حوار مع النفس! ان الحرب علي افغانستان والعراق ولبنان وفلسطين وتهديد كل من ايران وسوريا بالحصار وبالحرب ان لم توقف دعمهما للمقاومة انما هو محاولة امريكية لرسم خارطة منطقة الشرق الأوسط من جديد تتلاءم والمصالحة الأمريكية المقامة علي الهيمنة والسيطرة وسرقة الثروات، فقد أعادت الحرب علي افغانستان والعراق تشكيل المشهد العالمي للجغرافيا السياسية المبني علي توسيع الرقعة الجغرافية للهيمنة والسيطرة الأمريكية. فالحرب السادسة علي لبنان والتي فرضتها أمريكا علي إسرائيل واستمرارها لأكثر من شهر اعتقاداً منها بأنها ستفرض متغيرات جديدة في المنطقة هي جزء من مخطط تعد له أمريكا وصرحت به من قبل وهو الشرق الأوسط الكبير وهذه الحرب أحدثت تغييراً في العلاقات الأمريكية مع أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط من خلال عدم قدرة أمريكا علي فرض شروطها بشكل مطلق وكما أرادت طوال أيام الحرب وكان القرار 1701 بمثابة صيغة توفيقة بين أمريكا وفرنسا وبتدخل أطراف عربية ولبنانية. وهنا اصطدمت أمريكا بمصالح الدول في هذه المنطقة وخاصة إيران التي تسعي لتصبح دولة محورية عظمي تعمل علي نشر فكر الثورة الإسلامية في المنطقة وخاصة بعد استعراض ايران لقوتها العسكرية والنووية مما أخاف وبعض الدول في المنطقة من هيمنة ايران علي المنطقة وتمدد للثورة الايرانية خاصة بعد ظهور قوة حزب الله في المنطقة وتحديدا في الحرب السادسة اضافة للدور المعلن لايران في العراق وافغانستان، فكانت فكرة اعادة ترتيب خريطة وسط وجنوب غرب آسيا والتي تشمل افغانستان وبعض دول الشرق الأوسط لكي يتم العمل علي استيعاب "اسرائيل" ضمن منظومة الشرق الأوسط الجديد معتمدة في ذلك علي ضعف الدول العربية ومشاكل الحدود فيما بينها بما يتيح فرصة تفتيت المفتت وتجزئة المقسم وايجاد كيانات سياسية جديدة ضعيفة وهزيلة مستغلة في ذلك الاختلافات الدينية (مسيحية - إسلام - يهودية) ومذهبية (سنة - شيعة) وكذلك وجود أقليات (دروز - أكراد وغيرهما) ومن هنا وعلي هذه الأسس ظهرت فكرة الشرق الأوسط الكبير أو الجديد والذي من المفترض أن يكون من وجهة النظر الأمريكية حلاً يعيد الاستقرار إلي المنطقة وينطلق من مبدأ جمع الشمل علي أساس الدين أو القومية أو الإثنية، واستنادا إلي معطيات ديمغرافية، مما سيشكل "إعادة تصحيح" الحدود الراهنة بصورة تتوافق وأرادات الشعوب. ففي تقرير وضعه الجنرال الأمريكي رالف بيترز أشار فيه إلي أن اسرائيل لا تستطيع العيش في المحيط التي تتواجد فيه ولهذا لابد من فصلها عن جيرانها بسبب الاختلاف الديني، والمبدأ نفسه يفترض ان ينطبق علي الطوائف والمذاهب، والاثنيات التي تعجز عن التعايش في المحيط الذي تعيش فيه فيما بينها، بحيث تجمع كل طائفة أو اثنية في كيان سياسي مستقل، الأكراد علي سبيل المثال هم أكبر قومية موزعة علي دول عدة، والدروز مفتتون في أكثر من دولة والبربر والأمازيغ كذلك في دول المغرب العربي. يضيف الجنرال الأمريكي: والدول المستهدفة في المرحلة المقبلة، بالتقسيم أو الاستقطاع هي ايران، تركيا، العراق، السعودية، باكستان، الإمارات، وسوريا، وهناك دول سوف يتم توسيع حدودها الجغرافية لأغراض سياسية واستراتيجية، كاليمن والأردن وافغانستان، وفي محاولة لرسم جغرافية المنطقة وخريطتها بشيء من التفصيل داخل مصطلح الشرق الأوسط والذي يعتبر مصطلحاً فضفاضا وليس له دلالة جيوسياسية دقيقة ولا جيوثقافية ولا حضارية ولا اقتصادية ولا جيواستراتيجية، كما أنه لايدل علي حيز جغرافي أو أثني وذلك في محاولة لاستيعاب دولة إسرائيل والتي لا تتفق مع هذا الاقليم لا في الثقافة ولا في الدين ولا في الحضارة، وهكذا بات صانعواً القرار في أروقة السياسية الأمريكية مقتنعين بأن التفتيت الطائفي والعرقي هو من أهم الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها لخلق جغرافية الشرق الأوسط الجديد!! ربما تحمل الكونفدرالية شعارهم الأول نحو تفتيت الدول التي تتمتع بتنوع عرقي كما هو الحال في العراق وهذا التوجه سوف يقسم كلا من تركيا وايران إلي عدد كبير من الدويلات الضعيفة بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية إذا يتواجد العرب والفرس والكرد والتركمان والاذربيجانون في ايران لوحدها وان هذا التقسيم سوف يجعل من ايران طبيعة جغرافية مفككة إلي أبعد حد ممكن قياسا إلي التنوع الطائفي الذي تتميز به الحضارة الفارسية العريقة، كما يوجد البربر والأمازيغ في جنوبالجزائر، والمسيحيون في جنوب السودان، والأقباط في جنوب ووسط مصر، ولهذا نري أنهم قد جاؤا بحملة الشعارات الطائفية والعرقية إلي العراق ليجعلوا من العراق نموذجا ثابتا ومطبقا علي جميع دول الشرق الأوسط وستعتمد خريطة الشرق الأوسط الجديد علي التقسيمات العرقية والدينية والمذهبية علي الصورة التالية: