حماس: أنس الشريف أيقونة الحقيقة وشاهد المجاعة في غزة    حامد حمدان ينعى مراسل الجزيرة أنس الشريف    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    الرئيس الأوكراني: نحن نفهم نية روسيا في محاولة خداع أمريكا ولن نسمح بهذا    محافظ الفيوم يكرم أوائل الثانوية والأزهرية والدبلومات الفنية    مأساة ضحيتي الشاطبي .. رحلة مصيف تنتهي أسفل عجلات ميكروباص    محافظ سوهاج يبحث تطوير النظام المالي والتحول الرقمي بالمحافظة    محافظ سوهاج يتابع معدلات الإنجاز في ملف تقنين أراضي أملاك الدولة    وصية الصحفى الفلسطينى أنس الشريف: أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين    المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو فشل فى تحقيق أهداف الحرب لمدة 22 شهرًا    هاني رمزي: ريبيرو يقلق جماهير الأهلي    برشلونة يمطر شباك كومو في كأس خوان جامبر    ملف يلا كورة.. نهاية الجولة الأولى بالدوري.. وصول ألفينا.. واعتذار حسام حسن    منافس المصري المحتمل.. الاتحاد الليبي يتأهل إلى الكونفدرالية الأفريقية    خلال ساعات.. تقليل الاغتراب 2025 تنسيق المرحلة الأولى والثانية «الموعد والرابط وضوابط التحويل»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    هتقعد معاكي لأطول مدة.. أفضل طريقة لحفظ الورقيات في الثلاجة    يحسن وظائف الكبد ويخفض الكوليسترول بالدم، فوائد عصير الدوم    ياسر ريان: مصطفى شوبير رتمه بطئ والدبيس أفضل من شكري    ماس كهربائي.. إخماد حريق محدود داخل كنيسة قرية أبوان بالمنيا    النفطي: معلول إضافة للصفاقسي والجزيري يمتلك شخصية مصطفى محمد    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل الصحفي أنس الشريف في غارة على غزة    الإسكندرية السينمائي يطلق استفتاء جماهيري لاختيار أفضل فيلم سياسي مصري    لارا ترامب تتفاعل مع محمد رمضان لتصبح أحد متابعيه على السوشيال ميديا    يوسف الحسيني: اجتماع الرئيس بقيادات الهئيات الإعلامية يفتح آفاقًا جديدة للإعلام    تكريم اسم الفنان لطفي لبيب والإعلامي عمرو الليثي بمهرجان إبداع للشباب- (25 صورة)    فرصة ذهبية لطلاب الإعدادية.. تخفيض الحد الأدنى للالتحاق بالثانوي بدمياط    تتطلب مهارات.. وزير العمل: حريصون على توفير فرص عمل للشباب في الخارج    برشلونة يكتسح كومو بخماسية ويتوج بكأس خوان جامبر    "تضامن سوهاج" تكرم 47 رائدة اجتماعية وتمنحهن شهادات تقدير    موظفو طيران في بروكسل يطالبون بعدم استئناف الرحلات لإسرائيل    «لا يجب التنكيل بالمخطئين».. المسلماني: الرئيس طلب الاستعانة بكل الكوادر الإعلامية    الداخلية تضبط طالبا يستعرض بدراجة بخارية    قرار هام بشأن البلوجر مونلي صديق سوزي الأردنية بتهمة نشر فديوهات خادشة    السيطرة على حريق داخل مخزن مواد غذائية فى الزيتون دون إصابات.. صور    إخلاء سبيل طالب طعن زميله في شبرا الخيمة    اتهامات لمحامي بالاعتداء الجنسي على 4 أطفال بالدقهلية    المسلماني: الرئيس لا يريد شعبًا مغيبًا وجاهلًا (فيديو)    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات الأخرى ببداية تعاملات الإثنين 11 أغسطس 2025    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025    عيار 21 الآن في الصاغة.. سعر الذهب اليوم الإثنين 11 أغسطس بعد الزيادة الأخيرة (تفاصيل)    4 أبراج «بيحققوا النجاح بسهولة»: يتمتعون بالإصرار والقوة ويتحملون المسؤولية    كشافين في القرى للبحث عن أم كلثوم والشعراوي.. المسلماني يكشف توجيهات الرئيس    اجتماع مديري الثقافة والتربية والتعليم لتعزيز الأنشطة الثقافية والتعليمية بين الطلاب    ويزو تحكي أسرار "مسرح مصر": «أشرف عبدالباقي كان بيأكلنا ويصرف علينا من جيبه»    94 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة بداية الأسبوع    خالد الغندور: التوأم يوصي فتوح بالالتزام للمشاركة مع الزمالك    فوائد اليانسون، يهدئ المعدة ويعالج نزلات البرد والإنفلونزا ويقوي المناعة    المنوفية تُطلق عيادات الدعم النفسي بخمس وحدات رعاية أساسية | صور    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتابع أعمال التطوير في المجمع الدولي ومستشفى الكرنك    أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته لأنه بذلك يعطل أحكام الميراث    أمين الفتوى يوضح: المال الموهوب من الأب في حياته لا يدخل في الميراث    حكم الدردشة مع صحابي بالموبايل في الحمام؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق في منزل الزوجية؟.. أمينة الفتوى تجيب    اتحاد عمال الجيزة يضع خطته للتأهيل والتدريب المهني    موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025 للقطاعين العام والخاص    الشوربجي يشكر الرئيس السيسي على زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا للصحفيين    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإبداع فى عصر مبارك:استباحة الإسلام دينا وتاريخا ورجالا
نشر في المصريون يوم 17 - 08 - 2012

هل شهدت مصر إبداعا أدبيا وفنيا حقيقيا فى عصر مبارك؟ لقد جاء طرح هذا السؤال بعد الضجة الكبرى التى أثارها الأدباء والكتاب فضلا عن الفنانين بعدما أصبح الدكتور محمد مرسى رئيسا لمصر، حيث هرول أصحاب الأقلام مذعورين ليهددوا صناع القرار قائلين لن نسكت إذا ما وُضعت قيود على الإبداع الفنى والأدبى، زاعمين أن الشريعة الإسلامية تصادرحق الإبداع وأن المبدع لابد وأن يكون بعيدا عن أى إطار حتى يتمكن من إخراج إبداعه وفنه بكل أريحية ويسر .فما هى الدوافع لذلك؟ وهل شهد عصر مبارك إبداعا حقيقيا فى أى من تلك الساحات الفنية والإدبية؟ وإلى أى مدى أسهم الكتاب والفنانون فى ثقافة الشعب المصرى؟
إجابات عن هذه الأسئلة نتعرف عليها فى هذا التحقيق ولكن دعونا نلقى نظرة سريعة على بعض المشاهد الإبداعية المزعومة التى فاض بها هؤلاء المبدعون فى العصر البائد.
ولنبدأ مع توفيق الحكيم حيث إن له قصة قصيرة بعنوان (الشهيد) وفيها قام الحكيم بتصوير الشيطان على أنه ضحية وأن الله قد ظلمه فالشيطان كما يخيل الحكيم قد طلب التوبة من الله لكن الله رفض توبته فحزنت عليه وتعاطفت معه السماوات والأرض ومن فيهن.. فهل ذلك من الإبداع؟
ومن الطرائف التى ذكرها أنيس منصور فى عموده اليومى بالأهرام بعنوان (مواقف) قال أنيس منصور لقد زارنى توفيق الحكيم فى الرؤيا بعد موته فسألته ماذا فعلت فقال الحكيم لأنيس منصور (أنا فى النار وكلكم هتحصلونى).
