القي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة في ختام اعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ شملت العديد من القرارات المهمة وفي مقدمتها تشكيل لجنة وطنية من الشباب وباشراف مباشر من رئاسة الجمهورية تقوم باجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين وتكليف الحكومة بالتنسيق مع مجلس النواب للاسراع بإصدار التشريعات المنظمة للإعلام والانتهاء من تشكيل المجالس المنظمة للعمل الصحفي والإعلامي وتوجيه الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة والجهات المعنية بالدولة بعقد حوار مجتمعي مع المتخصصين والكبار والخبراء والمثقفين بالإضافة إلي التمثيل المكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمباديء والاخلاق السليمة لتصويب الخطاب الديني. وفيما يلي نص الكلمة بناتي وأبنائي.. شباب مصر.. أملها وحلمها .. السيدات والسادة.. الحضور الكريم أقف متحدثاً إليكم وقد امتزجت في نفسي السعادة والأمل.. السعادة لأنني في وسط أبنائي وبناتي من شباب مصر. والأمل الذي رأيته علي مدار اليومين الماضيين حين كنت محاطاً بالشباب ومحاوراً لهم ومجيباً لتساؤلاتهم أو مستمعاً لأفكارهم ورؤيتهم وتصوراتهم للمستقبل. والحق أقول لكم من علي هذا المنبر ووسط هذه الكوكبة من كافة أطياف وممثلي المجتمع المصري أن شباب مصر كانوا علي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقهم. وجاءوا إلي هذا الملتقي حاملين سلاح العلم والحداثة ورافعين راية الحماس والتحدي. وحققوا الهدف المنشود في صياغة ورقة عمل وطنية تكون دليلاً للدولة المصرية حكومةً وشعباً للوصول إلي هذا الهدف. وهو الحفاظ علي بقاء الدولة المصرية وإعادة بنائها لتكون بحق دولة مدنية حديثة وديمقراطية قادرة علي التطور والنمو بسواعد أبنائها. أبنائي وبناتي.. السيدات والسادة. لقد كانت فعاليات وأحداث المؤتمر بجلساته العامة وورش العمل التخصصية وجلسات الحوار والنقاش فرصة عظيمة كي نتبادل جميعاً وجهات النظر ونستمع إلي الرأي والرأي الآخر دون إقصاء أو تهوين أو تخوين. كما كانت التجربة ناجحة في أن تثبت لنا أن شبابنا قادر علي اتخاذ المسار الديمقراطي لإثبات وجوده وتحقيق ذاته والتعبير عن آماله وطموحاته. وهذا هو عهدنا بشباب مصر. فكما أكدت سابقاً عن يقين لا يحتمل الخطأ بأن شباب مصر هم الأكثر تفاني وحماسة وطالما وجدوا فرصتهم في التأهيل والتدريب والتوعية. فإنهم يصبحون قادرين علي تخطي الصعاب ومواجهة التحديات وتحقيق غاياتهم وإعلاء كلمة وطنهم لتصبح هي العليا بين الأمم. السيدات والسادة.. الحضور الكريم. إن مصر دولة شابة وشبابها بقدراتهم وحجمهم الكبير كماً ونوعاً يمثلون ثروة قومية لأمتنا يجب استثمارها وتوظيفها لتكون قوة دافعة لمسيرة التنمية وضلعاً أساسياً من أضلاع منظومة الدولة ورقماً فاعلاً في معادلاتها. وطبقاً لما أجريناه من أبحاث للرأي العام بين الشباب وما أعددناه من دراسات للتعرف علي أنساق اهتماماتهم وتقييم قدراتهم. فإن الدولة قد كونت صورة واضحة جلية عن أنماط اهتمامات شرائح الشباب المختلفة وتبلورت لديها الرؤية الكاملة حول سبل معالجة قضاياهم ومراعاة أولوياتهم العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية مع الحفاظ علي قنوات اتصال حيوية وفعّالة بين الدولة بكل مؤسساتها وبين الشباب من مختلف الفئات قائمة علي الحوار وتبادل الرؤي علي أسس وطنية وموضوعية. وخير مثال علي ذلك ما تم انتهاجه من قواعد ومحددات خلال جلسات محاكاة الدولة المصرية التي قام بها شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب علي القيادة. وأؤكد لكل شباب مصر أننا لن نولي اهتماماً لمجموعة من الشباب دون أخري. لابد أن تتأكدوا أن الاب الحقيقي يحب كل أبنائه. وأتمني أن يقف مكاني شاب من شباب مصر. أبنائي وبناتي.. السيدات والسادة.. لقد كان يقيني في أهمية الاستثمار في شبابنا كمشروع قومي لإنتاج الطاقات الفاعلة في الدولة هو المحفز كي تتولد لدي الدولة إرادة واقعية للاهتمام بالشباب ورعايته وتوظيفه في الدور الذي يتماشي وحجم قدراته. ولذلك فمنذ أن توليت المسئولية فقد أوليت الشباب رقماً متقدماً في أجندة عمل الدولة. وكان إطلاق عام 2016 عاماً للشباب المصري لتوحيد الجهود داخل أجهزة ومؤسسات الدولة والمجتمع لتحقيق طفرة محسوسة في هذا الملف الذي طالما عاني من الإهمال والتهميش. ولعل انطلاق حزمة المشروعات القومية الكبري هو خير دليل علي إننا نسعي لبناء المستقبل لشبابنا من خلال تعظيم أصول الدولة وتوفير القدر اللازم من البنية التحتية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية. أبنائي وبناتي.. پعلي مدار العامين السابقين كنت حريصاً دائماً علي لقاء فئات مختلفة من الشباب بشكل دوري والاستماع إليهم والحديث معهم. وكم كانت تسعدني هذه اللقاءات لما ألمسه خلالها من روح وطنية متجردة ومتحمسة حتي وإن كان من بينهم من هو