في السادس والعشرين من يناير الحالي.. يبدأ معرض القاهرة الدولي دورته الثامنة والاربعين. السؤال الذي يواجهه المعرض منذ بداية دوراته: هل هو معرض أو سوق للكتاب؟ حتي يكتسب المعرض صفته الاهم. وهي انه وسيلة حضارية لتقديم الكتاب ما بين تراثي وحديث إلي قرائه. فقد حاول المسئولون عن المعرض في دوراته السابقة. أن ينحوا الفعاليات الهامشية. كأسواق الطعام والفوضي والزحام غير المبرر. فضلاً عن محاولة علاج غياب الخدمات الاساسية.. لكن المعرض- كما يقول الناشرون- يعاني حتي الان بقايا مشكلاته القديمة. بالاضافة إلي المشكلة المستحدثة. وهي ارتفاع أسعار الايجارات بما دفع الكثيرون إلي عدم الاشتراك في المعرض هذا العام. كما تري فدوي البستاني المشرفة علي دار البستاني. فإن المشكلة الاساسية في المعرض هي تعرضه للعوامل الجوية. بما تحدثه من خسائر للمعروضات وجميعها من الكتب التي يسهل تلفها. كذلك فإن الاساسيات غير متوفرة. تقولك لقد ذهبت بالمصادفة إلي معرض المنتجات الحرفية المصرية. وجدت أرض المعارض خالية تماماً. لا توجد غير مساحة صالحة هي صالة الناشرين العرب. والباقي أرض فضاء. وكما نعلم فإن كل معارض الكتاب المحترمة لديها أماكن خاصة كذلك فإن الايجارات مرتفعة والدعاية الاعلامية غائبة. ولعلي اطرح السؤال لماذا لايكون هناك رعاة. مثل الشركات. أو المؤسسات الصحفية الكبري. تحصل علي حق تنظيم المعرض باعتبار تخصصها في انشاء المعارض؟ ثمة رعاة في معارض أقطار الخليج وكم نشعر بالاسي حين نلتقي الوفود الاجنبية القادمة لا توجد خدمات من أي نوع ولا صالات عرض وربما تأخر بدء العرض أياماً نتيجة ارتباكات لا حيلة لدور النشر فيها بصراحة منذ 2011 والمعرض من سئ إلي أسوأ. لا بيع للكتب وانما الاقبال علي الطعام وسوق الازبكية والفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة. لماذا إذن اطلقنا عليه تسمية معرض الكتاب؟ نريد ان يصبح معرض القاهرة الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية في مصر كلها وليس في مكان واحد فقط؟ تحديث البنية الاساسية ويري د. أسامة البحيري المشرف علي دار النابغة للنشر انه لابد من تحديث البنية الاساسية فهي للاسف مستهلكة لاتليق بأكبر معرض في الوطن العربي كذلك في المعارض الدولية الاخري نجد كل شئ موجود في الاجنحة المخصصة لدور النشر بينما معرض القاهرة نتسلم الارفف ونتولي تركيب السجاد والموكيت وغايرها من المستلزمات في السابق كانت توجد سرايات جميلة تحولت منذ عامين إلي خيام تتسبب مع تأثيرات فصل الشتاء في خسائر فادحة. الملاحظ ان البنية الالكترونية غير موجودة بينما الشاشات العملاقة ظاهرة في معرض جدة الذي بدأ منذ عامين فقط وثمة الكثير من الشباب المتطوعين لإرشاد الزوار وهو ما لانجده في معرض القاهرة لو أردت كتاباً بعينه فمن الممكن اللجوء إلي الشاشات الالكترونية ويجب ان يكون لدي هيئة الكتاب "داتا" عن كل دور النشر الموجودة وما تقدمه من منشورات وكتب ويمكن وضع لوحة في أول كل سراي وفي نهايتها ترشد إلي دور النشر الموجودة داخلها أو نعتمد علي الخبرة الشخصية التي تحتاج المزيد من الجهد. وثمة خدمة أخري هي منصات التوقيع كل دور النشر ترغب في عمل حفل توقيع. وهو ما يقتصر علي دور النشر المسجلة لدي اتحاد الناشرين باشتراك مرتفع للغاية لماذا لاتقام منصتان هدية من الهيئة أو بأجر رمزي للتوقيع في أول السراي وفي نهايتها انها وسيلة طيبة لصالح رواج الكتاب. أما الفعاليات الثقافية فهي أكثر من ثلاثمائة فعالية لكنها تعاني تكراراً في الاسماء. ومن المهم الا تتحدد في اسماء شلة أو أسماء بعينها. مصر زاخرة بأعداد هائلة من المثقفين في الجامعات واتحاد الكتاب والمؤسسات الثقافية الاخري. لكننا نشهد المحاضر المحظوظ ينتقل من صالة إلي أخري. مجرد مسألة شكلية. أو تأدية واجب من المهم ان تتسع الدائرة. يشير محمد صلاح الدين المسئول عن دار "الدار" للنشر إللي بعد آخر لقد أجرت هيئة الكتاب تخفيضاً في إيجارات أماكن العرض وهو تصرف يستحق الشكر لكن المشكلة هي أن مستلزمات الكتاب من ورق وطباعة وغيرها زادت بصورة لافتة وهو ما يتطلب تخفيضاً يفوق ما كان في العام الماضي بحيث نعوض هذه الزيادة الكبيرة التي تدفعني إلي السؤال: ما هي الشريحة التي ستغامر وتأتي لتشتري الكتاب؟ الروتين المشكلة الرئيسة في تقدير أشرف عويس المسئول عن دار "النسيم" هي التنظيم لدينا "روتين" في تأثيث المكان ومضاعفة في الايجار وهناك بالتالي من لم يشارك في المعرض هذا العام. لقد أرسل اتحاد الناشرين المغربي مخاطبة رسمية يطلب فيها مساحة مجانية لجناحه في المعرض.. ورأيي ان المسألة ليست فسحة أو مهرجانا فقط فالهيئة تبيع آلاف التذكر لكن الناس للا يدخلون الاجنحة للشراء الهدف من المعرض هو شراء الكتب. إلي جانب الاستمتاع بالفنون والانشطة المصاحبة لكن الملاحظ ان الشباب يأتون للترفيه. وللجلوس علي المقاهي. وتناول الطعام بينما حركة بيع الكتب تعاني حصاراً خانقاً الملاحظ أيضاً أن الدعاية ووسائل جذب الناس للقراءة غير متوافرة. هيئة الكتاب لاتقوم بدورها في جذب الناس. وتتجاهل النشاط الاعلامي الذي يتجاوز البرامج التي تقيمها ويقدمها الاعلاميون والصحفيون فقط؟ لقد حاول عدد من الناشرين ان يشاركوا في المعرض من خلال مؤسسة كبري مثل الجمهورية وأخبار اليوم وهناك من سيلجأ إلي أسلوب الشراكة بين دارين أو ثلاث للتمكن من مواجهة غلاء إيجار المكان. ورأيي انه كان يجب اجراء لقاء بين مسئولي هيئة الكتاب واتحاد الناشرين لحل كل المشكلات قبل تفاقمها وإيجاد وسائل للتغلب علي مشكلة زيادة الايجار. ولو من خلال إيجاد رعاة يساعدون في دفع بعض التكاليف.. لكن من يفكر؟!!