توحش الفساد في زمن ما قبل ثورة 25 يناير وتغول في معظم المؤسسات والوزارات والقطاعات وتعددت أنواعه وفاحت رائحته حتي أزكمت الأنوف وزاد توحشاً في الفترة التي أعقبت الثورة مستغلاً الغياب الأمني والانهيار الذي ضرب البلاد وقتها والفوضي التي سادت. وقد شهد الزمن البائد فنوناً وأنواعاً شتي للفساد ومارس الفاسدون أساليب في التدبير والإجرام تعجز عنه الشياطين حتي أصبح الفساد منهجاً وأسلوب حياة وغاية وهدفاً ولخص هذا المشهد المأساوي الفنان العملاق أحمد زكي في فيلمه "ضد الحكومة" بجملة - ولا أروع - عبر بها عن حالة المجتمع عندما قال: "كلنا فاسدون ولا استثني أحداً" في مرافعته الشهيرة أمام المحكمة.. وبدلاً من أن يكون الرشوة والفساد استثناءً والأمانة والضمير القاعدة انقلبت الآية وأصبح الفساد هو القاعدة والضمير استثناءً.. نعم الغالبية العظمي أفسدت الحياة في العصور الماضية وأجهضت كل محاولات الإصلاح في ظل سطوة أصحاب النفوذ والمال وإضفاء الحماية عليهم.. وغياب الإرادة الحقيقية للإصلاح في ذلك الوقت مع تغييب متعمد لدور الأجهزة الرقابية. وشاءت إرادة الله أن تشرق الشمس من جديد علي مصرنا الحبيبة بعد ثورة 30 يونيو ومع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة البلاد حيث وضع أسساً جديدة للحكم معلناً الحرب علي الفساد وأنه لا مكان لفاسد كخطوة مهمة علي طريق تحقيق التنمية.. وتقريباً في كل مناسبة يشدد الرئيس علي أهمية وضرورة مكافحة الفساد مطالباً المسئولين والمواطنين أن يضطلعوا بمسئولياتهم للقضاء علي هذا السرطان.. وقد أخذت الرقابة الإدارية زمام المبادرة بمساندة ودعم رئاسي وانطلق رجالها كالصقور مهاجمين كل أوكار وبؤر الفساد رافعين شعار "التطهير" لحماية الوطن والمواطن من أي محاولات عبثية تستهدف مقدرات وقوت الشعب.. وتوالت ضرباتهم القوية الواحدة تلو الأخري لتهز عروش الفساد المتجذرة في الأرض وتقتلع بعضها بقوة وعزيمة الرجال المخلصين الأوفياء لأوطانهم. لقد كان الرئيس بعيد النظر عندما طالب رجال الرقابة الإدارية بالإشراف ومتابعة تنفيذ المشروعات في كل المحافظات لقطع الطريق علي الفاسدين صغاراً وكباراً ولضمان التنفيذ وفق المواصفات العالمية وفي أوقات قياسية بجودة ودقة متناهية - وهو ما لم يكن يحدث من قبل - وضرب صقور الرقابة الإدارية أروع الأمثلة في حمل الأمانة وكانوا علي مستوي المسئولية حاملين لواء الحفاظ علي الدولة.. انتشروا في كل مكان بدواوين الوزارات والمحافظات والهيئات الحكومية لإسقاط المرتشين والفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن واضعين نصب أعينهم هدفاً واحداً هو الحفاظ علي مصرنا الحبيبة قوية متماسكة. ضربات رجال الرقابة الإدارية في كل مكان أثلجت صدور المصريين الذين تأكدوا أن الدولة بأجهزتها الرقابية ماضية بقوة في اجتثاث جذور الفساد وأنه لا تهاون مع الفاسدين كباراً أو صغاراً. تحية تقدير واحترام لصقور الرقابة الإدارية.. فدورهم لا يقل أهمية عن دور القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الأبطال في الحرب علي الإرهاب.. فالمنظومة الآن تتكامل وتعمل في تناغم.. حرب شرسة علي الإرهاب بالتوازي مع القضاء علي الفساد. مصر السيسي تعيش عهداً جديداً وأقسمت: لا مكان لفاسد أو إرهابي مهما بلغ حجم التحدي.. فالمصريون قدّ التحدي.. وتحيا مصر برجالها الأوفياء المخلصين.. وليذهب الإرهابيون والخونة والفاسدون إلي الجحيم.