يده ملطخة بدماء 97 صحفيا، بايدن يعتزم إلقاء خطاب خلال عشاء مراسلي البيت الأبيض واحتجاجات في انتظاره    حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطنة ميرون الإسرائيلية    ما شفتش لمسة اليد، أول تعليق من مخرج مباراة الأهلي على إلغاء هدف مازيمبي    مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة، أبرزها مواجهة الزمالك ودريمز وتوتنهام وآرسنال    الفرح تحول إلى جنازة، لحظة انتشال سيارة زفاف عروسين بعد سقوطها بترعة دندرة (صور)    السفير الروسي: انضمام مصر للبريكس مهم جدا للمنظمة    روسيا: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    14 مليار دولار في طريقها إلى مصر بسبب رأس الحكمة    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    غدا.. محاكمة عاطل متهم بإنهاء حياة عامل في الحوامدية    مصرع شاب صدمه قطار أثناء عبوره مزلقان بقليوب    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل عن 65 عاما    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    أمطار رعدية على هذه المناطق.. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (لا تنخدعوا)    حسام البدري: أنا أفضل من كولر وموسيماني.. ولم أحصل على فرصتي مع منتخب مصر    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الأحد 28 إبريل 2024 بالصاغة    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    لأول مرة بالمهرجانات المصرية.. "الإسكندرية للفيلم القصير" يعرض أفلام سينما المكفوفين    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    ملف يلا كورة.. أزمة صلاح وكلوب.. رسالة محمد عبدالمنعم.. واستبعاد شيكابالا    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    «مينفعش نكون بنستورد لحوم ونصدر!».. شعبة القصابين تطالب بوقف التصدير للدول العربية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    سكك حديد مصر تعلن عن رحلة شم النسيم من القاهرة إلى سيدي جابر    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    بعد جريمة طفل شبرا، بيان عاجل من الأزهر عن جرائم "الدارك ويب" وكيفية حماية النشء    الإثنين.. وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وقف إطلاق النار بغزة    وفاة الفنان العراقي عامر جهاد    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    شرايين الحياة إلى سيناء    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأولتراس ورحلة الصعود للهاوية.. أول من تحدى جبروت العادلى.. وظهروا أعداء ل"المخلوع" وأبطالا فى يناير..وتركوا الميادين فى عهد "المعزول"..وحضورهم القمة الأفريقية يبشر بعهد جديد لمستقبلهم داخل المدرجات
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 07 - 2013

"لا تُوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة مهما كانت نتيجة فريقك" هذه واحدة من أهم مبادئ مجموعات المشجعين الكرويين "أولتراس"، منذ ظهرت فى مصر قبل ست سنوات، وهذا المبدأ لا يبدو منسحبا على الساحات الرياضية فحسب، إذ يصر أعضاء "أولتراس" على أن يصل صوتهم "العالى" أيا ما تكن النتائج، وهو الأمر الذى تسبب فى أن يتكبدوا أثمانًا باهظة، كما حدث فى مذبحة بورسعيد.
صوت "أولتراس" العالى، فى ثورة 25 يناير، وخروجهم إلى الميادين، يهتفون بإسقاط الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ساهم إلى حد كبير فى ارتفاع أسهمهم فى الشارع المصرى آنذاك، وهتافاتهم ضد ممارسات الداخلية خلال الفترة الانتقالية، أدت إلى لفت الأنظار إلى أنهم يشكلون بوحدتهم واتفاقهم على أهدافهم رقما صعبا، فيما يمكن أن يسمى بالشارع الثورى، لكنهم وبعد الحكم بقضية مذبحة بورسعيد، انسحبوا من المشهد السياسى والثورى، ولم يعد صوتهم مسموعا، فيما نظام المعزول محمد مرسى، يقمع الثوار، وفيما مصر بكل أطيافها، تعلن الثورة عليه.
تبدلهم من حال الفعالية والحيوية إلى الاستكانة، أسفر عن وصم البعض تصرفاتهم بالعار خاصة بعد اقترافهم جرائم حرق مقر اتحاد الكرة "الجبلاية" ونادى الشرطة واقتحام مؤتمر لوزير الرياضة الأسبق، وعدم إعلانهم أى موقف من نظام الإخوان، الأمر الذى أثار التساؤلات حول إمكانية اختراقهم، من قبل الجماعة، وتحديدا بواسطة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام.
بداية مبهرة..
