الحاج حسين عطية حسين خليل ابن عم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر قال "للمساء" عن ذكرياته مع الزعيم. يقول الحاج حسين: والدي عطية حسين خليل سلطان يكبر الزعيم ب 6 سنوات حيث انه من مواليد 1912 والزعيم من مواليد ..1918 ولذلك تربطهما صداقة من نوع خاص جعلت الزعيم دائم السؤال عن والدي.. فمع قربه لقلب الزعيم إلا أن والدي كان قليل الزيارة للرئيس معترفاً بأن الزعيم مشغول بهموم الأمة.. ومنشغلاً ببناء مصر الحديثة. لماذا كان والدك الأقرب لجمال عبدالناصر؟ * يقول: كان والد عبدالناصر مدير مكتب بريد أسيوط في البنيسارية.. المكتب في الدور الأول وشقة عبدالناصر في الدور الثالث وكان والدي يحمل ما يضعه جدي "حسين" لابنه عبدالناصر من خيرات القرية من لحوم وخبز بلدي وحمام وطيور ويركب والدي الحمار ويذهب إلي شقة أخيه ثم يربط الحمار أمام مكتب البريد ثم إلي الدور الثالث حيث المرحومة فهيمة محمد حماد ويسلمها ما بعثه جدي.. ثم اطلب منها أن يذهب معي "جمال" إلي جده فتقول له: انزل عند "عبدالناصر" والد جمال واستأذن منه.. فينزل والدي إلي شقيقه الأكبر عبدالناصر طالباً منه جمال ليذهب إلي جده قائلاً له: أبوك عايز جمال.. فيقول عبدالناصر: ماشي بس تحافظ عليه وتجيبه بكره "الجمعة" آخر النهار فكان والدي يربطه بحبل علي الحمار خوفاً عليه من السقوط أو أي مشاكل أخري.. هذا كان سبب حب جمال لعمه حسين عطية الذي هو بمثابة شقيقه نظراً لفارق السن الضئيل "6 سنوات". اللقاء الثاني كان حين تخرج جمال عبدالناصر ونقل إلي منقباد في أسيوط.. هناك احتفي جدي "حسين" وكان يرسل والدي إليه في المعسكر "بالفاروسية" وما تضم من لحوم وحمام وفطير مشلتت فكان يعزم زملاءه ويفرح كثيراً بزيارات والدي إليه ثم قام جدي بعمل عزومة لجمال وزملائه ورغم فقر جدي وبساطة حاله إلا انه قام بالواجب جيداً.. وقد قال له "جمال" الله يرحمه: مش عايز أكلفك يا جدي. إلا أن جدي ذبح له خروفاً وأحضر طباخاً مخصوصاً وسفرة أحسن ما تكون السفرة تكريماً لجمال وزملائه من الضباط الأحرار لدرجة أن الضباط قالوا لجمال: ايه جدك اقطاعي يا جمال ولا إيه؟! علي طريقة الهزار. ومتي كاان لقاء الزعيم الثاني بوالدك والأسرة في بني مر بأسيوط؟ اللقاء الثاني كان حوالي 1954 حين زار ومعه الضباط الأحرار القرية وخطب الخطبة الشهيرة قال فيها: أنا فقير وابن أسرة فقيرة وسوف أعيش فقيراً. ومتي كان اللقاء الأول لك مع الزعيم؟ * كان اللقاء الأول لي مع الزعيم حين زرته أنا ووالدي عام .1969 ولماذا تأخر لقاؤك أنت ووالدك كل هذه السنوات من 1954 وحتي عام 1969؟ * لا أنكرك القول إن ذلك بسبب عمي خليل حسين الذي كان أقرب الأعمام إلي قلب الزعيم باعتباره كان ولي أمر للزعيم أثناء دراسته بالقاهرة وبالكلية الحربية وكان الزعيم يعيش معه في بيته بشارع عبدالعزيز بالعتبة وكان عمي خليل قد أبلغه بأخبار غير صحيحة عن والدي الذي كان بسيطاً للغاية بل وعلي الفطرة.. لقد أمنهم عمي خليل أن والدي قد تربح.. وأصبح يملك 35 فداناً علي غير الحقيقة وتسبب ذلك في أن يقطع الزعيم الحوالة بعشرة جنيهات شهرياً التي كان يرسلها جمال لوالدي من جيبه الخاص. وماذا حدث في هذه الزيارة؟ * في هذه الزيارة التاريخية عام 1969 سأل الزعيم في هذه الزيارة التاريخية عام 1969 سأل الزعيم والدي حدد المعلومات التي جاءته عن طريق عمي خليل وتبين أنها معلوما غير صحيحة فقرر إعادة الحوالة بل رفعها إلي 30 جنيهاً من جيبه الخاص وسأل والدي لديك جاموسة أم لا؟ فأجاب والدي بالنفي قال له اشتري جاموسة من مبلغ الحوالة الشهرية وبالفعل اشتري والدي الجاموسة. ما الحوار الذي دار بينك وبين الزعيم؟ * سألني وكان عمري وقتها 17 عاماً.. أنت شاطر يا حسين؟ قلت نعم يا أبيه: بتذاكر كويس؟ طبعاً بس علي لمبة جاز قال: أنت أحسن مني أنا كنت بذاكر علي "لمبة بالعويل" قلت له: وباروح المدرسة من 4 5 كيلو علي العجلة قال لي الزعيم: برضه أحسن مني أنت كنت باروحها علي رجلي.. يا حسين أنا عايزك تعتمد علي نفسك ولا تقول أنا ابن عم جمال عبدالناصر. أنا يا حسين باعتبرك ابني وليس ابن عمي.. يا حسين الكرسي اللي أنت قاعد عليه ده. وكان في منزل الزعيم بمنشية البكري. الكرسي كرسي الدولة وليس كرسي جمال عبدالناصر.. كل ما تراه يا حسين في هذا البيت هو ملك الدولة وليس ملك جمال عبدالناصر. ماذا لفت نظرك في الحوار الذي دار بين والدك وبين ابن أخيه الزعيم؟ * والدي قال له ازايك يا أستاذ جمال؟ فقال له الرئيس يا عم عطية طوال 17 عاماً ما حدش قالك إن جمال رئيس؟ قال والدي: أنا أشعر أن كلمة أستاذ أحسن ألف مرة من كلمة "رئيس" فضحك الرئيس ضحكاً شديداً بمعني "فطس علي نفسه" من الضحك قائلاً: يا عم عطية كما أنت.. أنت أنت لم تتغير علي الفطرة والله وشك خير يا عم عطية.. النهاردة أسقطنا أول طائرة إسرائيلية فانتوم ب سام 6 . والزيارة الأخيرة لك للزعيم؟ * كانت في فبراير عام 1970 قبل وفاته ب 8 أشهر وقد ذهبت إليه في استراحة المعمورة.. وعلي البوابة قلت لهم أنا ابن عم الزعيم جمال سألوني عن اسمي وقالوا لي الزعيم نائم وأحضروا لي في الحراسة "الضيافة" من طعام وشراب وقالوا لي لو عايز تقعد تنتظر أهلاً وسهلاً عايز تمشي وتبلغه علي كيفك.. قلت: لا.. انتظر وكان في الوقت بعد العصر وكان الزعيم يجب أن يستريح قليلاً بعد العصر وقبل الغروب.. المهم فوجئت بالسماح لي بمقابلته.. سألني عن أحوالي.. اشتريتم الجاموسة ولا لأ؟! قلت له اشتريناها فاطمأن.. وقال لي عمك خليل كان بيكدب عليّ.. أنا منعته من الحضور لدي وقلت: لو حد ثاني جاء شاكياً منكم يا خليل.. والله لأبهدله وأخليه ما يطلع له نهار. رحم الله الزعيم جمال عبدالناصر صاحب المواقف الخالدة نصير الفقراء والضعفاء رجل الحق وعدو الباطل.