وننتقل إلى مبدع آخر وهو نصر حامد أبو زيد الذى حكم الأزهر بردته حيث إنه قد طعن طعنا صريحا فى ثوابت الدين باسم حرية الفكر والإبداع، فلقد قال بالحرف: "أريد أن أعيد ترتيب آيات القرآن بالترتيب الذى نزل عليه من السماء"، فلما قيل له هل تعرف من الذى قام بترتيب آيات القرآن وسوره؟ فقال أبو زيد: نعم أعلم أنهم أبو بكر وعمر وعثمان، وهم رجال ونحن رجال، بل لقد ذكر أبو زيد بكتابه خواء الذات أن القرآن "نص لغوى" ولكن المسلمين حولوه إلى شىء له قداسته! وهذا يدل على أنه يعتقد بأن القرآن كتاب أدبى يقبل النقد والثناء.. فهل هذا من الإبداع؟
وهذا هو المدعو سيد القمنى الذى فاز بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم عام 2009 رغم اعتراض الكثيرين من أرباب معتقده على منحه تلك الجائزة التى لا يستحقها. ومن إبداع القمنى أنه قال فى أحد مؤلفاته عن النبى صلى الله صلى الله عليه وسلم (أن محمد رغم أنفه وأنف من معه قد وفر الأمان المالى لنفسه ومن معه بزواجه من الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد بعد أن سقى والدها الخمر ليغيبه عن الوعى ليأخذ منه عهد الزواج ) فهل هذا من الإبداع؟
وهذا المبدع المؤلف وحيد حامد الذى أنكر عذاب القبر فى مسلسل العائلة، وهذا أسامة أنور عكاشة الذى قال إن عمرو بن العاص أحقر شخصية فى الإسلام، غير مصدق لحديث النبى عليه السلام الذى يقول فيه أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص.
وهذا الفنان المبدع عادل إمام الذى انتقل بأفلامه من السطحية إلى حرب الدين والطعن على رموز الإسلام والسخرية من العلماء فى جل أعماله السنيمائية.. وهذا خالد يوسف المخرج السنيمائى الذى يدعى الثورية، وأن من أفلامه فيلم زواج بقرار جمهورى والذى أظهر فيه الرئيس مبارك فى صورة إنسان يلبى دعوة البسطاء ويحقق أحلامهم.. خالد يوسف الذى يصف مصر فى أعماله بأنها بلد العشوائيات والسحاق والشذوذ والمخدرات وأعمال البلطجة.. فعن أى إبداع يتحدثون؟ ولم يكن هؤلاء وفقط بل هناك عشرات الكتاب والفنانين الذين دخلوا حظيرة النظام فقد أيدوه وأبدوا فرحتهم بمشروع التوريث.. ولكن سرعان ما تحولوا بعد ثورة يناير ليدعوا أنهم من الثوريين ولكن أبى الله إلا أن يظهر كذبهم.. حينما قام معظمهم بتأييد أحمد شفيق خوفا على مصالحهم وإبداعهم المزعوم.
* د. جابر عصفور:المسئول عن الكارثة الثقافية فى مصر مبارك وليس المبدعين
التقينا عددا من المفكرين لنناقش معهم إبداع عصر مبارك, وفى البداية يقول د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق:إن مصر قد شهدت فى عصر مبارك كارثة ثقافية بكل المقاييس ولقد قلت هذه الكلمة يوما فى حضرة رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف وهذا ما أغضبه بشدة، كما أشار عصفور إلى أن المسئول عن تلك الكارثة الثقافية والأدبية هو النظام .فلم يكن للأدباء والمثقفين دور فيه، فالأدباء وحدهم لا يستطيعون تنوير عقول الشعب دون وقوف الدولة إلى جانبهم وذلك من خلال وزارات عديدة مثل وزارات الثقافة والإعلام والتعليم والشباب والأوقاف بحيث يتم ترغيب الأفراد فى القراءة ومن ثم يشعر المبدع بقيمته مما يدفعه دفعا نحو إبداع متميز. ولكن ما حدث هو العكس تماما فلقد حيل بين المبدع والشعب من جانب الدولة.
وعن الإبداع السنيمائى يقول وزير الثقافة الأسبق إن الأعمال السينمائية أغلبها يهدف إلى الربح ولا يزال مستمرا حتى بعد الثورة بدليل فيلم شارع الهرم كما أشار عصفور إلى أن أفلام خالد يوسف تبدو منحازة لى الفقراء ولكنه أى خالد يوسف يلجأ إلى بعض البهارات التجارية ورغم ذلك فإن له هدف نبيل أما صاحب فيلم شارع الهرم فهم وأمثالهم ما عندهم هدف نبيل أو هدف واطي.
