( 1 ) يكاد يكون عارياً كما ولدته أمه. يتدحرج في مصرف صرف كقرموط روبة. لا يتستر بشيء دون قميص قماشي ضاع لونه. يلبسه علي اللحم مرفوعاً إلي فوق الركبة برباط صوفي مفتول يطوق وسطه ولا يتدلي منه شيء عن عمد. وتحمل رأسه برنيطة خوص. * * * الرجل بارع في تطهير المصارف. ضربة كوريكه في بطن المصرف ضربة معلم. الأمر الذي بات متخصصاً في هذه المهمة المرهقة. يأخذها مقاولة من صاحب الأرض لا يومية. مغسِّلة. لا أكل. ولا شرب. ولا سجاير. ولا حتي مرور عليه للمباشرة. فقط يتسلم المصرف من المالك. ويرده إليه وقد تمت المعاينة وفق ما تم الاتفاق عليه ومقاولته تكون قد وصلته والسلام. ( 2 ) قالت زوجته شاكية : الهدوم باظت. ودابت. وإيدي اتاكلت وما حنش ملاحقينك هدوم من روبة المصارف وعفشها!. سألها مستفسراً : يعني آيه؟ حانية تستعطفه : ما عتش تلبسهم وبعدين؟ البس قميص أردفتْ : البس قميص من قمصاني القماش واصلتْ متسائلة حال صمته معلقاً النظر : فيها إيه. غيرك بيلبسهم؟! عادتْ موضحة : أنت بتسرح. وما فيش غيط وما فيهوش خص. اقلع هدومك. وعلقها داخل الخص. والبس القميص. واربطه بالدكة. وانزل المصرف اشتغل. وآخر النهار نزل الروبة. واسلت القميص. وارجع دارك بعون الله باشا مستنكراً : يا وليَّة؟! مشجعة : عادي. وأنا هجهزلك قمصين. يوم. ويوم ( 3 ) عندما نادته لغداء اليوم كان قد دوَّب لها بدلاً من القميص عشرة. وعادة لا تأتي إليه إلا حال أن تكون المقطوعية كبيرة ويلزمها وقت ممتد من عمل. وإنجاز للمهمة حسبما تم الاتفاق تضطر معاونته بإحضار الغداء والشاي والمعسل والذي منه حيثما يكون موضعه حفاظاً علي وقته من مضيعته ذهاباً للغداء في البيت. ثم إياباً للعمل مرة أخري. تغلق الباب علي الأولاد. أو تتركهم في معية الجيران. وتشيل الغداء وتسرح. * * * لمَّت الحطب. أشعلت فيه النيران. ورمت كوالح كيزان الذرة لزوم الجوزة بعد الأكل ومع الشاي. لمَّا وصل عند الخص قادماً من موضع عمله كان قد تخطي قناة ومصرفاً. وقناة أخري من مائها هندم نفسه. وتوضأ منها لصلاة الظهر. ثم أقصي البرنيطة جانباً. وجلس بالداخل أمامه الطعام المفرود فوق القش. الأجواء حواليه هس هس. دونهما وطقطقة عيدان حطب شجر الجوافة تشتعل ناراً مستعرة. وفقفقة ماء الشاي يغلي في البراد. المرأة شاطرة. خدامة رجالة علي حق. بسرعة كانت الجوزة أمامه يكركر ماؤها. وكباية الشاي في يده. وهي تلملم بقايا أكله في الكروانة الألومنيوم. ( 4 ) جلستْ قبالته علي باب الخص صامتة. لا يستره عنها ساتر. مكشوفاً لها هو الآن. برهة لمح عينيها حال زفرة دخان نفس معسل عميق في الهواء زائغتين. عَوَجَتْ من نفسها وقلبها يخفق بعينين ناريتين صوب شيء بان منه جلياً ويكبر. تسمرتْ عيناه عند بريق لحم بض يتكشف من بين فخذيها كأنه يراه للمرة الأولي. سرتْ تنميلة وتنميلة. وتنميلة ثالثة تدفقت. فثقل لها الشيء. وانتصب. واشتد قواه. برقت عيناها وهو يناولها كباية الشاي. ولم يطلب منها أخري. متعمدة طوَّحت جسمها المتختخ واضعة الكباية في الكروانة فتعرّتْ فخذاها عن بكرة أبيها. ( 5 ) ابتسم .. ابتسمت .. التقتْ عيناهما لامعتين .. يطفئ حجر الجوزة المشتعل في بطن الأرض .. شالته عنه متعرية . ويده تسوي مكاناً يسعهما داخل الخص .