* بعد انتهاء دورة الانعقاد الأولي كيف ترون أداء المجلس؟ ** بكل وضوح وصراحة هذا المجلس استطاع في مدة لم تتجاوز 8 أشهر انجاز 332 قراراً بقانون تم مناقشتها خلال 15 يوما من بداية الانعقاد وطبقاً للدستور فهي تشكل البنية التشريعية لمستقبل مصر في مجالات مختلفة كالصحة والزراعة والصناعة. الأمر الآخر والذي استغرق فترة طويلة امتدت لحوالي 5 أشهر هو الانتهاء من اصدار اللائحة الداخلية الجديدة وهي في غاية الأهمية فبدونها لن يستطيع المجلس ممارسة اختصاصاته ومهامه التشريعية والرقابية لكونها الدستور الداخلي وهذه اللائحة بمثابة خريطة طريق ليس للمجلس الحالي فقط بل للمجالس القادمة لأنها ليست قابلة للتغيير في فترة زمنية قصيرة بل تستقر لمدة طويلة وتصل الي نصف قرن وانتهينا من تشكيل اللجان التي ارتفع عددها الي 25 لجنة بدلاً من 18 وخلال الفترة القصيرة استطاع المجلس تحقيق الانجازات التي تمثلت في اقرار قانوون زيادة المعاشات وبناء الكنائس والقيمة المضافة. في الحقيقة هذا البرلمان يعمل في أجواء صعبة ويكفي حملات الهجوم غير المبرر علي أعضائه. * لكن البعض يأخذ علي النواب عدم انحيازهم للمواطن المطحون؟ ** غير صحيح علي الاطلاق لأننا رفضنا قانون الخدمة المدنية علي الرغم من تمسك الحكومة بهذا القانون وبالتالي من يقول ان المجلس يعمل ضد المواطنين ولا يقومون بدورهم التشريعي والرقابي يفتقدون المصداقية. أما قانون القيمة المضافة فهو البديل لضريبة المبيعات وقد نجح المجلس في تخفيض العبء الضريبي من 14% الي 13% مراعاة لمحدودي الدخل والظروف الاقتصادية رغم اعتراض الحكومة بشدة علي ذلك حيث تبلغ حصيلة ال 1% 8 مليارات جنيه كما تم استثناء 58 سلعة من الخضوع للضريبة أهمها المواد الغذائية والدواء لأنهما بمثابة أمن قومي ويمثلان الاحتياجات الاساسية لكل مواطن وهذا أبلغ دليل علي الانحياز التام للطبقات غير القادرة. * هناك اتهامات للبرلمان بالتعجل في اصدار بعض القوانين ففي خلال 72 ساعة تم اقرار قانون بناء الكنائس؟ ** فيما يتعلق ببناء الكنائس أؤكد ان هذا القانون جاء محصلة مفاوضات طويلة بين الكنائس الثلاث والحكومة وبصفة عامة القانون بكل ما فيه أكثر تقدما من الواقع القائم فلماذا نتأخر في اقراره علي أية حال يتبقي متابعة التطبيق من ناحية ونشر ثقافة المواطن والتعايش من ناحية أخري.. ينبغي ان نكون منصفين ولا نطلق سهام الاتهامات وفقاً للأهواء والأغراض الشخصية ونواب المجلس يتعاملون مع الواقع القائم بحكمة ويسعون الي التغيير تدريجياً. * لماذا لم يتصد المجلس للفساد المستشري في أجهزة الحكومة؟ ** لا أحد ينكر ان هذه القضية من القضايا الشائكة والمعقدة ويقف وراءها عدة عوامل منها النظم البيروقراطية العقيمة التي تؤدي إلي تشابك المصالح وامكانية ارتكاب تجاوزات ومخالفات جسيمة وصارخة وعلي الرغم من ذلك فقد تصدينا لمشكلة في منتهي الخطورة كانت تكبد الدولة خسائر بالمليارات وهي فساد منظومة توريد القمح فقد بذل اعضاء لجنة تقصي الحقائق جهدا شاقاً من خلال متابعة رصد حركة الصوامع وتحديد حجم التلاعب بدقة وهذا لم يكن بالامر البسيط فمن المعروف ان مرتكبي جرائم الفساد حريصون علي اخفاء المعلومات والبيانات لعدم كشف تلاعبهم وانحرافهم ومع ذلك استطعنا تحديد الكميات والمبالغ المالية بدقة وقدمنا كل التقارير للنائب العام كما ان المجلس أول من تصدي وليس الحكومة لايقاف استيراد القمح المصاب بالارجوت لخطورته علي صحة المواطنين الي جانب عمل لجان تقصي الحقائق في ملف أراضي الدولة المنهوبة ومازالت لدينا عشرات الملفات المفتوحة وفي مجالات متعددة لكشف سرطان الفساد الضارب بجذوره في مؤسسات الدولة وليس لدينا خطوط حمراء علي الرغم من ان واقع مجتمعنا المركب والمعقد وطبيعة الثقافة السائدة التي جعلت الفساد ينتشر بصورة ضخمة ويصبح من أهم المشكلات والصعوبات التي تعترض برامج التنمية. ومن المعروف ان هذه القضايا تتطلب جهدا وعملاً مستمرا لجمع كافة التفاصيل والمعلومات والبيانات وفور الانتهاء سنقوم باعلان النتائج وكافة الحقائق دون مواربة أمام الرأي العام مع الوضع في الاعتبار انها تستغرق وقتا خاصة اننا نعمل في بيئة معقدة غارقة في الفساد. أريد التأكيد علي حرصنا علي مواجهة وايقاف أية تجاوزات من أعضاء الحكومة تجاه المساس بحقوق المواطن كما نسعي للتخلص من ظواهر الرشاوي والقضاء علي تعدد المستشارين بالجهاز الحكومي. * ما حقيقة ما يقال عن افتقاد المجلس للخبرة والتقاليد البرلمانية؟ ** كلام غير حقيقي لان من مميزات هذا المجلس انه يضم الخبرات المتنوعة فهناك شريحة هامة من الشباب دون الثلاثين ويتميزون بالجرأة والثقافة والحماس والقدرة علي الحركة والتواصل مع الجماهير بجانب خبرات وكفاءات لا نستطيع ان ننكر تاريخها وما تبذله من جهد في هذه المرحلة الدقيقة ومن يطالع جلسات اللجان يكتشف مدي ما يبذل من جهد أثناء المناقشات ومحاولة الجميع للوصول الي أفضل النتائج لصالح المواطن وبصفة عامة الحكم علي البرلمان من دورة انعقاد واحدة ليس من العدل فالمطلوب ان ننتظر حتي الدورات القادمة لكي نكتشف الخبرات التي اكتسبها الشباب من الاعضاء من خلال ممارستهم الاختصاصات المختلفة من سلطة التشريع والرقابة علي أعمال السلطة التنفيذية ولن يكون هناك نائب يبقي في موقعه لدورات متتالية كما كان يحدث الماضي. أريد أن يتذكر الناس دور المجلس من خلال محاسبة ومناقشة الحكومة في الموازنة العامة كلمة حق لقد استطاع الأعضاء ان يضعوا البنية الاساسية لبرلمان قوي وفاعل يحاسب ويراقب ويشرع وكلها بدايات تؤسس لمستقبل أفضل وخطوات ايجابية تحقق الانجازات التي يتمناها المواطنون. * هناك اتجاه يؤكد عدم رضا المواطنين عن الأداء والاشخاص الذين انتخبوهم.. فما رأيك؟ ** كيف يقال هذا الكلام عن أول برلمان منتخب وبدون تزوير ولكن ربما لعدم استجابة الحكومة لطلبات بعض النواب فيما يتعلق ببناء مستشفيات أو مدارس أو قضايا التعيين وغيرها من المشاكل الكثيرة الموجودة في العديد من المحافظات. * وماذا عن عدم التزام المجلس بتنفيذ أحكام القضاء؟ ** هذه من القضايا الجدلية التي حدث فيها انقسام وجدل دستوري حول اخراج أحمد مرتضي وتصعيد عمر الشوبكي ولكن تم تحويل هذه القضية للجنة الدستورية التي وضعت ثلاثة اتجاهات الأول تنفيذ الحكم بالكامل الثاني اسقاط عضوية أحمد مرتضي وفتح الدائرة للانتخابات وأخيرا الانتظار لحين النظر في الالتماس واستقر الأمر بأن تقوم اللجنة العامة بحسم هذه القضية وهو أمر صحي وسليم تماماً ونهاية لما كان يقال سابقاً ان المجلس سيد قراره. * هناك مشروعات قوانين لم يهتم المجلس باقرارها خلال الدورة الأولي مثل قانون الاعلام والعدالة الانتقالية؟ ** المسئولية تقع علي الحكومة التي لم تتقدم خلال فترة الانعقاد الاولي بمشروعات هذه القوانين علي الرغم من قيامها بعمل جلسات اجتماع وحوار مجتمعي لابد ان يعي الجميع اننا حريصون علي عدم اهدار الوقت لكن المعضلة الحقيقية ان الفترة الأولي استنفذت وقتا طويلا في تنظيم الأمور الداخلية.. اضافة الي ان ارسال القوانين لمجلس الدولة عطل بعضها وارسال مشروعات القوانين التي قدمها البرلمان للحكومة لمراجعتها عطل الدور التشريعي. * بصفة عامة يقال ان الاداء اتسم بانه دون المسوي والنقاش خرج عن المألوف بهدف تحقيق المصالح الشخصية؟ ** من الخطأ اطلاق هذا الكلام فما حدث من تجاوز بين بعض الاعضاء جاء في وقائع محددة ولها ظروفها وتم حرمان النائب الذي تجاوز من دورة الانعقاد الأولي فيما عدا ذلك كل ما يحدث من سجال دائر داخل المجلس أمر طبيعي والاختلافات الحادة في وجهات النظر لا غبار عليها والانفعالات التي تحدث نتيجة النقاش حول القضايا المختلفة لم يخرج عن السياق ولم يحصل إلي مرحلة التجاوزات وارتكاب الاخطاء وبصفة عامة في كل برلمان العالم تحدث كل هذه السلوكيات الحادة.