ماذا تفعل لو رغبت في هدم دولة وتجريف وطن وسحق ماضيه وحاضره ووأد مستقبله؟ الإجابة علي هذا السؤال تحولت لفعل لا قول.. فعندما يفرغ الوطن من مبدعيه بوضعهم في حظيرة النسيان والتجاهل والقهر بمنع النشر في مؤسسات الدولة ومنح الجوائز التي تمنح لجودة الإبداع لعديمي الإبداع إلا من رحم بي.. عندما يسقطون صرعي لأمراضهم ولا يجدون الدعم لا من نقابتهم أو من وزارة منوطة برعايتهم وتوفير كل السبل التي تدفعهم لحمل مشعل التنوير والركض في سباق المستقبل.. هل تتذكرون فضيحة جوائز الدولة مع شيخ النقاد والكتاب والعلماء د. شوقي ضيف رئيس المجمع اللغوي الراحل وكيف أنها حجبت عنه وأعطت في العام التالي للزميل أنيس منصور ثم حصل عليها بعد ذلك الكبير شوقي ضيف.. هذا هو تقدير الدولة للمبدعين والعلماء فقط لأن شهرة أنيس منصور فاقت د. شوقي ضيف.. وكذلك حصول الأدباء في عمر الستين علي جوائز الدولة التشجعية ولسان حال الدولة يقول: نحن نشجعهم علي التحمل والبقاء.. سخرية وإحباط ولولا حاجة البعض للعائد المادي من قيمة الجائزة ليعيش ما تقدم لها مئات الكتاب. إضافة إلي التجاهل النقدي والنشر.. لنأخذ مثالاً من كبار المبدعين الذي ينتج في صمت في فن القصة والرواية والنقد والفن التشكيلي ما يجعله يتقدم بإبداعه صوب العالمية لو أنصفناه.. ولكن كيف وهو المحاصر علي مستوي النشر والنقد والترجمة؟! من أتحدث عنه هو الروائي والناقد والفنان التشكيلي محمد محمود الفخراني الكاتب السكندري الكبير والذي فاز أخيراً في جوائز الاتحاد الأخيرة لهذا العام في فرع القصة القصيرة وبعد أن هنأه رئيس الاتحاد د. علاء عبدالهادي بالفوز بدأ البعض ممن لهم أهواء تطوعية لهدم القيمة محاولة النيل من هذا المبدع الكبير والذي يليق بالاتحاد ترشيحه لجائزة التميز عن مجمل أعماله فله في الواقعية السحرية العربية عديد الأعمال التي تفخر بها المكتبة العربية.. من يحاول سحب الجائزة من الفخراني مخرب متطوع ممن يرون أن المصالح الشخصية والتصفيات الشخصية أهم من شكل الاتحاد الذي وصلت خلافاته بعد هدم هذا الكيان الهام لهدم المبدعين واحداً وراء الآخر. عندما فكرت في كتابة هذا المقال توقعت المزيد من الحروب والرخص في تصفية الحسابات ولكن ما دفعني منذ عام تقديم استقالة مسببة لم يتم التحقيق فيها حتي الآن وتحملت في سبيل المبدأ حروباً رخيصة رخص من قاموا بها.. يدفعني اليوم للحديث عن تفريغ حياتنا الثقافية من مبدعينا الكبار الذين يدفعونهم لهجر تلك الحياة الثقافية لينزووا في كهوفهم حتي الموت كمدا.. ليطفو علي السطح الأرباع والأنصاف وعديمي الإبداع أحياناً.. وبهذا تفرغ مصر من مبدعيها!! والسؤال الآن: من وراء هذا التخريب ومن يدفع لهؤلاء لتفريغ مصر ثقافيا؟! راقبوا المشهد يا سادة.. تجدون رايات ترفع من خارج مصر تلوح بجوائز.. ودور نشر تظهر فجأة وتطبع لأسماء ربما بعد أقل من العام تصبح أشهر من طه حسين. لك الله يا مصر ونداء للمخلصين هبوا لدعم مصر بدعم المبدعين الحقيقين دعوة لإنقاذ عقول مصر من القهر والتفريغ.