تجاوز "أولتراس أهلاوي" كل الخطوط الحمراء باقتحامه مقر النادي الأهلي بمدينة نصر. وتدفق أعضائه إلي الملعب أثناء إجراء الفريق الأول تدريباته. ومحاولتهم الاعتداء اللفظي والبدني علي اللاعبين وعلي المدير الفني وأفراد الجهاز المعاون. لقد نقل الأولتراس دوره. بهذه الواقعة المرفوضة شكلا ومضمونا. من التشجيع إلي البلطجة والترويع. وما لم تكن هناك وقفة حاسمة من سلطات الدولة المختصة لمواجهة هذا التطور بما يستحقه. فسوف تكون العواقب القادمة وخيمة علي الجميع. وليست علي الرياضة وأنديتها فقط. هذه ليست أول مرة يقوم فيها أفراد الأولتراس باقتحام النادي الأهلي.. حدث ذلك أكثر من مرة في مقر النادي بالجزيرة. وان كانت حادثة الأسبوع الحالي هي الأولي بالنسبة لفرع مدينة نصر. ولأن مواجهة المرات السابقة. من جانب قوات الأمن لم تكن حاسمة في تلك المرات بمنع الأولتراس من الاقتراب من مقر النادي من المنبع عن طريق سد المنافذ المؤدية إليه. وقصر ارتيادها علي حاملي بطاقات العضوية وحدهم. فقد تكررت عمليات الاقتحام. وبصورة متصاعدة لأنهم لا يجدون من يردعهم. ان اضطرار الجهاز الفني لنقل تدريب الفريق. من ملعب النادي بالجزيرة إلي ملعب مدينة نصر. هروبا من الأولتراس هو أكبر دليل علي ان النادي لا يجد الحماية الكافية والضرورية من سلطات الدولة. وثبت أن الهروب ليس حلا. لأن الأولتراس يرصد تحركات الفريق. ويتابع أدق تفاصيلها. ولذلك ذهب وراءه. ونجح ليس فقط في اقتحام أبواب المقر.. بل والوصول إلي اللاعبين. الأولتراس. ظاهرة دخيلة علي الرياضة المصرية. لكن الكثيرين رحبوا بها في البداية وحين كانت المباريات تقام بحضور الجماهير. وانبهرو بأسلوب الأولتراس في التشجيع. وبتنظيمهم لأنفسهم ولشعاراتهم. وبالتشكيلات الفنية والجمالية التي كانوا يقومون بها في المدرجات. لكن الأولتراس. كما كسبوا ترحيب الكثيرين وانبهارهم في البداية. نجحوا في خسارة ذلك كله بل ورفض الناس لهم. حين حولوا التشجيع إلي إلقاء الشماريخ المشتعلة وزجاجات المياه الفارغة علي الجميع في المباريات. ونزول بعضهم أرض الملعب أحيانا للاشتباك مع لاعبين أو مع غيرهم. وترديد هتافات مسيئة ودخيلة علي الملاعب المصرية وجمهورها الأصيل. وخادشة لحياء ملايين المتابعين للمباريات من خلال أجهزة التلفزيون في البيوت. لقد تحولوا من "فرصة" لاحياء الرياضة المصرية ودفعها للأمام. إلي وسيلة لتدميرها. ان أفراد الأولتراس لأي ناد. سواء الأهلي أو الزمالك أو غيرهما. غالبيتهم ان لم يكن كلهم ليسوا أعضاء في هذه الأندية حتي ترتب لهم هذه العضوية حقوقا علي النادي أو الفرق الرياضية فيه. وهم - كمشجعين - أصبحوا عبئا علي الأندية. وخطرا علي الرياضة. ومصدر تهديد للأمن العام وثبت في بعض الأحيان أنهم يمكن أن يمثلوا رصيدا احتياطيا تحركه بعض القوي لإفساد أفراح المصريين أو مناسباتهم. وفي ظل استمرار إقامة المباريات بدون جمهور. وهم السبب الرئيسي في هذا الاستمرار. لم يعد وجودهم. حتي كمشجعين. مرغوبا فيه.. فقد اعتادت الأندية والفرق علي الوضع الحالي. وبحثت إدارات الأندية عن مصادر بديلة لايرادات تذاكر المباريات. وحقق النادي الأهلي بالذات. في ظل غياب الجمهور عن المباريات فائضا ماليا في ميزانيته يفوق ما كان محققا في ظل حضور الجماهير للمباريات. هذا لا يعني الاستغناء عن جماهير المشجعين لكل ناد. لكن المرفوض. والذي يجب أن تتصدي له الدولة بكل شدة. هو أن يحول البعض التشجيع إلي إرهاب. وأن يتصور أنه سلطة علي النادي وعلي فريق الكرة فوق سلطة إدارة النادي نفسه. وأنه قادر علي فرض شروطه بالقوة علي الجميع. لو سمحنا بذلك اليوم مع الأندية.. فسيتكرر غدا مع مؤسسات أخري في الدولة.