تحولات عدة مرت على ظاهرة الأولتراس فى مصر لم تكن وليدة الصدفة فى أغلب الأوقات، فإذا حاولنا رصد لمسيرة روابط مشجعى الأندية منذ ظهورها فى مصر فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وبمراجعة الشريط منذ البداية، سوف ترى مجموعات رياضيات تسعى للتشجيع فقط ولا دخل له بمتاهات السياسة، لذا فإن الشعب المصرى لم يعرهم اهتماما كبيرا فى بادئ الأمر.
لكن.. يومًا تلو يوم، أخذ العداء يشتعل بين أولتراس وداخلية حبيب العادلى، ومع الخلاف.. هتف الأولتراس.
المصريون البسطاء انبهروا بهؤلاء الشباب المفعمة قلوبهم ثقة وحماسا وتحديا.. إنهم يتحدون الطاغوت، ويهتفون جماعيا ضد الرجل الذى كان كابوسا فوق صدر الوطن.
يا غراب يا معشش..
ومن معالم هذه الفترة، أغنية جروب أولتراس أهلاوى الشهيرة يا غراب ومعشش، التى ظلوا ينشدونها حتى جاء وقت الإنشاد الجماعى فى ميادين مصر بمشاركة كل أطياف المجتمع، ويأتى يوم ال25 من يناير "عيد الشرطة" لتنطلق احتجاجات على تردى أوضاع البلاد الاجتماعية والاقتصادية وانتشار الفساد والظلم والقهر، ويتحول الأمر إلى ثورة شعبية تهز أرجاء البلاد، ويشارك الأولتراس بقوة فى الثورة لدرجة تصريح البعض بأنه لولاهم لذُبح الثوار داخل ميدان التحرير فى موقعة الجمل الشهيرة، ونجحت الثورة فى إسقاط مبارك يوم ال11 من فبراير.
ويعيش الأولتراس بعد التنحى نشوة الانتصار، ويحاول الجميع التقرب منهم واستقطابهم إلى كفته، إلى درجة أن عمار على حسن، الباحث السياسى، تحدث حينها عن محاولة القوى السياسية جذب الأولتراس إلى جانبهم، قائلا: "العديد من القوى السياسية حاولت ضم الأولتراس فى صفوفها وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين"، موضحا أن هذه المحاولات لم تكن وليدة اليوم لكن كانت هناك محاولات أيضا فى فترة حكم الحزب الوطنى خلال تولى جمال مبارك أمانة السياسية بالحزب الذى حُل فيما بعد.
السياسية بالخطأ..
سقط أول شهيد، وهو أحمد كمال عضو جروب أولتراس أهلاوى بالمنصورة الذى وافته المنية فى أحداث جمعة الغضب 28 من يناير 2011، فاشتعلت النيران فى صدور الشباب، ومع سقوط ثانى شهيد، وهو محمد مصطفى الذى لقى حتفه فى أحداث مجلس الوزراء فى شهر ديسمبر عام 2011، انطلقت مظاهرات الأولتراس الاحتجاجية، وأبرزها كانت دخلة مباراة الأهلى أمام المقاصة بالدورى العام فى الموسم الأول الملغى بعد ثورة 25 يناير، حيث هتفوا خلالها ضد حكم العسكر.
موعد مع كارثة..
صباح يوم الأربعاء الموافق 1 فبراير، أشرقت الشمس لكن لم يعلم عدد من الأسر المصرية أنها لن تغرب على أبنائهم فى مكان لا يُنذر بأى مخاطر كونه مجرد ملعب كرة قدم، فداخل إستاد بورسعيد فى إحدى مباريات الدورى العام، تحدث واحدة من أسوأ الكوارث فى تاريخ الساحرة المستديرة، ليس فى مصر فحسب.
لقى 72 شابا ومراهقا من جمهور الأهلى حتفهم ووقع مئات المصابين، ليتبدل الحال ويتحول شعار الأولتراس "يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد" الذين كانوا يتغنون به إلى واقع.
القصاص لا غيره..
بعدها يجن جنون الأولتراس وتنطلق احتجاجاتهم فى الشوارع ويرفعون مطالب القصاص من المتسببين فى الكارثة وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوى، قائد المجلس العسكرى آنذاك.
