خلل فني.. ما سبب تأخر فتح بوابات مفيض سد النهضة؟    من بين 138 دولة.. العراق تحتل المرتبة ال3 عالميًا في مكافحة المخدرات    الدولار ب50.07 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 18-5-2025    الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية في البرتغال    تركيا: توسيع إسرائيل هجماتها في غزة يظهر عدم رغبتها في السلام الدائم    148 شهيدا خلال 24 ساعة.. حصيلة جديدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة    مواعيد مباريات اليوم الإثنين، وأبرزها ليفربول ضد برايتون    شيرينجهام: سأشجع الأهلي في كأس العالم للأندية    مواعيد مباريات اليوم الإثنين 19-5-2025 والقنوات الناقلة لها    بتهمة فعل فاضح، حجز حمادة عزو مشجع مالية كفر الزيات    نجل عبد الرحمن أبو زهرة يشكر للرئيس السيسي بعد اتصاله للاطمئنان على حالة والده الصحية    تعرف على موعد طرح كراسات شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية بمشروع "سكن لكل المصريين"    انتخابات رومانيا.. مرشح المعارضة يعترف بهزيمته ويهنئ منافسه بالفوز    السفارة الأمريكية فى ليبيا ترحّب بتشكيل لجنة الهدنة فى طرابلس    تأجيل محاكمة المتهمين بإنهاء حياة نجل سفير سابق بالشيخ زايد    تحرير سعر الدقيق.. هل سيكون بداية رفع الدعم عن الخبز؟    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    تشخيص بايدن بنوع عدواني من السرطان    ملف يلا كورة.. أزمة عبد الله السعيد.. قرارات رابطة الأندية.. وهزيمة منتخب الشباب    الانَ.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 بمحافظة المنيا ل الصف الثالث الابتدائي    مجدي عبدالغني يصدم بيراميدز بشأن رد المحكمة الرياضية الدولية    محمد رمضان يعلق على زيارة فريق «big time fund» لفيلم «أسد».. ماذا قال؟    ترامب يعرب عن حزنه بعد الإعلان عن إصابة بايدن بسرطان البروستاتا    البرتغال تتجه مرة أخرى نحو تشكيل حكومة أقلية بعد الانتخابات العامة    بعد إصابة بايدن.. ماذا تعرف عن سرطان البروستاتا؟    الكنائس الأرثوذكسية تحتفل بمرور 1700 سنة على مجمع نيقية- صور    إصابة شخصين في حادث تصادم على طريق مصر إسكندرية الزراعي بطوخ    موعد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    شيكابالا يتقدم ببلاغ رسمي ضد مرتضى منصور: اتهامات بالسب والقذف عبر الإنترنت (تفاصيل)    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    تقرير التنمية في مصر: توصيات بالاستثمار في التعليم والصحة وإعداد خارطة طريق لإصلاح الحوكمة    هل توجد زكاة على المال المدخر للحج؟.. عضوة الأزهر للفتوى تجيب    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    مصرع شابين غرقا أثناء الاستحمام داخل ترعة بقنا صور    تعرف على موعد صلاة عيد الأضحى 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية    القومى للاتصالات يعلن شراكة جديدة لتأهيل كوادر مصرفية رقمية على أحدث التقنيات    24 ساعة حذرة.. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: «اتخذوا استعدادتكم»    البابا لاوون الرابع عشر: العقيدة ليست عائقًا أمام الحوار بل أساس له    قرار تعيين أكاديمية «منتقبة» يثير جدلا.. من هي الدكتورة نصرة أيوب؟    