابية التي نعاني منها حتي الآن وندفع ثمناً باهظاً لجرائمهم سواء علي أرض سيناء أو في العديد من المحافظات التي انطلقت إليها. * علاء سليم أمين عام اتحاد المصريين بالخارج يري أن ثورة يناير تم توجيهها لخدمة توجهات جماعة الإخوان بمساعدة خارجية من أمريكا وحلفائها ممن لا يرضون لمصر بأن تكون دولة قوية تساهم في استقرار المنطقة وتقدمها ومن ثم فالحدث في ظاهره لم يكن مثل باطنه بمعني أنها في العلن كانت تبحث عن القضاء علي الفساد والحد من البطالة وتداول السلطة دون توريث وتحسين معيشة المواطن والتخلص من تزاوج المال بالسلطة لكن مع مرور الوقت ظهر باطنها الخبيث من خلال ممارسات الإخوان الذين حاولوا استغلال الظروف لتركيع مصر والهيمنة عليها في اطار مخطط الشرق الأوسط الجديد واعادة رسم خريطة المنطقة. * لواء محمود منير حامد الخبير الاستراتيجي يري أن الشعب في بداية 25 يناير كان حسن النية وأيد الأشخاص الذين تصور أنهم خرجوا من أجل مطالبه ثم سرعان ما اكتشف أن ما يهدفون إليه لا يتوافق مع متطلباته واحتياجاته وآماله في صنع مستقبل أفضل له ولأولاده وكان هدفهم فقط ازاحة نظام استمر أكبر من 30 سنة دون أن يقدموا البديل الأفضل للمواطنين. أضاف أن معظم النشطاء الذين ظهروا علي الساحة حولوا الثورة من هدف نبيل لتحقيق طموحات الناس في غد أفضل إلي حدث يبغون من ورائه حصولهم علي أقصي مكاسب ممكنة بدليل أن مجريات الأمور بعد ذلك أكدت أن عدداً كبيراً منهم حصل علي تمويل خارجي من منظمات مشبوهة. * ممدوح رمزي عضو مجلس الشوري السابق يهاجم ثورة يناير بشدة واصفاً إياها بأنها كانت بمثابة "عورة" وليست ثورة فقد أخرجت أسوأ ما في المصريين وتصدر الصدارة أشخاص وصفهم بأن أغلبهم من المرتزقة الذين يفتقدون الحنكة السياسية ويعملون وفق مصالحهم الشخصية وساعدهم في ذلك وجود سياسيين قدماء ليسوا علي المستوي المطلوب وعدم وجود أحزاب سياسية حقيقية وإخوان "كاذبين" فكان المشهد فوضوياً.