أزمة ندرة المياه وتلوثها من أصعب الأزمات التي تواجهها مصر خاصة بعد أن أعلنت وقوعها تحت خط الفقر المائي عام .2007 المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي اعترف ل "المساء" بوجود مشكلة في قلة مياه الشرب في المحافظات خاصة في فصل الصيف حيث توقفت جميع مشروعات محطات مياه الشرب والصرف الصحي بعد ثورة 25 يناير مما نتج عن ذلك فجوة في إنتاج المياه وخاصة بعد أن زادت المباني العشوائية وزاد العداد السكاني.. ولكن خلال سبتمبر القادم وحتي نهاية العام سيتم افتتاح مشروعات كثيرة بجميع المحافظات.. سوف تقضي علي جميع المشاكل وسيكون الصيف القادم أفضل وأحسن حالاً. وعن تلوث المياه أكد العميد محيي الصيرفي المتحدث الرسمي للشركة القابضة أن تلوث المياه سببه بعض التصرفات الخاطئة من بعض المواطنين الذين يقيمون بإنشاء طلمبات حبشية علي الخطوط الناقلة للمياه وبالتالي يتم تلوث المياه مشيراً إلي أن الشركة وضعت رقم 125 للإبلاغ عن هذه الطلمبات. أكد د. ضياء القوصي خبير المياه والري أن محطات معالجة مياه الشرب ليست علي نفس الكفاءة من حيث الكمية أو امكانياتها علي المعالجة وإزالة المواد الملوثة فعندنا في مصر قائمة كبير من الملوثات وتكلفة التعامل معها كبيرة.. وتكون المحطات ذا الكفاءة العالية متمركزة في العواصم والأماكن المهمة مثل القاهرة والإسكندرية وهي ذات كفاءة عالية في كمية الانتاج ونوعيته لأنها تستخدم طرق معالجة للخاصة تقريبا وهذا غير موجود في القري والنجوع ولا حتي في عواصمالمحافظات وسبب ذلك هو ارتفاع 50 ملوثا فإنه يتم إزالة الملوثات الأشد خطورة فقط لأن كل ملوث تتم إزالته بطريقة عملية معينة تستلزم نفقات مضافة ويكون الملوثات الذي تتم إزالتهما هما الملوثات التي لها تأثير سريع علي الانسان مثل البكتريا القولونية والتي تسبب حالة قئ واسهال جماعي في حالة تلوث المياه بهذين الملوثتين. أضاف د. ضياء القوصي أن تلوث المياه في مصر قنبلة موقوتة تهدد حياة المصريين وأن حوالي 38 مليون شخص يشربون مياها ملوثة وان الملوثات الصناعية غير المعالجة أو المعالجة جزئيا التي يقذف بها في عرض مياه النيل بنحو 4.5 ملايين طن سنويا مما ينتج عن ذلك ارتفاع نسب حالات التسمم في جميع المحافظات. أكد محمد شبيب رئيس شركة مياه قنا سابقا أن متوسط استهلاكنا لمياه الشرب لكل أسرة يصل إلي 300 لتر في اليوم وهو يفوق المعدلات العالمية التي تصل الي 200 لتر فقط في المناطق الحضرية و100 لتر في المناطق الريفية مشيرا إلي أن الزراعة في مصر وحدها تستهلك حوالي 80% من إجمالي استهلاك مصر من المياه ولذلك هناك حاجة ماسة إلي ترشيد المياه المستخدمة في عملية الزراعة.. موضحا بأنه نتيجة طرق الري التقليدية فإن النبات يستفيد من هذه الكمية 10% فقط والباقي يتم فقده. قال د. أحمد فوزي استاذ هيدولوجيا المياه أن الحكومة تنفق علي شبكات المياه 3 ملايين جنيه يوميا علي شبكات الصرف بما يكلف الدولة سنويا ما يقرب من المليار جنيه.. مشيرا إلي أن التخطيط لم يراع اتجاهات الزحف العمراني الحالي أو المستقبلي الأمر الذي نتج عنه العديد من المشاكل ومنها حرمان بعض المناطق خاصة في نهاية الشبكات من مياه الشرب النقية وضعف كميات المياه الواردة إلي بعض المناطق وأيضا نتيجة ارتفاع الضغط تحدث شروخ في المواسير وتسرب المياه للتربة المحيطة بالشبكات وعند انخفاض الضغط ينتقل الماء الملوث من باطن الأرض إلي مواسير الشبكات ومنها الي المواطنين. د. مغاوري شحاتة استاذ الري هناك جزء كبير من المشكلة يكمن في أن شبكات المياه في مصر مصنعة من مواد محرمة دوليا مثل مادة الاسبستوس ولم تجدد هذه الشبكات بعد أن ثبت ضرر المادة المصنعة منها كما تعاني البنية التحتية لشبكات المياه من قصور في الصيانة وكذلك محطات المياه وكذلك طرق المعالجة القاهرة في بعض المحطات. ويؤكد مغاوري أن حجم المشكلة تلوث مياه الشرب في الريف تكون أكبر من أي مكان آخر وذلك لعدم وجود صرف صحي في الكثير من القري وتعتمد هذه القري علي استخراج مياه الشرب من المياه الجوفية التي تكون مختلطة بمياه الصرف.