عبدالناصر لم يمت بالسم وقبل وفاته قال لي "أنا كدة استريحت" محيط - محمود طلعت
الصاوي محمود حبيب جاءت التصريحات التي فجرها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل حول ملابسات وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عيد الناصر حين لمح بأن أنور السادات الرئيس الذي أعقبه أعطاه فنجان قهوة قبل وفاته بلحظات "ربما كان مسموما" لتثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية المصرية.
وللتعقيب على هذه القضية استضاف حافظ المورازي في برنامجه "ستوديو القاهرة" المذاع على قناة "العربية" الدكتور الصاوي محمود حبيب الطبيب الخاص للراحل عبدالناصر الذي أكد على إطلاعه على الحالة الصحية آنذاك.
ونفى حبيب تصريحات هيكل وأكد أن الفنجان الذي تناوله عبدالناصر لم يكن مسموما، موضحا: "لو الفنجان كان فيه سم مش منطقي خالص ان عبدالناصر يموت بعد 3 ايام من شربه".
"عبدالناصر انفعل أثناء تواجده مع ياسر عرفات، فجاء محمد انور السادات لتهدئته، وأحضر له بنفسه فنجان قهوة" وفي معرض سرده لتفاصيل مرض عبد الناصر، قال حبيب أنه في 12 يوليو 1967 كلفت بالعمل كطبيب خاص لعبدالناصر، وفي اليوم التالي مباشرة قمت بإجراء كشف شامل عليه، فوجدت تصلبا في شرايين احدى قدميه ودوالي في الرئة، ومعاناته من مرض السكر.
الصاوي محمود حبيب لافتا إلى أن المجموعة المشرفة كانت مكونة من الأطباء منصور فايز وعلي البدري وزكي الرملي ومحمود صلاح الدين، مؤكدا: "كل دكاترة جمال عبدالناصر كنت عارفهم .. ومافيش تحليل واحد اتعمل له وأنا مش موجود .. ومافيش أي دواء خده عبدالناصر إلا وكان عندي علم بيه".
وتحدث حبيب عن الساعات الأخيرة من حياة عبدالناصر قائلا: "أنا ما كنتش موجود لما عبدالناصر تعب وهو في المطار.. لكن الناس قالت لي .. وعبدالناصر ساعتها قال انه عايز يقابلني في البيت".
وأضاف: "رحت له البيت بعد أقل من تلت ساعة ومراته فتحت الباب وقالت لي انها شربت عبدالناصر كباية عصير لأنه كان تعبان أوي"
"عبدالناصر أول ما بيتعب كان بيشرب كباية عصير .. وكان في جيبه اقراص جلوكوز كوراميل لو تعب وهو موجود في أي مكان كان بياخدها على طول".
وتحدث حبيب عن تلك اللحظات بتفاصيل مثيرة لكونه من الأشخاص القلائل الذين لازموه خلال أزمة مرضه، وقال: "أنا دخلت عليه لقيته نايم على السرير ولابس بيجامته العادية لكن لقيته عرقان ونبضه سريع جدا ولقيت أطرافه كلها ساقعة"، وأضاف "بعد أما أخذ الدواء اتحسن وقال للدكتور منصور فايز انه عايز يروح الجبهة .. وفتح الراديو اللي جنبه علشان يسمع نشرة الأخبار".
الصاوي محمود حبيب وكان حبيب، بحسب روايته، قد طلب من عبدالناصر أن يستريح قليلا ولا يجهد نفسه، لكن عبدالناصر نهض وقال له: "أنا استريحت"، وبعدها مباشرة فارق الحياة، وفشلت محاولات الفريق الطبي في إنقاذ حياته.
وانتقل حبيب للحديث عن الشكوك التي أثيرت حول أسباب وفاة عبدالناصر وواقعة الفنجان الشهيرة، موضحا أن الكاتب محمد حسنين هيكل هو الذي أثار هذه الواقعة لأنه كان متواجدا في الحدث، حيث قال هيكل: "عبدالناصر انفعل أثناء تواجده مع (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات، فجاء محمد انور السادات لتهدئته، وأحضر له بنفسه فنجان قهوة".
وقال إن شكوك التي أثيرت حول وفاة عبدالناصر كان سببها أنه توفي وسنه 52 عاما، والوفاة كانت مفاجئة للمحيطين من حوله، بالإضافة إلى أن الرأي العام لم يكن لديه أي معلومات عن صحة عبدالناصر.
مؤكدا بأن أن جمال عبدالناصر توفي نتيجة أزمة قلبية حادة، والدليل على ذلك أنه بعدها بعام أو عامين مات شقيقه الليثي عبدالناصر بأزمة قلبية وسكر، وبعدها بفترة مات شقيقه الثالث عز العرب بِأزمة قلبية وسكر.
بالإضافة الى أن والدة جمال عبدالناصر كان ليها شقيقان أحدهم توفي في سن جمال عبدالناصر بأزمة قلبية والآخر نجله توفي ايضا بأزمة قلبية.
موجها القول لكل المشككين في سبب وفاة عبدالناصر: "يا سادة يا كرام تقدروا تفسروا لي الكلام ده معناه ايه؟ .. اذا ما كنتوش عايزين تفسروا اسألوا علماء الوراثة؟".