رسميًا.. الحد الأقصى للسحب اليومي من البنوك وATM وإنستاباي بعد قرار المركزي الأخير    في أول زيارة رسمية لمصر.. كبير مستشاري الرئيس الأمريكي يزور المتحف المصري الكبير    مجمع السويس الطبي.. أول منشأة صحية معتمدة دوليًا بالمحافظة    حزب "مستقبل وطن" بسوهاج ينظم قافلة طبية مجانية بالبلابيش شملت الكشف والعلاج ل1630 مواطناً    أحمد العوضي يثير الجدل بصورة «شبيهه»: «اتخطفت سيكا.. شبيه جامد ده!»    أكرم القصاص: نتنياهو لم ينجح فى تحويل غزة لمكان غير صالح للحياة    وزير الرياضة يشهد تتويج جنوب أفريقيا بكأس الأمم الإفريقية للشباب    ننشر مواصفات امتحان مادة الرياضيات للصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2025    بتول عرفة تدعم كارول سماحة بعد وفاة زوجها: «علمتيني يعنى ايه إنسان مسؤول»    المستشار القانوني للمستأجرين: هناك 3.5 ملايين أسرة معرضة للخروج من منازلهم    بحضور رئيس الجامعة، الباحث «أحمد بركات أحمد موسى» يحصل على رسالة الدكتوراه من إعلام الأزهر    تعيين 269 معيدًا في احتفال جامعة سوهاج بتخريج الدفعة 29 بكلية الطب    إطلالات ساحرة.. لنجوم الفن على السجادة الحمراء لفيلم "المشروع X"    أسعار الذهب اليوم الإثنين 19 مايو محليا وعالميا بعد الارتفاع.. بكام عيار 21 الآن؟    رئيس الأركان الإسرائيلي: لن نعود إلى ما قبل 7 أكتوبر    مشروب طبيعي دافئ سهل التحضير يساعد أبناءك على المذاكرة    البابا لاون الثالث عشر يصدر قرارًا بإعادة تأسيس الكرسي البطريركي المرقسي للأقباط الكاثوليك    ما لا يجوز في الأضحية: 18 عيبًا احذر منها قبل الشراء في عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم ولِد الزعيم
نشر في آخر ساعة يوم 12 - 01 - 2015

حرر مصر من الطغيان والاحتلال، قاد العرب وأشعل القومية العربية، وهز عروشاً وأنظمة حكم، وهو الذي بهر العالم عندما أمم قناة السويس، وقاوم عدواناً ثلاثياً غاشماً.
ولد جمال عبدالناصر في 15 يناير 1918 بالإسكندرية، في عائلة فقيرة، وكان الابن الأكبر لوالده، لما أتم دراسته الثانوية تقدم إلي الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي، لكنه سقط في كشف الهيئة؛ لأنه حفيد فلاح، وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً، تقدم إلي كلية الحقوق ومكث بها ستة أشهر إلي أن عقدت معاهدة 1936، واتجهت النية إلي زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب، بعيدا عن مستوي طبقتهم الاجتماعية أو ثروتهم فأعلنت وزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية؛ فتقدم جمال مرة ثانية، وتخرج في الكلية الحربية، ثم بدأ تشكيل الضباط الأحرار وقاد ثورة يوليو، سياساته الحيادية أدت إلي توتر العلاقات مع القوي الغربية فانسحبت من تمويل السد العالي فرد بتأميم القناة وبعد انتهاء الصلح بين الفلسطينيين والأردن وعقب توديع أمير الكويت فارق الحياة بعد تعرضه لنوبة قلبية حادة وشيع جنازته 6 ملايين شخص.. ورغم مرور 45 عاماً علي رحيله (28 سبتمبر 1970)، لا يزال شعب مصر، والأمة العربية كلها تحتفل بذكري مولده، في 15 يناير من كل عام.
"آخرساعة" حرصت علي الالتقاء بثلاثة من المقربين للزعيم الراحل، هم نجله المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، وابنة أخيه، هبة الليثي عبدالناصر، وطبيبه الخاص، الدكتور الصاوي حبيب، ليتحدثوا عن محطات في حياة الزعيم، ونستحضر معهم نسمات من سيرته العطرة.