إنهم ينشدون القصاص فحسب، وفى سبيل هذا الحلم، يرخص كل شىء، وينضم أولتراس الزمالك إلى الأهلى، وتتصدع الدولة الرسمية.. من يقدر على الوقوف فى وجه هؤلاء؟
وترتفع موجة الغضب ضد المجلس العسكرى الحاكم الذى لا يجد مفرا سوى تسليم السلطة إلى رئيس منتخب، ويتم تنصيب الدكتور محمد مرسى رئيسا منتخبا للبلاد فى يوم 30 يونيو من عام 2012، ويبدأ الأولتراس وقتها عهدا جديدا اختلطت فيه مع آلام الماضى والرغبة فى القصاص واستعادة الحق الضائع مع عادات سيئة لم يتخلوا عنها من التشبث بالرأى والعند وتخطى بعض الحواجز فى التعامل مع الآخرين لا يجب تخطيها، فقد أعلنوا رفضهم لاستئناف أى نشاط كروى محلى أو العودة للمدرجات قبل تحقيق القصاص.
عام الآلام..
مسيرة الأولتراس نحو القصاص امتدت إلى قرابة العام حتى انتهت التحقيقات إلى أن تم تحديد يوم 26 يناير 2013 موعدا لجلسة النطق بالحكم فى قضية المذبحة، لكنهم لم ينتظروا حكم المحكمة.
لم يتوانوا فيه فى فعل أى شيء يأتى بالقصاص بدءا من حضور جميع جلسات المحكمة مرورا بتنظيم مسيرات تجوب شوارع محافظات مصر وصلت فى بعض الأحيان إلى قطع كوبرى 6 أكتوبر عدة مرات، حتى أن حادثة لم يمكن محوها من الذاكرة هى اقتحام مران الأهلى الذى كان يستعد للسفر إلى نيجيريا آنذاك لمواجهة صن شاين فى الدور قبل النهائى، والاعتداء على بعض اللاعبين أمثال أحمد صديق وسيد معوض.
موقف آخر للأولتراس كان علامة مميزة فى طريق القصاص، وهى الاعتراض التام على إقامة مباراة نهائى السوبر المصرى بين الأهلى وإنبى، لأنهم يرفضون استئناف النشاط الكروى محلى القصاص لكن المسئولين أصروا على إقامة اللقاء، وينتهى بفوز الأحمر بهدفين مقابل هدف، فى لقاء اُتهم فيه كل لاعبى الأهلى وإدارته بخيانة القضية ماعدا محمد أبو تريكة الذى رفض خوض اللقاء تضامنا مع مطالب القصاص.
لا تراجع..
يزداد غضب الأولتراس مع اقتراب موعد جلسة النطق بالحكم، وتعلو مظاهر اعتراضاتهم على تأخر الحكم ليقوموا بالتظاهر أمام المرافق الحيوية ومنها البورصة، وقطع الطرق الرئيسى، ووصل الأمر إلى حد التظاهر على قضبان المترو يوم 23 يناير، لتحين بعد كل هذا اللحظة الحاسمة الذى ينتظرها الأولتراس، فتقضى محكمة جنايات بورسعيد بأكاديمية الشرطة فى يوم، السبت، الموافق 26 يناير بمعاقبة 21 متهما بالإعدام شنقاً، فى قضية أحداث إستاد بورسعيد، والتى يُحاكم فيها 73 متهما، من بينهم 9 من قيادات الشرطة ببورسعيد، و3 من مسئولى النادى المصرى، وتأجيل الحكم على بقية المتهمين لجلسة يوم 2013/3/9.
بعد هذا اليوم، أكد شباب الأولتراس أن الأمر لم ينته وسوف يستكملوا المسيرة حتى جلسة 9 مارس وظلوا فى وقفاتهم الاحتجاجية مهاجمين كل الأطراف المتسببين فى المذبحة بناء على وجهة نظرهم من الداخلية والمجلس العسكرى السابق وجمهور النادى المصرى البورسعيدى، وظلوا فى طريقه إلى أن جاء يوم الجلسة المنتظرة التى استغرقت 8 دقائق، وفيها قضت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة للنطق بالحكم فى قضية المذبحة بمعاقبة 21 متهما بالإعدام شنقا، وبراءة 28 متهما.
كما قضت المحكمة بمعاقبة كل من أحمد على رجب بالحبس سنة واحدة، ومعاقبة 10 متهمين بالحبس لمدة 15 سنة بينهم اللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد السابق، وقضت أيضا بالحكم على 5 أشخاص بالمؤبد، و6 متهمين بالحبس 10 سنوات، ومتهمين بالحبس 5 سنوات، وحصل 7 ضباط آخرين على أحكام بالبراءة.
