* تسأل سندس محمد: أبي مرض بالسرطان وذاق الأمرين من جرعات الدواء والكي وصار معه حزن واكتئاب دائم وفقد شهية الطعام وفارق نشوة الفرح والمتعة في دنياه.. هل هو غضب من الله .. أم ابتلاء ورحمة؟ وهل له أجر عند الله؟! ** يجيب الشيخ أسامة موسي عبدالله من علماء الأوقاف أبشر بكل خير من المولي عز وجل. فقد سألت السيدة عائشة هذا السؤال للرسول صلي الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول صلي الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها أنه كان عذابا يبعثه الله علي من يشاء فجعله الله تعالي رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم ا نه لا يصيبه الا ما كتب الله له إلا كان له أجر شهيد. أبشر بعظيم الأجر ورفعة الدرجات كما جاء في الخبر: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط". رواه الترمذي أبشر بالجنة عند فقدك لعضو من أعضائك فعن أنس قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل إذا أخذت بصر عبدي فصبر واحتسب فعوضه عندي الجنة" رواه أحمد. أبشر بالجنة جزاء صبرك ورضاك بالبلاء عن ابن عباس أنه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال: بلي قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلي الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك قالت: أصبر قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أنكشف فدعا له" متفق عليه. أبشر بتوفيه الأجر من غير حساب قال تعالي: "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب". أبشر إن صبرت واحتسبت بانك ستكتب في عداد الصابرين. أبشر فإن الله فتح عليك عباده الصبر وبابا يوصلك إلي الجنة يجب أن توقن ان ما أصابك من البلاء عادة الله مع صفوة خلقه من الأنبياء والصديقيين والصالحين كما قال رسولكم الكريم صلي الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل علي حسب دينه فإن كان في دينه صلبا أشتد به بلاؤه ان كان في دينه رقي ابتلي علي قدر فيما يبرح البلاء بالعبد حتي يتركه يمشي علي الأرض وما عليه خطيئة" رواه أحمد.. وتوقن أن الله ابتلاك ليمحص ذنيك ويعرف صدقك قال تعالي: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون". وتوقن ان الله أراد بك خيراً عظيما لا يدركه عقلك ولو كان الأمر في ظاهره شراء وسوءا بالنسبة للك.. أيها المبتلي أعلم أن ما حل بك من الحزن والهم والبؤس وأهل الدنيا يفرحون ويمرحون فإن الله سيقلب حزنك الي سرور دائم وهك الي حبور مستمر في دار لا يحزن أهلها ولا يصيبهم غم كما قال تعالي: "يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون". أيها المبتلي اعلم أن ما يجري عليك الآن من المحن والبلاء هو خير لك قضاه الله عليك لحكمة بليغة فأصبر واحتسب كما قال رسولك الكريم صلي الله عليه سلم: "عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضرا صبر فكان خيرا له" رواه مسلم. تفكر وتأمل أن ما نزل بك من البلاء هو قدرك لا مهرب لك ولا نصير منه فاما ان تتسخط وتجزع فتكون محروما من نعيم الدنيا والآخرة واما أن تصبر وتتجمل فتفوز وتفلح. تذكر أن ما فقدته من أعضائك وخلق من جلدك وتساط منك سيكون جزاؤه عظيما في الآخرة يغبطك عليه أهل العافية في الدنيا لما ورد في الخبر: "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطي أهل البلاء الثواب لو ان جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمفارض" رواه الترمذي. تذكر وأنت تعاني وتكابد تداعيات السرطان قصة النبي المبتلي الصابر أيوب عليه الصلاة والسلام حين ابتلي بالمرض المزمن بلاء عظيما وفقد أعضائه إلا قلبه ولسانه وتخلي عنه أقرب الناس اليه فصبر فكانت عاقبته حسنة ومكافأته عظيمة قال أنس: "ابتلي سبع سنين وأشهرا وألقي علي مزبلة لبني اسرائيل تختلف الدواب في جسده حتي فرج الله عنه وعظم له الأجر و أحسن الثناء عليه".