* د. محمد الجوادى: مخاوف الأدباء والفنانين للفت الانتباه لأصحابها فقط
من جانبه أكد المفكر الدكتور محمد الجوادى أنه لم يكن هنا ك إبداع فى عصر مبارك فلقد طالت الرداءة كل شىء حتى أعمال المبدعين والمثقفين، وعن المخاوف التى انتابت الكثير من الأدباء والفنانين يقول الجوادى هذه المخاوف جاءت فقط للفت الأنظار إلى أصحابها فى المقام الأول ولا تلفت الانتباه إلى حقيقة الإبداع، فالإبداع لا ينتظر تصريحا من أحد حتى ينتشر كما أن وسائل الاتصال الحديثة أصبحت كفيلة بفرض المبدع والإبداع على العالم كله وليس فى بلد معين ومن ثم لا يصبح الحديث عن الرقابة أو التحكم فى منابع الإبداع ذا قيمة وإنما يكون بمثابة بكاء لما فعله اليهود بالمسيح من ألفى عام تقريبا.. أو كهذه القصة التى وقعت بعد هزيمة عام 67 حيث خرج أحد الجزارين يجرى حاملا سكينا فى يده فسأله أحد الناس إلى أين تذهب بهذا السكين فقال الجزار أذهب إلى سيناء فقال الرجل وماذا ستصنع فى سيناء فقال الجزار لأقتل اليهود لأنهم قتلوا المسيح وهذا هو حال الأدباء يخشون على الإبداع فى الوقت الذى غاب فيه الإبداع..وعن السينما والغناء يقول الجوادى لا تعليق غير أنهما متغيبان منذ زمن بعيد فالغناء أصبح كلمات تردد ورقص فى فيديوهات مثيرة للغرائز أما السينما فهى الهبوط بمعناه حيث إنها لا تبحث إلا عن الربح أيا كان الموضوع الذى يناقشه العمل الفنى دون النظر إلى بناء عقول الشعب المصرى من خلال أعمال تغرس القيم والأخلاق الحميدة بين أفراد المجتمع.
* إقبال بركة: لم نر أديبا يتناول فى أعماله قضايا سياسية معارضة للنظام
وترى الكاتبة إقبال بركة أن الكتابة الأدبية فى عصر مبارك كانت تسير باتجاه واحد حيث إن الأدباء إلى كتابة المواضيع التى يتعرض لها الشعب المصرى دون أن يتناولوا اية قضايا سياسية معارضة للنظام، فلم نر أديبا يعالج قضية سياسية بعمل أدبى خوفا من الدخول فى صراع مع ذلك النظام وأشارت بركة إلى أن معظم من حصلوا على جوائز أدبية فى عصر المخلوع حصلوا عليها عن أعمال أدبية شعبية ولم تكن كتابات تدخل فى نطاق المعارضة كما ألمحت الكاتبة إقبال بركة إلى أن رواية يعقوبيان لعلاء الأسوانى لم تكن معارضة لعصر مبارك وإنما تناولت فترة عبد الناصر وتحديدا الخمسينيات. أما عن حال الإبداع السينمائى فتقول بركة إن السينما لم تتحدث عن عصر مبارك كثيرا بقدر ما تحدثت عن العصرين الماضيين عصر ناصر والسادات كما أكدت أن السينما قد انحدرت انحدارا شديدا بدليل أنها قد ساعدت على الانهيار الأخلاقى كما أنها لم تكن باحترام سينما الستسينيات التى عالجت مواضيع متنوعة من خلال الأعمال الأدبية فلقد أسهمت السينما فى تلك الفترة فى تنوير الشعب وتوعيته بقضايا المة على عكس السينما بعصر مبارك. وعن الغناء تقول بركة لم يعد فى مصر غناء بعد الجيل الذهبى الذى عاصرناه مثل أم كلثوم وعبدالحليم وفايزة أحمد وغيرهم.
