في الوقت الذي يحاول فيه الزميل يحيي قلاش نقيب الصحفيين وأعضاء بمجلس النواب وشيوخ المهنة وكبار الكتاب إنهاء الأزمة التي نشبت بين النقابة ووزارة الداخلية. نجد هناك من يحاول التصعيد من جديد وإشعال النار كلما شعر بأن الأزمة اقتربت من نهايتها وأن النار أوشكت علي أن تخمد. الجهود تتوالي لتوحيد الصف في هذا التوقيت الحرج الذي يسعي فيه البعض لشد النقابة لطريق الصدام ليس مع وزارة الداخلية فقط ولكن مع رئيس الوزراء. بل ورئيس الجمهورية. وقد ظهر ذلك واضحاً خلال الوقفة الاحتجاجية التي تمت علي سلالم نقابة الصحفيين أمس الأول والتي اشتملت علي هتافات ضد وزير الداخلية ورئيس الجمهورية شخصياً. لن أتناول هذه الهتافات لأنها تحمل سباباً من فئة تضم- كما قال الخبر المنشور وقتها علي موقع المصري اليوم- عشرات الصحفيين وممثلي النقابات المهنية والعمالية بهدف دعم "قرارات الجمعية العمومية الطارئة".. هكذا قال الخبر. تنقلت بين الأخبار المختلفة علي مواقع إلكترونية عدة فوجدت خبراً مُجهّلاً منشوراً علي موقع "الوطن" يقول إن أحد أعضاء مجلس نقابة الصحفيين ولم يذكر اسم هذا العضو- دعا لإجراء محاكمة داخل النقابة لوزير الداخلية تتناول عرض الاتهامات الموجهة للوزير ثم النطق ضده بالحكم في نهاية الجلسة. ما هذا؟ ومن هذا العضو الذي كلما انطفأت النار يشعلها؟.. هذا العضو وإن كان يحمل كارنيه نقابة الصحفيين فإنه لا ينتمي إلي مهنة الصحافة التي تحرص علي استقرار الوطن. ولا يمثل غالبية الصحفيين. ويكاد الوسط الصحفي يكون قد عرف بالضبط مَن مِن أعضاء مجلس النقابة وراء إشعال الأزمة وشعوره بالهزيمة أمام أية مجهودات لاحتوائها. ومن مصلحته أن يظل الموقف متأزماً. وفي الوقت الذي عبر فيه الرئيس السيسي خلال افتتاحه مشروعات بمدينة بدر يوم الخميس عن تقديره للإعلام والدور الوطني لنقابة الصحفيين. وهو ما اثني عليه مجلس نقابة الصحفيين وشكر الرئيس عليه. فإنني أستغرب من ترك سلم نقابة الصحفيين لكل من هب ودب سواء من الصحفيين أو غيرهم لتنظيم وقفات تحمل إساءات لأجهزة الدولة أياً كان هذا الجهاز وأياً كان موقف النقابة منه.. فالصحفي يبدي رأيه بقلمه وليس بحنجرته. يعرض وجهة نظره علي صفحات جريدته وليس في الشوارع وعلي السلالم. فوسيلة الصحفي غير وسيلة الآخرين من أعضاء النقابات الأخري الذين يندس بعضهم مدفوعين بأجندات نعرفها جميعاً للوقيعة بين نقابة الصحفيين وأجهزة الدولة. أتمني من الزميل يحيي قلاش نقيب الصحفيين استصدار توصية من مجلس النقابة بمنع وقوف أي أشخاص علي سلم النقابة علي الأقل خلال الفترة الحالية ولحين انتهاء الأزمة مع وزارة الداخلية. وأيضاً منع أي عضو بمجلس النقابة من الإدلاء بأية تصريحات علي أن يكون هو شخصياً "نقيب الصحفيين" المتحدث الرسمي باسم النقابة حتي لا نفاجأ بتصريح شارد من هنا أو هناك يزيد الأزمة اشتعالاً من جديد.