الدكتور الصاوي حبيب طبيب الرئيس:
طلب الذهاب إلي الجبهة قبل وفاته بثوانِ
كان مُصاباً بالسكر وتصلب الشرايين وحالته النفسية ساءت بعد النكسة
الخاص بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قرر أن يتحدث ل«آخرساعة»، عن رحلة مرضه وعلاجه وأسباب وفاته بعد أن ظل مُحتفظاً بكل التقارير الطبية عن نسبة السكر ورسم القلب وتقارير الأطباء الأجانب ورحلات علاجه في روسيا، فشهادته هي الأدق والأصدق في كل ما يتعلق بمرض عبدالناصر وتطوراته حتي وفاته.
متي بدأت عملك طبيبا برئاسة الجمهورية؟
- بدأت عملي بإدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ثم انتقلت الي القسم الطبي بالرئاسة لعلاج موظفي وجنود الرئاسة ومرافقة الزوار وركب رئيس الجمهورية خلال تحركاته الداخلية وذلك بالتناوب مع الزملاء الأطباء الأقدم مني، وتم تعييني بعد نكسة 1967 كطبيب خاص للرئيس عبدالناصر، وتم تعيين ثلاثة معي هم الدكتور مصطفي بهجت، استشاري أمراض الباطنة والكبد، وأحمد عفت، إخصائي أنف وأذن وحنجرة، والدكتور علي البدري، أخصائي الأمراض الباطنة والسكر، ووجدت أن الرئيس مصابا بتصلب في الشرايين للقدم اليمني ودوالي في الرئة وتم عمل نظام غذائي معين للرئيس كان متبعا عن طريق عميد معهد التغذية الدكتور إسماعيل عبده.
من الأطباء المعالجون للرئيس خلال السنوات الأخيرة من حياته؟
- أنا، والدكتور محمود صلاح الدين، رئيس قسم القلب بجامعة الإسكندرية، والدكتور منصور فايز، استشاري الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، والدكتور علي البدري، استشاري السكر، والدكتور زكي الرملي.
ما الأغذية التي كان يتناولها الرئيس الراحل؟
- في الإفطار، قطع جبن وخبز وشرائح طماطم وخيار وأعواد جرجير، أو بيضة مسلوقة أو مقلية واحدة فقط لا غير، والبطيخ كان طعامه المفضل في الصيف ويحرص يوميا تقريبا علي أكل تلك الوجبة البسيطة لضبط السكر لديه، أما غداء الرئيس فكان عبارة عن ملاعق معدودة من الأرز وطبق من الخضار والسلطة، وكان الأطباء يمنعونه من تناول اللحم بسبب إصابته بالنقرس، والعشاء لا يختلف عن الإفطار، وربما زاد عليه علبة من الزبادي.
هل الرئيس عبد الناصر كان يعاني من مضاعفات؟
- أصيب الرئيس عبدالناصر بأول أزمة قلبية في 11 سبتمبر 1969م وتم تشخيصها بأنها ذبحة صدرية حادة لأن الرئيس قبلها بيوم واحد كان يشاهد بيانا عمليا لأحد التدريبات العسكرية علي طريق السويس وتم إبلاغه بأن القوات الإسرائيلية قامت بإنزال أحد الجنود علي طريق السويس وبدأت إسرائيل تبث الأخبار بأن هذا غزو لمصر من قبلها وبدأت تتناقلها وسائل الإعلام العالمية مما سبب ضيقا للرئيس عبدالناصر.
هل نكسة 1967 هي التي أدت إلي انتكاسة حالته الصحية؟
- طبعا لأن الحالة النفسية السيئة تزيد من ارتفاع السكر، وكان دائما متوترا خلال حرب الاستنزاف ومتابعا للعمليات علي الجبهة.
من كتب التقرير الطبي لوفاته؟
- شاركت في كتابته وكتب به أزمة قلبية حادة مع تصلب في الشريان والرعاية المركزة لم تكن تصلح في إنقاذ حياة عبد الناصر لأنه توفي بالصدمة القلبية لأن عضلة القلب توقفت بنسبة 40% لانسداد الشريان.