أفعال ليست فى محلها..
بعد الحكم، سادت حالة من الانقسام الشديد بينهم جراء الحكم الصادر فالفريق الأول يرى أن الحكم جاء عادلاً، ومنصفاً لشهداء المجزرة، فيما يرى الفريق الآخر، أن الحكم كان ظالماً، ويطالبون بإعدام باقى المتهمين، واندلعت موجة من الاحتجاجات فوز النطق بالحكم أسفرت عن حرق مقرى اتحاد كرة القدم، ونادى الشرطة.
واندلع حريق هائل فى مقر اتحاد الكرة، بعدما تمكن محتجون من اقتحام الجبلاية ونادى اتحاد الشرطة، وحطموا ماكينة البنك المتواجدة أمام مقر اتحاد الكرة، بالإضافة إلى تحطيم محتويات الاتحاد من أوسمة وكئوس، أمام مقر النادى الأهلى بالجزيرة.
الألتراس نفوا تورطهم فى هذه الحرائق أو وجود آى صلة لهم بما حدث، مؤكدين أن صدور الحكم جعلهم يجتازوا مرحلة الابتعاد عن موطنهم الأساسى داخل مدرجات التالتة شمال.
بداية العار..
يهدأ الغضب الكامن فى نفوس الأولتراس، ويقررون العودة إلى المدرجات مجددا إلا أن عودتهم مرة أخرى عودة محمودة، خاصة بعد الغياب عن مباراة الأهلى أمام توسكر الكينى على إستاد برج العرب بالإسكندرية فى إياب دور ال32 لدورى أبطال أفريقيا بطولة النسخة الماضية، تمتلئ مدرجات التالتة شمال مجددا.
العودة لم تكن مبشرة بالخير على الإطلاق حيث قرروا فيها تخطى كافة القواعد والتقاليد وأن يتحدوا الجميع وعلى رأسهم الداخلية التى يرونها "أحد أضلاع مثلث المؤامرة" التى حيكت ضدهم، فاقتحموا الملعب دون تذاكر، وأمعنوا فى كسر القواعد الأمنية، ووصل عددهم فى المدرجات إلى حوالى عشرة آلاف مشجع، رغم أن الأمن حدد ثلاثة آلاف مشجع فقط لدخول المباراة.
عودة مثيرة للجدل..
لافتات الألتراس فى هذه المباراة كانت مثيرة للجدل للغاية، فكانت المفاجأة بتصعيد لوحة كاريكاتورية من أسفل إلى أعلى، معلقة على أعمدة خشبية، كاشفة عن رؤيتهم لخيوط المؤامرة، التى تسببت فى أحداث بورسعيد، اللوحة الأولى، صورة للمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكرى السابق، وفى خلفيتها يهتفون"الشعب يريد إعدام المشير"، كما رفعوا عددا كبيرا من اللافتات فى المدرجات، تحمل عبارات مختلفة، من بينها "لسه الباشا غبى.. معرفش يفهم مطلبى. كم شاب مات عشان الحرية.. وكم حلم ضاع بسبب الداخلية".. والعبارة الشهيرة".. يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم".
أفعال الأولتراس فى هذا اللقاء تسببت فى توقيع غرامة على الأهلى من الاتحاد الأفريقى "كاف" قدرها 40 ألف دولار، إضافة إلى لعب أربع مباريات بدون جماهير، واعتبر الجميع أفعال الأولتراس فى تلك المباراة بمثابة رسالة إلى المسئولين عن الرياضة المصرية مفادها "عودة الجماهير للملاعب مستحيلة فى ظل الانفلات الأمنى وتردى سلوكيات الجمهور".
غياب التعاطف..
تصرفات الأولتراس لاقت انتقادات لاذعة، لاسيما وأن التعاطف معهم كان مبنيا على المذبحة، وتم الحكم فيها، والتأكيد على أن الشيء الفائق عن الحد سوف ينقلب إلى الضد، وهو ما حدث مع مجموعات مشجعى الأندية فقد ظلت مستمرة فى تحدى أى قرار يصدر من قبل الأندية أو اتحاد الكرة، مما تسبب فى حالة احتقان عامة من تصرفاتهم، لذا استمر قرار منع الجماهير من حضور المباريات خوفا من اندلاع أعمال شغب وحدوث مجزرة جديدة إلا أن الأولتراس رفض أن يغيب دوره، فقد قام المئات من مشجعى نادى الزمالك أولتراس "وايت نايتس" باقتحام المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الرياضة الأسبق العامرى فاروق فى صباح يوم الخميس الموافق 16/5 من العام الجارى بقاعة الفروسية بمدينة نصر، وذلك من أجل الإعلان عن قانون الرياضة الجديد ولائحة الأندية.
