فى البداية عندما أردت الحديث عن المقداد بن عمرو ما دفعنى الى هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم له امام جمع من الناس : ( إن الله أمرني بحُبِّك وأنبأني أنه يُحبك )000 وعن حياة المقداد أقول : المقداد بن عمرو حالف في الجاهلية ( الأسود بن عبد يغوث ) فتبناه ، فصار يدعى المقداد بن الأسود حتى إذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني ، نُسِبَ لأبيه (عمرو بن سعد )، وكان المقداد من المبكرين بالإسلام ، وسابع سبعة جاهروا بإسلامهم حاملا حظه من أذى المشركين ، وقال عنه الصحابة ( أوَّل من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود )000وكان حسن الإسلام استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في استعدادهم لقتال قريش ، فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال ( يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى (* اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنتا قاعدون *) 0 ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى بَرْك الغِماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- خيرا ودعا له000وكان فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير ( المقداد بن عمرو ) ، ( مرثد بن أبي مرثد ) ، ( الزبير بن العوام ) ، بينما كان بقية المجاهدين مشاة أو راكبين إبلا000 لقد كان المقداد دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إن السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتن )000ومن مظاهر حكمته طول أناته في الحكم على الرجال وحكمه الأخير على الرجال يبقيه الى لحظة الموت ، ليتأكد أن هذا الذي يريد أن يحكم عليه لن يطرأ عليه أي تغيير000 ومن حكمته الموقف التالي الذي يرويه أحد الرجال فيقول جلسنا إلى المقداد يوما ، فمرَّ به رجل فقال مُخاطبا المقداد ( طوبى لهاتين العينين اللتين رَأَتَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والله لَوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت )000فأقبل عليه المقداد وقال ( ما يَحْمِل أحدكم على أن يتمَنّى مشهداً غَيَّبَه الله عنه ، لا يدري لو شهدَه كيف كان يصير فيه ؟؟ والله لقد عاصَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ كَبَّهُمُ الله عز وجل على مناخِرِهم في جهنم ، أوَلاَ تحمدون الله الذي جَنَّبّكم مثل بلائهم ، وأخرجكم مؤمنين بربكم وبنبيكم )000 وحب المقداد -رضي الله عنه- للإسلام ملأ قلبه بمسئولياته عن حماية الإسلام ، ليس فقط من كيد أعدائه ، بل ومن خطأ أصدقائه ، فقد خرج يوما في سريَّة تمكن العدو فيها من حصارهم ، فأصدر أمير السرَّية أمره بألا يرعى أحد دابته ، ولكن أحد المسلمين لم يحِط بالأمر خُبْرا فخالفه ، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق ، أو لا يستحقها على الإطلاق ، فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح فسأله فأنبأه ما حدث ، فأخذ المقداد بيمينه ومضيا صوب الأمير ، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له ( والآن أقِدْهُ من نفسك ، ومَكِّنْهُ من القصاص )000وأذعن الأمير ، بيد أن الجندي عفا وصفح وانتشى المقداد بعظمة الموقف وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة ، فراح يقول ( لأموتَنَّ والإسلام عزيز ) وما أريد الاشارة اليه عن مدى حب هذا الرجل رضى الله عنه الذى شعر بمسئولية تجاه الاسلام فكرس حياته بأخلاص من أجل الاسلام ونتعلم منه المسئولية وحب العمل من أجل الرقى بشىء نحبه ونعتز به ونحن اذا كنا نحب الاسلام فلابد من الاخلاص فى العبادة والعمل على ارضاء الله تعالى واذا كنا نحب مصر فعلينا العمل بأخلاص من أجل اعادة مصر الى وضعها الطبيعى بعد الآثار الجانبية الخطرة التى ترتبت على نكسة يناير عام 2011 يارب وفقنا لمافيه الخير لارضاءك ومن أجل بلادنا مصر