في الأيام الثلاثة قبل وفاته حدثت مشادة بينه وبين ياسر عرفات وبعدها دخل السادات لعمل فنجان قهوة له، تعددت الأقاويل بأنه دس السم له ما صحة ذلك؟
- واقعة الفنجان سببها انفعال الرئيس عبدالناصر مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء حادث أيلول الأسود في مؤتمر القمة العربية فحضر أنور السادات ونحّي السفرجي وقام بعمل كوب من فنجان القهوة بنفسه للرئيس عبدالناصر، وهذا تصرف نبيل من زميل ورفيق عمره، أما أن يموت عبد الناصر بعد 3 أيام من هذا الفنجان فهذا لا علاقة له بالأمر، وخيال وافتراء، لأنني كنت من الممكن أن ألاحظ أنه مصاب بإسهال أو قيء وإنما كان دائما يقوم بأداء عمله المتواصل ويطلع علي كافة نتائج المؤتمر حتي قام بتوديع أمير الكويت.
قبل وفاته بدقائق استدعيت للمنزل.. ما الذي حدث في اليوم الأخير؟
- كان في المطار زاد عليه التعب ولم أكن موجودا وطلب سيارته، وبعد استقلاله للسيارة طلب مقابلتي في منزله بكوبري القبة فذهبت إليه ولم استغرق وقتا طويلا لقرب المنزل، ودخلت إلي المنزل فوجدت السيدة تحية زوجته قالت: "الرئيس تعبان وأعطيته كوب عصير لتعويض نقص السكر" دخلت عليه فوجدته نائما علي سريرة مرتديدا بيجامته العادية ووجدت علامات الأرق والتعب عليه من مظاهر العرق ونبض القلب السريع وبرودة الأطراف ثم بعدها انضم إليّ بالمنزل الدكتور منصور فايز وزكي الرملي وبدأنا نعطي للرئيس العلاج، وبدأ يتحسن تدريجيا ثم دار حوار بينه وبين الدكتور فايز قال له "عاوز أروح الجبهة بمشاركة بعض الوزراء ثم اعتدل من سريره وطلب سماع النشرة الإخبارية من الراديو الذي كان بجواره وبعد أن انتهي من سماع النشرة طلبت منه الراحة فقال لي "أنا استريحت يا صاوي" ولفظ أنفاسه الأخيرة ثم بدأنا في تقديم الإسعافات الأولية ولكنها بدون جدوي وبعدها خرجت وأعلنت خبر وفاته للسيدة زوجته وأولاده وبعدها حضر المسئولون.
هبة الليثي ابنة شقيق ناصر:
المدعي الاشتراكي حقق مع والدي بعد وفاة الزعيم
برز دورها خلال فترة حكم الجماعة "الإرهابية"، مُدافعة عن الحريات، ومنتقدة لسياسات الجماعة، وشاركت بعدد من المظاهرات المُناهضة للإخوان في ثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بجماعه الإخوان، وتعرضت لحملة عنيفة بداية من تحطيم سيارتها وانتهاءً بقيام مجهولين، بإضرام النيران في لافتات دعم السيسي التي تحمل اسم الزعيم ناصر.
هي ابنة شقيق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، هبة الليثي عبدالناصر، تتحدث عن الزعيم في السطور التالية..
من هي هبة الليثي عبد الناصر؟
- أنا مواطنة مصرية أحب عائلتي التي خرج منها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وأنا أم لثلاثه أولاد أكبرهم خالد 25 عاماً، خريج الاقتصاد، ويعمل حالياً بأحد البنوك الخاصة، ولدي ابن آخر عمره 23 عاماً، وابنتي الوحيدة 18 عاماً، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وحصلت علي دبلومة في أبحاث المحيطات وتطوير المزارع السمكية لأن هوايتي مهنة الصيد وأسست شركة مصايد للأسماك في الإسكندرية ودبي والسنغال للتصدير للخارج.
