في القرن الواحد والعشرين مازالت هناك قري تعيش في ظلام العصور الوسطي وهي قري مركز أسوان التي تفتقر إلي كثير من الخدمات فحتي الآن لا يوجد بها صرف صحي اطلاقا مما أدي إلي لجوء الأهالي إلي نظام الطرنشات وحفر الآبار لمياه الصرف الصحي وهذا النظام أدي إلي انتشار الأمراض والحشرات السامة بهذه القري التي تشيد المنازل من الطوب اللبن ودخلت في مرحلة الانهيار بسبب تسريب مياه طرنشات الصرف الصحي اليدوي. يقول أحمد عبدالراضي محاسب: دخلنا في القون 21 ونفتقر إلي مقومات الحياة الحديثة وأقلها توصيل مشروع الصرف الصحي لأكثر من 10 قري متجاورة في مركز أسوان مما أدي إلي قيام الأهالي بحفر طرنشات وآبار بأعماق داخل المنازل ويتم نزحها بمعرفة عربات الكسح الخاص كل 15 يوما والتي تكلفنا مصاريف كثيرة جدا وبأسبقية الحجز للعربة. أضاف: الغريب أنه لا أحد يستطيع تطوير منزله خوفا من الانهيار في أي لحظة بسبب تسرب مياه آبار الصرف الصحي تحت المنازل التي قامت علي الطوب اللبن وهي آيلة للسقوط ويوجد في القرية شباب يحمل اللاب توب وأحدث الموبايلات ويسكن في منزل من الطوب اللبن وبدون صرف صحي وبجانب ضعف التيار الكهربي ولا نبعد كثيرا عن مدينة أسوان ابتداء من أول قرية 2 كيلو أو أبعد قرية 30 كيلو فقط وأكثر الأهالي مصابة بالفشل الكبدي والكلوي في هذه القري بمركز أسوان. سعد الدين محمد طه موظف: الخطورة الكبيرة التي تعاني منها هذه القري ابتداء من قرية الجزيرة أول قرية حتي العقبة الكبيرة هو أن مياه الطرنشات وآبار الصرف الصحي تختلط بمياه الشرب مما أدي إلي انتشار الأمراض الخطيرة وهناك احصائية بمديرية الصحة تثبت أن اكثر نسبة مريضة بالفشل الكبدي والكلوي في هذه القري بالرغم من أن الصرف الصحي موجود في قرية الجعافرة القريبة والتي كانت هناك شركة كبيرة تقوم بالعمل في مشروع الصرف الصحي ولكن أين هذه الشركة فجأة توقف العمل بالمشروع لذا نجد قرية الجعافرة أهلها قاموا بالتطوير بها وإنشاء مبان حديثة بدلا من العشوائية وهذا بسبب الصرف الصحي وحتي الإنارة والكهرباء دائما في انقطاع وضعيفة جدا وطرقنا أبوابا كثيرة حتي نواب البرلمان تركونا نواجه مشاكلنا بدون حل. هناك أيضا ترعة مخصصة لمياه ري الزراعات تم اختلاط المياه بمياه الآبار والطرنشات ومن كثرة اهمال مجلس المدينة الذي كان يقوم برفع القمامة من داخل الترعة وبصفة دورية وتركها الآن بدون هذه الخدمة منذ أكثر من سبع سنوات تجمعت فيها الحيوانات الميتة وأفلاق النخيل وقمامة المنازل وتحولت إلي مستنقع كبير يوزع الأمراض علي القري بجانب الصرف الصحي الذي يحلم به أكثر من حوالي 75 ألف نسمة يعيشون في العصور الوسطي بسبب الكهرباء والصرف الصحي ومنازل آيلة للسقوط ومياه ملوثة.