لاشك أن قرارات الحكومة الأخيرة بزيادة أسعار الوقود والكهرباء والمياه والغاز جاءت لتمثل صدمة للأغلبية الساحقة من المواطنين من محدودي ومعدومي الدخل.. إلا أن هذه القرارات كان لابد منها لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي نعانيها نتيجة ما حدث في مصر طوال السنوات الثلاث الماضية ومنذ ثورة 25 يناير. والسؤال: كيف تواجه المرأة - باعتبارها وزيرة مالية الأسرة - زيادة الأسعار ومواجهة هذا الغلاء وجهنا هذا السؤال إلي عدد من السيدات الخبيرات في هذا المجال. تقول الدكتورة عزة كامل - مديرة مركز التنمية والاتصال إن دور ست البيت مهم جداً في تغيير النمط الاستهلاكي للأسرة وبالتالي التأثير في عملية العرض والطلب علي السلعة الضرورية في الأسواق من خلال وجودها في الأسواق أثناء احتياجاتها. أشارت إلي أن المرأة يجب أن تتحول إلي شراء سلع استهلاكية بديلة بعد ارتفاع اللحوم مثل الدواجن والأسماك وإذا ارتفعت أسعار الأرز تتجه إلي استهلاك المكرونة كبديل لها وارتفاع سعر محسوق الغسيل بجعل المرأة تتحول إلي منتجات أسعارها أرخص. تري تغريد شمس الدين - المسئول: بجمعية التحرر الاقتصادي: إن المرأة يجب أن يكون لها احتياطي من السلع عن طريق تخزين بعضها في صورة مختلفة مثل الطماطم في صورة صلصة واللحوم والدواجن بالاضافة إلي البحث عن الوجبات البسيطة والتي يوجد بها ما يحتاج له الفرد من عناصر غذائية مختلفة. أكدت أنها تستطيع بقوة مواجهة غلاء الأسعار في ظل الموارد المتاحة لديها بأسلوب علمي وعملي وهذا يعتمد علي ذكائها وثقافتها الاستهلاكية وقدرتها علي إدارة منزلها وتوظيف الموارد المتاحة لديها كأفضل استخدام ممكن. أشارت إلي أهمية الحفاظ علي السلع بالقدر الكافي لتفادي عدم إلقاء أطعمة في سلة القمامة بالاضافة إلي عدم الإسراف في الاستهلاك. أكدت علي أهمية مشاركة الأولاد في ميزانية الأسرة والتعرف علي الدخل الشهري مشيرة إلي أن المكاشفة والشفافية داخل المنزل مهمة للعبور إلي بر الأمان وعدم حدوث أي أزمات. قالت إنه بالنسبة لارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغاز فيجب علي المرأة ترشيد استهلاكها من هذه الخدمات بأكبر قدر ممكن حتي لا يحدث خلل في ميزانية البيت. ترشيد الاستهلاك تتفق معها الدكتورة تغريد شرارة - رئيسة جمعية سيدات الجيزة مؤكدة: علي ضرورة أن تقود المرأة كل أفراد أسرتها في ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه وخاصة بعد ارتفاع الفواتير فلا تترك جميع الأنوار مفتوحة بالشقة ويكفي استخدام تكييف واحد لمدة معينة.. وبالنسبة للغاز يجب استخدام شعلة واحدة للبوتاجاز بدلا من استخدام جميع الشعلات في وقت واحد أثناء الطهي الكهرباء للسخان الكهربائي. أشارت إلي أن هناك عادة سيئة تتسم بها معظم الأسر المصرية وهي عدم التخلص من كميات كبيرة من الطعام المتبقي وإلقائها في القمامة مما يؤدي إلي إهدار أموال كثيرة كان يمكن توفيرها لأشياء أخري تحتاجها. تقول الدكتورة بثينة الديب - رئيس قطاع الاحصاء بالجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء سابقا: إن المرأة هي المسئولة عن تدبير احتياجات أسرتها حسب الميزانية الموجودة فيجب عليها أن ترشد استهلاكها من الكهرباء والمياه والغاز وأن تتجه إلي أعداد وجبات غذائية بسيطة وغير مكلفة وفي نفس الوقت تعطي الفوائد الصحية للوجبات الغالية مشيرة إلي أن تناول البيض يغني عن الدواجن واللحوم. أشارت إلي أن هناك العديد من الأسر تتباهي اليوم بأن لديها 3 أو 4 تليفزيونات ولا تدرك اننا في أزمة ويجب علينا أن نرشد استهلاكنا حتي نتجاوز هذه الأزمة بسلام. أكدت أنها بدأت بنفسها في ترشيد الغاز مشيرة إلي أنها كانت تدفع فاتورة تتراوح ما بين 30 إلي 50 جنيها وبعد ترشيد الاستهلاك بإطفاء الغاز ليلا وصلت الفاتورة إلي 8 جنيهات فقط!! تقول نجوي جمال الدين - مسئولة المرأة بمحافظة الجيزة: إن ترشيد الاستهلاك وضغط المصروفات مسئولية ست البيت مشيرة إلي أن استخدام اللمبات الموفرة سيساهم في الحد من فاتورة الكهرباء. أشارت إلي أن طاهرة لجوء السيدات لشراء الغذاء "دليفري" انتشرت في السنوات الأخيرة وآن الأوان للتخلص منها لتوفير مبالغ كبيرة لميزانية الأسرة. كما طالبت الأمهات بالحرص علي تعليم بناتهن الطبخ منذ الصغر. تؤكد المهندسة ليلي خليفة - وكيل وزارة بشركة مطاحن مصر العليا: ترشيد الاستهلاك يبدأ من الدولة لذلك لابد من إطفاء أعمدة الإنارة نهاراً.. كما أن هناك العديد من المؤسسات والشركات الحكومية تكون الأنوار مضاءة بها طوال ال24 ساعة حتي في أيام الأجازات. مع السيدات التفينا عدداً من السيدات اللاتي أكدن أن ترشيد الاستهلاك واجب وطني تقول رئيفة محمد - مهندسة كمبيوتر بإحدي الشركات: بالفعل بدأنا ترشيد الكهرباء داخل المنزل.. حيث تم إلغاء إنارة النجف تماماً واستبداله باللمبات الموفرة في جميع الحجرات.. وأولادي الثلاثة أدركوا معني الترشيد. تضيف نبيلة ماجد - محاسبة بالضرائب العقارية: بأن "ست البيت" هي محور الأسرة وتوجيهها إلي الأسلوب السليم في إدارة الأزمات وهذا ما اتبعته مع ابني الوحيد وهو في السنة النهائية بكلية التجارة.. فأصبح لا ينفرد بالحجرة لمشاهدة التليفزيون أو إنارة الحجرة الخاصة به لفترات طويلة. تضيف سهير محمود - موظفة بإحدي مراكز الشباب بالجيزة: إننا بالفعل فمنا بترشيد الاستهلاك وذلك من خلال بدائل اللحوم فأصبحنا نركز علي تناول البقوليات كبديل لهما مثل الفاصوليا البيضاء واللوبيا وذلك نظراً لارتفاع الأسعار ونحن نتناول الدواجن أيضا والبيض كعناصر بديلة للبروتين والجبن بأنواعها وأيضا الخضر بكميات معقولة بدلا من إلقاء الفائض في القامة.. بالفعل تم تغيير نمط سلوكنا في الحياة.