معرض للكتاب في كل «خرابة»! بقلم : حازم هاشم الجمعة , 02 سيبتمبر 2011 02:39 ظل الناشرون المصريون، هائن وأسري للمعرض «الرسمي» الذي تقيمه الدولة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب في كل يوم لكي ينعقد «عرس الثقافة» - كما كانت تسميه وزارة الثقافة السابقة علي 25 يناير الثورة!، وعندما أقول إن الناشرين المصريين ظلوا رهائن هذه المناسبة السنوية فإن ما أقصده أنهم بقوا لا يستطيعون عقد وإقامة معرض للكتاب الذي هم صناعه!، بل ظلت هيئة الكتاب التابعة لوزارة الثقافة السابقة تكاد تكون هي الكتاب في مصر!، مع أنني أعلم شخصيا أن هذا الصبر الطويل للناشرين علي ذلك لم يكن يعني عجزا أو قصورا عند الناشرين، بل كان لحركة النشر في مصر «النجوم» من الناشرين ودورهم ممن صنعوا إنجازات تنتمي إلي «النشر الثقيل» ومما تفخر به دورهم علي صعيد المهرجانات الدولية، ولست أزكي شخصيا دارين مثل «الشروق» و«الدار المصرية اللبنانية» بقدر ما أقرر واقعا لأحوال الكتاب الذي كان مما يضعفه ولا يقويه احتكار هيئة الكتاب لكل ما يتعلق بالنشر في مصر!، مع أن الدور الخاصة للنشر كانت تقوي هيئة الكتاب عندما تطلب من هذه الدور مساعدتها في طباعة وإنجاز بعض الكتب وأشهرها سلاسل «القراءة للجميع» و«مكتبة الأسرة» مما كانت ترعاه حرم الرئيس السابق، ولكن هيئة الكتاب لم تكن عادة تحفظ الجميل لدور النشر الخاصة!، فهي في كل عام عندما يحين موعد عقد المعرض - أو السوق - الدولية للكتاب كانت عادة ما ترفع إيجارات الأجنحة والصالات والزوايا التي تستأجرها دور النشر الخاصة!، مع إهمال واضح في الخدمات العامة أيام المعرض!، فضلا عن استغلال المعرض في تجارات وعروض رخيصة، وندوات مملة من كثرة تكرار محاورها، ثم تاب الله علي مثقفي مصر من سنوات وقد كفت هيئة الكتاب عن عقد ما سمي باللقاء الفكري بين رئيس الدولة السابق وبين المثقفين!، وكان هذا اللقاء حلقة سنوية في مسلسل من «السخافة» تنضبط حلقاته في رعاية مسئولي الهيئة ومندوبي مباحث أمن الدولة!، حتي تاب الله علينا والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له! لكننا هذا العام وبعد الثورة. وجدنا دور النشر الخاصة تنهض بإقامة معرض للكتاب في غاية الانضباط!، وقد ذهبت إليه في أمسية إلي حيث أقيم في شارع فيصل بالجيزة، وقد وجدت أن المعرض قد أقيم في مساحة لائقة وكنت أعرف أن هذه المساحة تملكها هيئة الكتاب لكنها ظلت مساحة مهملة!، حتي أدركتها عناية ناشري الكتب بالتعاون مع وزارة الثقافة الحالية، وقد شارك في المعرض المركز القومي للترجمة وعنده رصيد محترم من الكتب المترجمة. كما أن أسعار الكتب قد انخفضت انخفاضا ملحوظا شجع الكثير من محبي القراءة علي الاقتناء. ومعرض فيصل الذي شهده رمضان وجدت نفسي أتجول فيه وحدي بعيدا عمن أعرف!، قائلاً لنفسي: لماذا لم يفعلها الناشرون ليكون لهم في كل «خرابة» معرض للكتاب!