للرجال مواقف خاصة في أوقات. تعبر كلماتهم عن الرأي بشجاعة وقوة تؤكد الوقوف مع الحق بعزيمة ونبرة تنطق بالصدق وتدعم الرأي بالحجة وتلك هي طبيعة رجل من السابقين في الاسلام انه المقداد بن عمرو بن تعلبة والمعروف بالمقداد ابن الاسود واشتهر بالاسود لأن المقداد تحالف مع الاسود بن عبد يقوت الزهري فتبناه ولذلك نسب اليه ايا كانت الصفة فالرجل من السابقين في الاسلام ومن المصادفات في حياته انه خرج مع المشركين الي أرض الحبشة في محاولة للتوصل للمسلمين بينما كان هناك جمع من المشركين تحت قيادة عكرمة بن أبي جهل وقد شاءت الأقدار ان تقع مواقف بين المشركين والمسلمين في الحبشة فانحاز المقداد للمسلمين حيث كانوا تحت قيادة عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول الله صلي الله عليه وسلم في سرية إلي هناك ولذلك ظل هناك ولم يستطع الهجرة الي المدينةالمنورة التي هاجر اليها رسول الله وبعد سرية ابن الحارث هاجر الي المدينة. وقد تجلت مواقف المقداد بن عمرو والشهير بالأسود وذلك حين استشار رسول الله صلي الله عليه وسلم الناس في السير الي بدر لقتال المشركين وقد قام أبوبكر رضي الله عنه فقال وأحسن في كلامه مؤيداً رسول الله صلي الله عليه وسلم خاصة ان المشركين وقريشا قد تجاوزوا في عدوانهم وكذلك قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال فأحسن في كلامه ومعبراً عن تأييده لرأي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد ذلك قام المقداد بن الاسود فقال معبراً عن موقف جريء ونوايا خالصة لنصرة الله ورسوله قال المقداد: يا رسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسي: اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون ثم مضي يؤكد: فوالذي بعثك بالحق نبيا لو سرت بنا الي برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتي نبلغه "وبرك الغماد مكان يبعد عن مكة مسافة السير خمس ليال. وبعد ان انتهي المقداد من كلامه أثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم خيراً ودعا له صلي الله عليه وسلم تلك هي معادن الرجال تظهر وقت الشدة وها هو المقداد يؤكد هذه الحقيقة ضارباً المثل بقوة الرأي والتعبير عنه بشجاعة خاصة أنه يري أن هذا طريق وان المسلمين قد ظلموا فترات طويلة. وقد توجه جيش المسلمين الي حيث موقعة بدر ومن الأمور التي نقلتها كتب السيرة والتراجم ان المقداد كانت له فرس يخوض بها المعارك وهي الفرس الوحيدة في بدر وقد شهد المقداد مع الرسول غزوة أحد وشارك في سائر المشاهد والحروب التي خاضها رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان صاحب عزيمة قوية ورأي ينطق به بكل جرأة وغير هياب لأي مشاهد أو معارك يخوضها هؤلاء هم أهل الإيمان مواقف ثابتة وانحياز للحق والعدل وغداً نستكمل الحديث عن المقداد بن الاسود باذن الله.