متحفظ أو مختلف. فكل شباب مصر أبنائي. وأنا حريص علي الاستماع إليهم دون تحفظات أو محددات معينة. فالهدف الأسمي هو مصر ونهوض أمتنا. وهو الهدف القادر علي خلق مساحات مشتركة تجمعنا جميعاً. أبنائي وبناتي شباب مصر.. السيدات والسادة.. بعد ما رأيت وسمعت خلال فعاليات هذا المؤتمر. فإنني قد قررت أن أدعوكم جميعاً داخل هذه القاعة وخارجها إلي العمل علي استمرار هذا النموذج المحترم من حالة الحوار الإيجابي بين مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة والمجتمع وشباب مصر العظيم وهو ما يفرض علينا أن نحافظ علي تنظيم المؤتمر بشكل دوري في نوفمبر. من كل عام ويسبقه تنظيم عدد من الفعاليات وورش العمل وأنظمة المحاكاة للوصول إلي الأهداف بشكل أشمل وأفضل. ولتكن هذه الحالة المتولدة في هذا المؤتمر مستمرة وأكثر انتشاراً في جميع ربوع الدولة. السيدات والسادة.. شباب مصر.. إن حجم التحدي الذي يواجه الدولة المصرية كبير وحجم التغيرات التي يشهدها العالم والإقليم تحتم علينا جميعاً الانتباه والاصطفاف لمواجهته. فكل التحديات وإن عظمت تظل بلا قيمة ما دام المصريون علي وعي بها ومصطفين في مواجهتها. ولذلك فإنني أدعو من هنا وأمام ممثلي المجتمع المصري وشبابه أن نخلق فيما بيننا حواراً دائماً ومساحات مشتركة نجتمع عليها جميعاً دولةً وشعباً. ولا نستثني منها إلا من سلك العنف ومنهج الإرهاب. وأود أن أؤكد علي أن مصر تسع الجميع. إلا من يريد إلحاق الاذي بنا فليس له مكان بيننا. أبنائي وبناتي.. شباب مصر العظيم.. وإيماناً مني بدوركم وما طرحتموه من أفكار ورؤي ومقترحات للنهوض بوطنكم وإيجاد مسار وطني ناجح يحقق آمالكم. فإنني قررت الآتي: تشكيل لجنة وطنية من الشباب. وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية. تقوم بإجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين علي ذمة قضايا. ولم تصدر بحقهم أية أحكام قضائية وبالتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة. علي أن تقدم تقريرها خلال 15 يوماً علي الأكثر لاتخاذ ما يناسب من إجراءات بحسب كل حالة وفي حدود الصلاحيات المخولة دستورياً وقانونياً لرئيس الجمهورية. قيام رئاسة الجمهورية. بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرموز الشبابية. بإعداد تصور سياسي لتدشين مركز وطني لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصرية وتضخ قيادات مصرية شابة في كافة المجالات . قيام رئاسة الجمهورية بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة نحو عقد مؤتمر شهري للشباب يحضره عدد مناسب من ممثلي الشباب من كافة الأطياف والاتجاهات يتم خلاله عرض ومراجعة موقف جميع التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر الوطني الأول للشباب وما يستجد بعدها وصولاً إلي المؤتمر الوطني الثاني للشباب المقرر عقده في نوفمبر 2017. قيام الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة بدراسة مقترحات ومشروعات تعديل قانون التظاهر المقدمة من الشباب خلال المؤتمر وإدراجها ضمن حزمة مشروعات القوانين المخطط عرضها علي مجلس النواب خلال دور الانعقاد الحالي. قيام الحكومة بالإعداد لتنظيم عقد حوار مجتمعي شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر علي الأكثر يحضره جميع المتخصصين والخبراء بهدف وضع ورقة عمل وطنية لإصلاح التعليم خارج المسارات التقليدية وبما يتفق مع التحديات والظروف والقدرات الاقتصادية التي تواجه الدولة. علي أن تُعرض الورقة مدعمة بالتوصيات والمقترحات والحلول خلال المؤتمر الدوري الشهري للشباب المقرر عقده خلال شهر ديسمبر القادم. دعوة شباب الأحزاب والقوي السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم في نشر ثقافة العمل التطوعي من خلال كافة الوسائل والأدوات السياسية. علي أن تكون أولي قضاياها وموضوعاتها تبني مبادرة القضاء علي الأمية بالمحافظات المصرية. تكليف الحكومة بالتنسيق مع مجلس النواب للإسراع بالانتهاء من إصدار التشريعات المنظمة للإعلام والانتهاء من تشكيل الهيئات والمجالس المنظمة للعمل الصحفي والإعلامي. قيام الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وجميع الجهات المعنية بالدولة بتنظيم عقد حوار مجتمعي موسع يضم المتخصصين والخبراء والمثقفين. بالإضافة إلي تمثيل مكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق ووضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الديني في إطار الحفاظ علي الهوية المصرية بكافة أبعادها الحضارية والتاريخية. وأخيراً فإنني علي يقين لا يمتزج به شك بأن مستقبل أمتنا واعد. وأن قوتنا في البقاء علي مدار آلاف السنين هي سر عظمة شعب مصر. وأن شباب أمتنا هو كلمة السر في المستقبل وأيقونة التحدي في الحاضر وستظل مصر باقية بسواعد شبابها. دائماً وأبداً نردد جميعاً تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر......شكراً