كانت أفغانستان واحدة من أكثر الدول التي عانت من السياسة العدوانية التي تبنتها الولاياتالمتحدة ضد الدول الإسلامية في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. بدأت فصول المأساة عندما أشار مسئولون في الولاياتالمتحدة بأصابع الاتهام إلي حركة طالبان وزعيمها أسامة بن لادن في تلك الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وراح ضحيتها حوالي 3 آلاف شخص بالإضافة إلي آلاف الجرحي والمصابين. وعلي الرغم من نفي حركة طالبان الاتهامات الأمريكية الموجهة إليها وإدانتها للهجمات ووصفها لها ب"الكارثة الإنسانية". أعلن الرئيس الأمريكي.آنذاك. جورج دبليو بوش أن بلاده ستخوض حربا ضد الإرهاب وأن أمريكا لن تفرق بين المنظمات الإرهابية والدول أو الحكومات التي تؤوي أو تدعم تلك المنظمات. وفي 7 أكتوبر عام 2001 شنت الولاياتالمتحدة أولي عملياتها العسكرية علي أفغانستان بمساعدة المملكة المتحدة. وأطلقت علي تلك العملية اسم "عملية التحرير الدائمة" وشمل نطاقها الجغرافي الجزء الشرقي والجزء الجنوبي من أفغانستان والحدود الأفغانية مع باكستان. بينما بدأت العملية الثانية في ديسمبر من العام نفسه. وشنتها قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان. وهي قوات أنشئت بقرار من مجلس الأمن. علي العاصمة الأفغانية كابول والمناطق المحيطة بها. وكان الهدف المعلن للحرب علي أفغانستان هو ملاحقة واعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقادة آخرين في التنظيم. وتدمير القاعدة كليا وإقصاء نظام طالبان الذي يدعم القاعدة. في حين يري محللون سياسيون أن الهدف الحقيقي من الحرب علي أفغانستان هو المطامع الغربية لنهب الثروات الطبيعية للبلاد بعد صدور تقارير عن غني التربة الأفغانية بالثروات المعدنية من الحديد والنحاس الأصفر وارتفاع مخزون النفط والغاز الطبيعي بها. أما بالنسبة للخسائر التي أحدثتها الحرب. فعلاوة علي تدمير المطارات والبنية التحتية للدولة وجعلها واحدة من أفقر الدول علي مستوي العالم. كان للحرب الأمريكية علي أفغانستان خسائر كارثية علي مستوي الأفراد. فبحسب إحصاء أجراه معهد "واطسون" للدراسات الدولية في جامعة براون الأمريكية. فإن الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة منذ عام 2001 أدت إلي مقتل 150 ألف مدني وجندي. وإصابة 162 ألفاً آخرين. قتلوا وأصيبوا بشكل مباشر وهو ما يعني أن أعداد من قتل وأصيب بشكل غير مباشر يزيد ثلاثة أضعاف علي الأقل. وقد يصل إلي 3 ملايين شخص في الحقيقة.