* الشاعر حُزَين عمر:الإبداع وخاصة الشعر يزدهر فى وقت القهر والفساد
أما الشاعر والناقد الأدبى حُزَيّن عمر فيقول إن الثقافة عموما فى عصر مبارك كانت نوعين من الثقافة النوع الأول الثقافة الرسمية التى كانت تمثلها وزارة الثقافة بكل ما تحمله من فساد وانتشار الرشوة وتخريبا للذمم وتجريفا للوجدان وإدخال إلى حظيرة النظام وتدميرا لأى انتماء وطنى أو قومى حقيقى لصالح ما سماه الوزير السابق فاروق حسنى (شوشرة ثقافية) وأشار عمر إلى النوع الثانى من الثقافة واصفا إياه بأنه ثقافة الشعب. أى ثقافة المتعالين عن السلطة الرسمية وهؤلاء الذين لم ينالوا جوائز النظام الحاكم ولم يحصلوا على أية مناصب فى وزارة الثقافة كما أنهم لم يحظوا بسفريات الوزارة ومنحها وعطاياها, هؤلاء المستقلون يعتبرون وجدان مصر الحقيقى من الشعراء والمسرحيين والروائيين والنقاد وهم العدد الأكبر من المبدعين لكنهم للأسف كانوا فى الظل وما زالوا بينما اتباع النظام من المثقفين والمنافقين للمخلوع حسنى مبارك كانوا وما زالوا هم النجوم فى كل الوسائل والمناسبات مما جعلهم المعروفين لدى الشعب وأضاف عمر أن ذلك الذى وقع بعهد مبارك قد جعل صورة المثقفين والمبدعين الحقيقيين صورة مشوهة أمام الرأى العام لأن من يمثلوننا فى وسائل الإعلام حتى هذه اللحظة لا يعبرون عن قيمة الثقافة العربية والقومية فى مصر ولايعبرون عن المواقف الوطنية التى اتخذها الكثير من المثقفين على مدى ربع قرن من الزمان ..كما أن هناك نظرة لدى بعض المتابعين للإبداع الأدبى فى العقود الثلاثة الماضية تقول بأن تدهور الإبداع سببه المناخ العام الذى عاشه الأدباء فى عصر الديكتاتور حيث الفساد والقهر والانهيار الاقتصادى والمجتمعى الذى عاشته مصر ولكن الأمر على خلاف ذلك تماما فالإبداع الأدبى والشعر تحديدا قد يزدهر وغالبا ما يزدهر وقت القهر والاستبداد والفساد العام ويتخذ من هذا الجو الفاسد وسيلة للتعبير ومادة خام يعيد تشكيلها من أجل صناعة المستقبل...وأكد حزين عمر أن مصر فى عصر مبارك كان بها مبدعون حقيقيون فى مجال الشعر والقصة والمسرح لكن الإعلام الفاسد والجو الثقافى العفن لم يتح لهذا الإبداع الحقيقى أن ينال مكانته الطبيعية فى المجتمع فلقد كان القائمون على أمر الثقافة دائمين الحرص على تقديم كل ما هو ردىء من الكتاب والكتابات التابعين لفساد النظام فحدثت القطيعة ما بين المبدعين المستقلين وبين الشعب وبالتالى انصرف الشعب نفسه عن الثقافة إلى درجة أن توزيع الكتب قد لا يتجاوز ال 100 نسخة فى بلد تعداد شعبه قارب ال90 مليون نسمة وانتقل عمر للتعليق على حال السينما فى عصر مبارك قائلا لقد شهدت السينما تدهورا بشكل واضح بعد أن كانت مصر دولة عالمية فى الإنتاج السينمائى وتدر دخلا فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى يصل إلى الملايين كل عام مما يسهم أسهاما كبيرًا فى الدخل القومى ولكن هذه الصناعة الضخمة قد تراجعت حتى وصلت إلى أدنى المستويات.
