نحن المصريين لا يعنينا من قريب أو بعيد ان يبقي اردوغان رئيساً لتركيا أو يرحل فهذا قرار الشعب التركي ذاته.. لكن من حقنا أن نحلل ما حدث هناك ليل أمس الأول.. ما حدث "انقلاب تايواني ساذج" صناعة اردوغانية.. السيناريو هابط. والتنفيذ مفضوح. والأهداف واضحة. اردوغان قطع كل روابطه بجيرانه ولم يعد له صديق أو حبيب سوي قطر : روسيا بسبب اسقاط الطائرة. واسرائيل نتيجة حادث السفينة مرمرة. وسوريا لتدخله السافر ضدها ودعمه للإرهاب الداعشي. والعراق نفس الشئ. وايران بسبب مساندتها بشار الأسد. ومصر غضباً من ثورة 30 يونيه التي اطاحت باخوانه وبددت حلمه في حياء الخلافة العثمانية.. والكارثة انه اعتبر كل هؤلاء اعداء لبلاده وغذي شعبه بذلك.. ثم فجأة يعتذر علناً لروسيا ويتصالح مع اسرائيل مع انه صاحب حق ويتودد لايران بعد أن استردت اموالها المجمدة حتي ينال نصيباً من التورتة مما هز صورته بعنف في عيون الشعب. لم يتوقف عند هذا بل انه سعي لابتزاز الاتحاد الأوروبي بحدوتة المهاجرين ورغبته المحمومة في الانضمام للاتحاد بأي ثمن.. اضافة الي موقفه المناهض لرغبة أمريكا بالنسبة للأكراد. كل هذا اثر بشكل كارثي علي اقتصاده ودفع ثمنه المواطن التركي.. كما ان طبيعته الدموية دفعته الي كبت الحريات وهو ما اوجد ثغرات أمنية فادحة نفذ منها الإرهاب الذي يدعمه. الأرضية اذن في تركيا كانت مهيأة فعلا لحدوث انقلاب عسكري وقد التقط اردوغان هذا الخيط ليقلب به الطاولة علي مناوئيه واحكام قبضته اكثر علي الجيش.. فماذا فعل؟؟.. قرر التخلص من العناصر الخطرة عليه في المؤسسة العسكرية ووجد ان الفرصة مواتية.. يفتعل انقلابا يتهم بارتكابه قيادات الجيش الغاضبين منه بسبب سياساته الداخلية المهترئة والخارجية الضعيفة مع اعداء تركيا كما صورهم هو لشعبه.. نعم.. كان ينوي ان يطيح بهم نهائياً من الجيش الشهر القادم وهو الموعد السنوي لغربلة القيادات العسكرية ولكن خوفا من الانقلاب الحقيقي عليه اذا ما اطاح بهم سلمياً فقد عاجلهم بتدبير هذا الانقلاب المزعوم ليحاكمهم ويتخلص منهم نهائياً. اكرر.. انها محاولة انقلابية تايوانية صنعها اردوغان بسذاجة تصل الي درجة العبط.. ومن لا يصدقني فليتأمل الآتي : * من هم منفذو الانقلاب تحديدا؟؟.. ما اعلن حتي الآن انهم قيادات صغيرة لا يساندها غالبية الجيش.. فأي عقل يسمح لصاحبه بأن يغامر بحياته من أجل عملية هزلية غير مضمونة..؟؟ * انقلابيون - كما قال اردوغان - اي انهم ضده هو وحكومته.. فهل يعقل ان يضربوا البرلمان والشرطة المدنية بالطائرات ويرتكبوا تفجيرات في مطار اتاتورك الدولي؟؟.. هل من المعقول ان يعادوا الشعب بلا سبب؟؟.. فمن سيكون ظهيرهم إذن..؟؟ * حسب زعم ازدوغان فانه فوجئ بالمحاولة الانقلابية اي انه لم يكن يعرف بها.. فكيف عرف يقينا ان وراءها عبدالله جولن المقيم بأمريكا؟؟.. يمكن مكشوف عنه الحجاب..؟؟ * أردوغان في كلمته عبر تطبيق "سكايب" دعا الشعب الي النزول للشارع لحماية الديمقراطية فنزل بضعة آلاف وليس ملايين.. فهل هؤلاء الآلاف لديهم القدرة علي دحر انقلاب عسكري لو كان فعلا انقلابا..؟؟ * اردوغان بعد اعلان فشل الانقلاب المزعوم توجه الي اسطنبول ووقف وسط الناس فهل من المنطق ان يقف رئيس يتعرض لانقلاب وسط الجماهير هكذا في امان؟؟.. الم يخش اندساس احد خصومه بينهم لاغتياله؟؟.. يقينا لم يخش لأنهم جميعا انصاره وليسوا جموع الشعب كما زعم.. وارجعوا للفيديوهات وتابعوها بعيون فاحصة لتتأكدوا من ذلك. كل هذا وغيره يؤكد انه "انقلاب تايواني ساذج" كتب السيناريو واخرجه برداءة اخوانية اردوغان شخصيا وستكون له نتائج كارثية علي تركيا حيث سيتحول اردوغان من اليوم الي نمر مفترس يزيد من عدائه بالداخل والخارج.. وكلمة النهاية لم تنزل بعد.