رغم الأزمة الاقتصادية الحالية.. فإن مصر تعد واحدة من أكثر دول العالم استهلاكاً للسلع الغذائية المختلفة وكذلك هي واحدة من أكثر دول العالم التي تلقي بكميات كبيرة من الغذاء في صناديق القمامة!! ومع الارتفاع الذي حدث في أسعار السلع في أعقاب ارتفاع سعر الدولار أصبحت الحاجة ضرورية لترشيد استهلاكنا من السلع المختلفة خاصة في ظل ثبات الدخل المادي. والسؤال: كيف يمكن ل "ست البيت" ترشيد الاستهلاك حتي لا يحدث خلل في ميزانية الأسرة خاصة أن توفير متطلبات الأسرة من الغذاء يلتهم الجانب الأكبر من الميزانية. في البداية تقول الدكتورة ماهي التحيوي أستاذ صحة عامة بطب عين شمس : إن كل السلع تكون لها بدائل وعلي ست البيت أن تعرف السلع الغذائية المختلفة التي تتناسب مع الدخل وفي نفس الوقت تحتوي علي عناصر غذائية مفيدة لأفراد أسرتها. تضيف أنه في ظل ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والأسماك وهي تمثل مصادر مهمة للبروتين فإن هناك بدائل أخري مثل الكشري يحتوي علي عناصر غذائية متعددة منها البروتين والألياف والفيتامينات..وتنصح د.ماهي ست البيت باستخدام العسل الأسود مؤكدة أنه مفيد جداً لأسرة حيث يحتوي علي نسبة كبيرة من عنصر الحديد!! أشارت إلي أنه بعد اختفاء السكر يجب أن تعلم ست البيت أن الإفراط في استخدام السكر يسبب مشاكل صحية كثيرة لأفراد الأسرة مؤكدة أنه في أوروبا وأمريكا يكون استخدام السكر بكميات قليلة جداً بعد أن أثبتت الدراسات العلمية أنه يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض. وتوضح سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك ونائب رئيس الاتحاد العربي للمستهلك ونائب رئيس الاتحاد العربي للمستهلك: أن الاتحاد أطلق حملة تحت عنوان "الترشيد أسلوب حياة" لمواجهة جشع التجار الذي أدي لارتفاع كبير في أسعار السلع مشيرة إلي ضرورة تغيير عاداتنا في الاستهلاك لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة والتوقف عن الإسراف في تناول السلع كما يجب علي "ست البيت" أن تعلم أولادنا ترشيد الاستهلاك منذ الصغر. أضافت أن أزمة السكر الحالية مفتعلة وسببها التكالب علي شراء كميات كبيرة وتخزينها في البيوت. أكدت أن الحملة التي تقوم بها تدعو أيضاً للترشيد في استخدام الكهرباء والمياه لمواجهة الفواتير المرتفعة. وتري الدكتورة سحر العقبي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أن هناك بدائل يمكن اللجوء إليها خاصة بالنسبة للمصادر البروتينية وتتمثل هذه البدائل في البقوليات والمشروم حيث تحتويان علي عناصر غنية بالبروتين مشيرة إلي أن الأطفال يحتاجون إلي الأحماض الأمينية وتتمثل في اللحوم والألبان والبيض والدواجن والأسماك ويمكن الاستعانة ببدائل اللحوم في المشروم والبقوليات كما يمكن اللجوء إلي الكبد والقوانص كبدائل للحوم. أكدت ضرورة الإكثار من تناول الخضراوات الطازجة وكذلك الفجل والجرجير كما أن الفواكه تحتوي علي نسبة كبيرة من السكريات وتحتاج بالفعل إلي ترشيد لأن الإصابة بالسكر تتزايد بين المواطنين ولابد من خفض الاستهلاك من مختلف السلع. أضافت أنه يمكن تناول الزبادي والجبن والبيض بعد ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والأسماك. أشارت د.سحر إلي أن الترشيد لا يقتصر علي السلع الغذائية فقط بل يمتد إلي الكهرباء والمياه حيث إن الكثيرين يبالغون في استخدام الكهرباء والمياه ثم يشتكون من ارتفاع قيمة الفواتير. تقول الدكتورة هناء صدقي أستاذ بمعهد تكنولوجيا الغذاء: إن البيض والبقوليات المتمثل في الكشري تعد من الوجبات الأساسية المتكاملة وتحتوي علي البروتين مثل اللحوم والدواجن. تنصح "ست البيت" بأن تقطع الخبز حسب استهلاك أفراد الأسرة حتي لا تلقي بكميات كبيرة في سلة القمامة كما تنصحها بأن تضع طبقاً كبيراً من الطعام علي "السفرة" وأن يأخذ كل فرد من الأسرة ما يحتاجه ولو علي فترات متقطعة حتي تقلل الفاقد في الطعام. تطالب د.هناء الحكومة بالحد من استيراد السلع الاستفزازية حتي تقضي علي أزمة ارتفاع سعر الدولار وتوجيه العملة الصعبة لإقامة المشروعات والمصانع كما تؤكد ضرورة الحد من استخدام الموبايلات حيث إننا من أكثر دول العالم استخداماً لأجهزة المحمول وأصبح يلتهم جزءاً ليس قليلاً من ميزانية الأسرة. تتفق معها د.ليلي لبيب أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث مؤكدة ضرورة التوقف عن استيراد السلع الاستفزازية من الخارج.. كما تطالب بمقاطعة شراء اللحوم واللجوء إلي البدائل البروتينية رخيصة السعر بالإضافة إلي الإكثار من الخضراوات مثلب البقدونس والبطاطس والفريك والبرغل. ويمكن عمل نوع من "الكفتة" بجميع العناصر السابقة وفي نفس الوقت تحتوي علي البروتينات والعناصر الغذائية المختلفة.. كما يمكن عمل وجبات من "البصارة" و"العجة" بمكونات البيض والخضراوات وأيضاً تناول الفول والطعمية فجميعها أطعمة بديلة ورخيصة التكاليف إلي حد ما!! تطالب د.ليلي "ست البيت" بالحد من تناول الوجيات الغذائية الجاهزة لأنها تلتهم ميزانية الأسرة وتنصح بإعداد مثل هذه الوجبات في البيت لأنها أفضل وأرخص وأفيد لصحة الأسرة.