وقام الأولتراس وقتها بالتعدى على الصحفيين المتواجدين وحطموا الكاميرات الخاصة بهم ومزقوا اللافتات الموجودة بالمؤتمر والقاعة مستخدمين الشماريخ والألعاب النارية حاملين الأسلحة البيضاء، وهو ما دفع الوزير للهروب من الباب الخلفى للقاعة فى مشهدٍ غريبٍ، وعندما قال له أحد أفراد حراسته الألتراس دخلوا.. "أخلع يا معالى الوزير"!.
العند يفوق كل الحدود..
العند لم يتوقف عند هذا الحد، فقد قرر الأولتراس تنفيذ رغبة العودة للمدرجات رغم أنف الجميع، وبالفعل تم اقتحام مدرجات مباراة الأهلى أمام الجونة المُقام ضمن منافسات الأسبوع ال17، ومكثوا بها لمدة 10 دقائق فى بداية اللقاء ثم انصرفوا، مؤكدين للجميع أن حضورهم كان لتوصيل رسالة أنه لا أحد سيقف أمام رغباتهم، وكان اتحاد الكرة وقتها أعلن أن حضور الجماهير للمباراة سيكلف ناديها خسارة النقاط الثلاث، إلا فى حال الرحيل عقب عشر دقائق من عمر انطلاقها، وعلى نفس النهج، سار أولتراس "وايت نايتس" فاقتحموا مدرجات ملعب الدفاع الجوى لحضور مواجهة الزمالك والإسماعيلى المُقامة فى نفس الجولة من الدورى العام.
يُغلق ملف الرياضة مؤقتا لأن حدث أكبر يدور فى البلاد، ففى يوم 30 يونيو تنطلق تظاهرات فى كل ربوع مصر تُطالب برحيل الرئيس محمد مرسى من منصبه بعد عام واحد مكثه فى الحكم، ويتم عزل مرسى بعد يومين من اندلاع الاحتجاجات فى ثورة لم يبرز فيها أى فصيل سوى الشعب المصرى فالجميع شارك فى الثورة، ولم يحم الميادين أحد.
عهد جديد..
ويُسدل الستار على عهد مرسى، الذى كان شاهدا على فقدان روابط الأولتراس بريقهم، وتبدأ مرحلة جديدة فى حياة مصر وهى ما تسمى بالعهد "المؤقت" عقب تولى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا مهمة رئاسة البلاد لحين وضع الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية.
بداية هذا العهد كان مختلفة للأولتراس، فكانت بإصدار بيان مشترك بين رابطتى زملكاوى"وايت نايتس" وأهلاوى، أعلنوا فيه حضور مباراة الزمالك والأهلى، المقامة ضمن مباريات دورى أبطال أفريقيا، وتعاهدا على بداية فترة جديدة، وأنهما مستعدين على تحمل مسئولية تأمين المباراة.
ويأتى بيان الأولتراس المشترك منهم رغبة فى تجاوز تصرفاتهم خلال العهد الماضى، وفتح صفحة جديدة من خلال العودة للمدرجات، وبالفعل حضر الأولتراس القمة الأفريقية التى انتهت بالتعادل الإيجابى بين الفريقين، وكان الالتزام هو سمتهم الأساسية فى المدرجات رغم تواتر الأنباء عن قيام الأمن بمنعهم من دخول اللقاء لأنهم سيثرون الشغب إلا أنهم تحدوا الجميع وأكدوا على حضورهم اللقاء والتزامهم بالتشجيع المثالى وقدرتهم على تأمين اللقاء، وهو ما حدث فقط لأنهم رغبوا فى ذلك، وبعد كل هذه الأحداث والتحولات لا يزال الجميع فى انتظار العهد الجديد، وهل سيستعيد الأولتراس بريقهم الذى بدؤوا به فى عهد مبارك أما سيظل العار الذى لحق بهم فى عهد مرسى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.