ما ترتيب والدك بأسرة الزعيم الراحل؟
- ترتيبه الأكبر بين الأبناء فالأكبر عمي جمال ثم عز العرب ثم الليثي وشوقي، جدي تزوج من سيدة بعد وفاة زوجته الأولي وأنجب ستة أبناء، حسين زوج كريمة المشير عامر، ولواء طيار طارق لواء مدرعات، اللواء بحري رفيق، الدكتور عادل، أستاذ التاريخ بجامعة الاسكندرية، ومصطفي، وعايدة، ووالدي كان حاصلا علي كلية الآداب قسم التاريخ وكان يعمل مدرس تاريخ حينما كان أخوه الأكبر رئيسا للجمهورية.
كيف كان حال الأسرة بعد وفاة عمك عبد الناصر؟
- بعد وفاته الحال تغير وسقطت الأقنعة وتم استدعاء والدي إلي المدعي العام الاشتراكي، ووالدي كان يعاني من مرض السكر وتصلب القلب وأول ذبحة يصاب بها وهو لم يتعد 29 عاما، فقلت وقتها لو كان عمي علي قيد الحياة لم يكن يرضي بما حدث لوالدي، بعدها والدي لم يثبت عليه أي شيء وتطور الأمر إلي استدعاء عدة مرات للتحقيق معه.
هل طلب الرئيس من والدك بيع شقته في القاهرة؟
- والدي كان في مجلس النواب والاتحاد الاشتراكي في الإسكندرية وعندما دخل المجلس قام بتأجير شقة في القاهرة نظرا للاجتماعات المتأخرة ليلا للمجلس من المناقشات وعندما علم عمي جمال بذلك طلبه وذهب إليه في المنزل فسأله عمي "أنت عايش في الإسكندرية ولا في القاهرة"، فرد عليه أن الأسرة تعيش في الإسكندرية وعملي في القاهرة "فسأله عن الشقة فأجابه والدي "لشغلي عشان جلسات المجلس المتاخرة ليلا "فأجابه عمي" أنت عايز الناس تقول إن أخو عبدالناصر معاه شقتين في القاهرة الإسكندرية وبيتي مفتوح في أي وقت"، والدي أصابته ذبحة وكادت تودي بحياته أثناء الجنازة وتم نقله لفندق هيلتون ولم يشارك فيها وكان بجوار سريره تليفون طلب منا عدم الرد عليه لأن هذا التليفون الذي كان يتصل عليه دائماً عمي.
عبدالحكيم عبدالناصر:
السيسي يسير علي خطي الزعيم
والده العاشق لتراب مصر، عاد المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، للظهور مُجدداً علي الساحة السياسية، عقب اندلاع ثورتي 25 يناير، و30 يونيو، والإطاحة بنظام مبارك ومن بعده جماعة الإخوان "الإرهابية".. عاد بعد أن شعر أن مصر عادت، وتولي دفة قيادتها من يصلح أن يكون حاكماً لها، فشعر وأفراد عائلته بالعزة والفخر حينما زار الرئيس السيسي قبر والده الزعيم الخالد في ذكري وفاته.
في سطور الحوار التالي، يتحدث ل"آخرساعة"، عن الأيام الأخيرة في حياة والده، كما يتحدث عن رأيه في توجهات الرئيس السيسي، وجولاته الخارجية.
كيف تري الساحة السياسية الآن؟
- الأحداث التي تشهدها مصر الآن تشبه أحداث ما بعد عام 1954، ومحاولات الإرهاب التي قام بها الإخوان مثل محاولة اغتيال ناصر في المنشية، وانتشار العمليات الإرهابية عقب ثورة يوليو.
البعض يري أن الرئيس السيسي يتمتع بذكاء السادات وكبرياء ناصر كيف تري ذلك؟
- أرفض تشبيه السيسي بالسادات لأن الرئيس السادات بعد اتفاقية "كامب ديفيد" منح أمريكا 99% من الأوراق كما ذكرت، ووجه مصر لتغيير النمط الاقتصادي من الاقتصاد التنموي إلي الاستهلاكي، كما أنه أخرج الإخوان من غرفة الانعاش بعد أن كان التنظيم قد انتهي بهدف ضرب التيارات الناصرية في الجامعات، أما الرئيس السيسي فجاء ليؤكد استقلال مصر الوطني، وتأييد ثورة الشعب في 30 يوينو، وقال للأمريكان لا أحد له كلمة علي السيادة المصرية، وهو نفس ما فعله الزعيم عبدالناصر.
