أؤيد تماما العفو عن الشباب المحبوسين علي ذمة قضايا وعن عقوبة الأحكام النهائية والباتة.. علي الطلبة والفتيات والسيدات والصحفيين في قضايا التظاهر والنشر والرأي العام. الرئيس السيسي وفي لفتة إنسانية رائعة أعلن أنه سيطلب من وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلي للجامعات تسهيل عودة الطلاب الذين سيفرج عنهم إلي كلياتهم لاستكمال دراستهم مع إعفائهم من نسبة الحضور أو استنفاد مرات الرسوب لرفع الضرر عنهم ووضعهم أمام مسئولياتهم تجاه وطنهم ومنحهم الفرصة للحفاظ علي مستقبلهم التعليمي. اللجنة المكلفة بفحص ومراجعة ملفات الشباب المحتجزين علي ذمة قضايا أو المحبوسين بأحكام نهائية وباتة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الأول للشباب حددت شرطين للعفو: الأول.. ألا يكون الشاب قد تورط في عنف أو إرهاب. والثاني.. ألا يكون من الإخوان. نعم.. هما شرطان مهمان جدا.. أمر بديهي عدم العفو عمن خرب ودمر ولوثت يداه بالدم وأرهب المجتمع.. ومرفوض تماما العفو أيضا عن أي إخواني لأن عقيدته التي جبل عليها لن تجعله يقدر قيمة هذا العفو أو أن يرجع عن أفكاره الهدامة تجاه بلاده وشعبها بدليل أن مرتكبي الحادث الإرهابي في جسر السويس هم ممن أفرجت عنهم المحكمة لعدم كفاية الأدلة ضدهم في قضية سابقة.. ومن ثم خرجوا واستمروا في سلوكهم العدواني.. ومن ثم فإن القضاء هو الذي يفصل بيننا وبينهم. لكن.. هناك شرط أري أن اللجنة لم تدرجه ولا يقل أهمية وخطورة عن الشرطين السابقين وهو من هاجم جيش وشرطة بلاده رافعا الشعارين الفوضويين صناعة الإخوان "يسقط يسقط حكم العسكر" و"الداخلية بلطجية".. فمجرد رفعه هذين الشعارين أو أحدهما يحرمه من العفو لأنه هنا يعادي جيشه الذي يحمي الدولة والشعب. وشرطته التي تسهر علي أمنه وأمانه وممتلكاته وبالتالي فقد أخرج نفسه طواعية من رداء الوطنية إلي مستنقع الخيانة. إن الدستور والقانون يبيحان لأي مواطن أن يعبر عن رأيه في حرية.. إلا أن هذه الحرية لابد أن تكون منضبطة وإلا تحولت إلي فوضي.. فرق كبير جدا بين من تظاهر سلميا اعتراضا علي قرار أو إجراء مثل المتظاهر أو المنتقد بالنشر ضد اتفاقية ترسيم الحدود بشأن جزيرتي تيران وصنافير وبما لا يخون القائمين علي الحكم أو يسيء لدولة شقيقة تربطنا بها علاقات أزلية ومصالح مشتركة. وبين متظاهر هدفه الإساءة للجيش والشرطة.. الأول يدافع عن أرض يؤمن أو يعتقد خطأ بأنها مصرية وهذا حقه أما الثاني فيحاول نسف ثوابت وأعمدة تقوم عليها الدولة.. وشتان بين الاثنين ومن الظلم المساواة بينهما. لذا.. أري ضرورة إضافة هذا الشرط للشرطين الآخرين حتي لا يستفيد من العفو سوي الوطنيين فقط الذين لم يضروا البلاد والعباد.. وتأكدوا أنه لو حدث عفو عمن أساء للجيش والشرطة فإنه سيخرج ثم يعود لنفس سيرته الأولي.. تذكروا حادث جسر السويسر وغيره. اللجنة أعلنت أن الدفعة الأولي للعفو التي سيصدر بها قرار جمهوري خلال ساعات تنفيذا للمادة "155" من الدستور التي تعطي الرئيس هذا الحق سوف تشمل 83 شابا محكوما عليهم في قضايا تظاهر ورأي ونشر وتبلغ نسبة الطلبة فيها 95% وهذا أمر ممتاز.. عقبال الباقي. رقصة الموت الدكتور محمد المخزنجي له مقال رائع علي نصف صفحة في "المصري اليوم" يوم الخميس الماضي بعنوان "هي لا ترقص ولا تصلي".. المقال عن حشرة "السرعوف" أو ما نسميها نحن "فرسة النبي" ويسرد فيه رقصتها الأسطورية "رقصة الموت" تمهيدا للتزاوج.. من لم يقرأ المقال من غير المخصصين فقد فاته الكثير بحق.. كل الشكر للدكتور المخزنجي علي المعلومات العلمية الفياضة والوصف الأدبي الإبداعي من بداية المقال وحتي آخر كلمة فيه.