وسط التشنجات والتقلبات السياسية التي اجتاحت ساحة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة مع كثرة الرحلات والجولات المكوكية لكبار الساسة والاستخبارات الغربية وما يصاحبها من اشعال الفتن الطائفية والمذهبية وتسويق الفوضي الهدامة وتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وتفتيت المفتت من أجل التمهيد للخروج الآمن من مستنقعات العراق وافغانستان وتسريب خارطة الطريق ونقل العطاء التآمي إلي دولة السودان الشقيق واستغلال فرصة الاستفتاء بين الشمال والجنوب للتعجيل بتحقيق لانفصال بين الشطرين وزيادة جرعة تشجيع الجنوبيين بمنحهم الموافقات السريعة لافتتاح مكاتب اتصال مع أوروبا وأمريكا اضافة إلي المساهمة في إنشاء بنك مركزي وتأسيس وكالة أنباء واذاعة وتليفزيون وخدمات تليفونية وتغيير مناهج التعليم وتدريسها باللغة الانجليزية بدلا من العربية. من هنا يبدأ الخطر ويبرز السؤال الأكبر هل بعد كل هذا سيتحقق الانفصال أم ان السودان سيبقي موحدا وقادرا علي كل العواصف الشيطانية التي تروج لها اجهزة الإعلام الغربية رغم الجهود التي تبذلها الحكومة المركزية للنهوض بمشروعات التنمية وتوفير الخدمات بقدر استطاعتها إلي جانب تشجيع دخول الاستثمارات وتأمينها علاوة علي ان الشعب السوداني في الشمال والجنوب مجمع علي الحفاظ علي بقاء السودان موحدا إيمانا منه بأن انفراط عقده سيؤدي إلي حدوث كوارث جديدة في الشرق الأوسط والغرب كما انه سيقطع كل نقط التماس مع معظم دول القارة. يذكر ان جيران السودان يرون في انفصال الجنوب نكسة كبري واعادة لفتح الطريق علي مصراعيه للعودة إلي أيام عهود الاستعمار القديمة وسيسهل مهمة التسلل الخطر الإسرائيلي إلي قلب القارة السمراء تحت عباءة الاستعمار الجديد ويشل حركة التحرر ويوقف مشروعات التنمية واللحاق بركب التقدم العلمي والتكنولوجي ويساعد في الوقت نفسه علي تحويل دول القارة إلي مجرد دويلات رقمية تقاتل بعضها البعض وتعظم القضايا الفرعية وتنسي قاطرات التنمية الاقتصادية والبشرية وهذه كلها علامات ضعف لا تخطئها العين. من أجل هذا فإننا نناشد أهل الشمال والجنوب ضرورة التمترس للحفاظ علي وحدة الأرض والشعب وافشال المخططات الخارجية .