هل يسير السيسي علي خطي عبدالناصر؟
- أري أن الرئيس السيسي سار بالفعل علي درب عبدالناصر، وحول أماني المصريين إلي مشروع حقيقي علي أرض الواقع، هو قناة السويس الجديدة.
كيف تري زيارات الرئيس السيسي الخارجية؟
- زيارات الرئيس السيسي الخارجية ناحجة، وهدفها الرئيسي تحطيم طوق تبعيتنا لأمريكا.
الرئيس المعزول محمد مرسي كرم أسرة السادات وبعض رجال المشير عامر فلماذا تجاهل أسرة ناصر؟
- عندما جاء مرسي للحكم تمنيت أن يصلح ما أفسدة الدهر، خاصة أنه كان ينتمي لأسرة استفادت من ثورة 23 يوليو، من مجانية التعليم، وقانون الإصلاح الزراعي، والقوي العاملة التي ساعدت في تعيينه، لكنني فوجئت أنه يخرج ليقول: "الستينيات وما أدراك ما الستينيات"، ثم قام بعدها بتكريم أسرة السادات، وترقية جلال هريدي أحد رجال عامر إلي رتبة الفريق، ولم يجرؤ علي تكريم أحد من أسرة الزعيم عبدالناصر، ولو كان طلب تكريمنا كانت الأسرة سترفض.
إذن لم يحضر أحد خلال سنة حكم الجماعة الإرهابية في ذكري وفاة الزعيم؟
- لا جاء ابن المؤسسسة العسكرية، الفريق أول السيسي، وزير الدفاع وقتها.
كيف كانت الأيام الأخيرة في حياة عبدالناصر؟
- كنت وقتها في الثانوية العامة، وكان عبدالحميد أخي في الكلية البحرية، وكان خالد في بكالوريورس الهندسة، وقررنا جميعاً السفر إلي مطروح قبل بدء الدراسة، وكان معنا الوالدة، وحسين الشافعي، وابنه أحمد رحمه الله، وسامي شرف، ومعنا بالطبع الرئيس عبدالناصر، ذهبنا بالقطار الرئاسي من محطة كوبري القبة، فوجدت الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية - وقتها - يدخل ويخرج إلي حجرة صغيرة بها مكتب، والرئيس عبدالناصر داخلها، ويقومون بقراءة الخرائط، وفوزي يشرح للرئيس أموراً في الحرب، وبعدها بيومين في مرسي مطروح، حضر القذافي لمقابلة الرئيس، وبعدها بدأت أحداث أيلول الأسود، وقبل الرجوع، كان حريصاً علي تقديم التعازي في وفاة خاله، وانتظرته أسفل المنزل، وعندما علم الأهالي به حضرت أفواج من البشر فخرج وحيا الأهالي، ثم رجعنا للقاهرة، وبدأت وقائع المؤتمر، وفي الصباح تناولت معه الإفطار، وقام بإجراء عدة اتصالات بكبار المسئولين الذين يحضرون المؤتمر, وقد تحدث إلي إحدي القيادات العسكرية عن حائط الصواريخ، وفي يوم 27 خرجت مع أصحابي قبل بدء الدراسة، وحينما رجعت أخبروني أنه مريض بعد عودته من الفندق، وفي يوم 28 كان بداية الدراسة وأول يوم مدته قصيرة، رأيته وهو يذهب لتوديع أمير الكويت، وتحدث معي وقال: أنت عارف الثانوية العامة، وأن كلية الهندسة عايزة مجموع كبير ذاكر كويس"، ثم ذهب إلي المطار، وبعدها حدثت له الأزمة، فحضر الأطباء، وأخبرونا أنه فارق الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.