وأضاف أن صناعة السينما والمسرح تحتاج إلى خطط عالمية ودراسات اقتصادية وتمويل وطنى وعمل مؤسسى ومناخ مشجع على الإبداع والفكر وهذا ما لم يكن متوفرا طوال العقود الثلاثة الماضية التى حكم فيها البلاد رجل لم يقرأ كتابا طوال عمره ولم يكن يتمتع بالحد الأدنى من الوعى الوطنى والثقافى ونحن نلاحظ أن كل الأعمال الإبداعية الجماعية كالسينما والمسرح كانت منهارة لذلك السبب أما الإبداع الفردى كالشعر والقصة والرواية فهو مزدهر جدا لأنه جهد فردى للمبدعين ولا يحتاج إلى مؤسسات ضخمة باسثناء محاولات النشر.
* حلمى بكر: الغناء فى مصر قد مات وفى انتظار الأربعين
وعن الإبداع الغنائى فى مصر فى عهد مبارك يقول الملحن حلمى بكر أن الغناء فى مصر قبل الثورة قد عاش أسوأ حالاته بدليل أننا بعد الثورة لم نجد مطربا أو مطربة يعبر عن الحالة الثورية التى عاشتها مصر من خلال أغان محترمة معبرة وهذا ما قد فضح المطربين والمطربات بل والمؤلفين أيضا فالأغنية أصبحت تُرى ولا تُسمع من كثرة البدع والحشو الموجدين فيها من فتيات عاريات يتراقصن وشباب يتمايل يمينا ويسارا وأضاف الملحن حلمى بكر.. عندنا أصوات كثيرة ولكن ينقصنا نصفيها ونتبناها مع اصطفاء مجموعة من المؤلفين وعلينا أن نكف عن استيراد المطربين من خارج مصر فضلا عن الدور الكبير الذى يجب أن يقوم به الإعلام بانتقاء المطربين أصحاب الموهبة الحقيقية لا أن يلهث خلف أنصاف المطربين الذين يعتمدون فى المقام الأول على التعبير الحركى من خلال الرقص وإحداث الضجيج مراعاة للحفاظ على الذوق المصرى.وختم بكر كلامه إن الأغنية المصرية قد ماتت ونحن فى انتظار أن نقيم لها الأربعين.
* د. عصام دربالة: مخاوف المبدعين جاءت لصرف الناس عن التيار الإسلامى وإفشال الرئيس
وأخيرا يقول الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن الإبداع الأدبى فى عصر مبارك قد شهد محاولات لبعض المبدعين والمجتهدين لإيصال أنفسهم وإبداعهم للشعب بقدر المستطاع وهؤلاء قلة قليلة لأن القاعدة فى عصر مبارك كانت تقول إن الفاسدين هم الذين يتصدرون المشهد الأدبى والثقافى فى كل وسائل الإعلام ولم يكن لسواهم من المبدعين الحقيقيين نصيب.
وانتقل دربالة لوصف حال السينما قائلا هناك بعض الأفلام التى كانت تناقش قضايا المجتمع ومشكلاته وبالرغم من ذلك لم تكن هذه الأفلام خالية مما يخدش حياء المشاهدين وهذا بحسب ما يقول به النقاد والمتخصصون لأننى لست من هواة مشاهدة تلك الأفلام ...أما عن المخاوف التى تنتاب المبدعين من الأدباء والفنانين يقول دربالة أعتقد أن تلك المخاوف التى أعلن عنها بعض الأدباء والفنانين جاءت لصرف الناس عن التيار الإسلامى والعمل على إفشال الرئيس محمد مرسى وشحن الناس ضدده كى لا يختارونه مرة أخرى وأضاف دربالة أن الإسلام لا يعرف وضع القيود على الإبداع بكل أشكاله طالما أن المبدعين يعملون فى إطار الآداب العامة للمجتمع والنظام العام الذى أقره القانون وارتضاه الجميع ومن ثم فالاسلام لا يقف أبدا حاجزا ليمنع المبدع من أن يجتهد ليُخرج للناس أجمل ما لديه من إبداع .. وأضاف دربالة أما من يريد أن يتنصل من تلك القيم والقوانين فنقول له إن الفصل بيننا وبينك هو القضاء ونؤكد أن ذلك من حق القضاء فقط فلا يجوز للأفراد أن ينصبوا أنفسهم حكاما وقضاة على ما يتعلق بأمور الآخرين وخاصة إذا كانت متعلقة بجانب من جوانب الشريعة الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.