من الواضح أن العلاقة بين عماد متعب مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي وصلت إلي طريق مسدود بين اللاعب ومديره الفني الهولندي مارتن يول من ناحية ومع إدارة ناديه من ناحية أخري.. فقد جاءت تصرفات متعب الأخيرة والمفاجئة في مباراة الأهلي مع يانج التنزاني عندما طلب منه يول الهولندي التسخين لنزول الملعب بمثابة صدمة للجميع لكونها افتقدت لأبسط قواعد الالتزام والانضباط لقواعد الاحتراف فاللاعب رغم نجوميته وشعبيته وتاريخه الحافل بالانجازات نسي إنه لاعب محترف وهو ما يعني انه في خدمة وتحت أمر مدربه وناديه وأن قضية اشتراكه في المباريات ليست من مسئولية اللاعب.. ولكنها طبيعة اللاعب المصري الذي مازال يعيش في عصر الهواة ناسيا الملايين التي يتقاضاها من ناديه والتي تعني انه موظف ومهنته كرة القدم وأن عقد عمله مع ناديه يلزمه بتنفيذ تعليمات مدربه وناديه مقابل الملايين التي يتقاضاها متي يلعب..؟ ومتي يجلس علي دكة البدلاء؟!.. ومتي يتدرب..؟! وأيضا مواعيد نومه وتجنب السهر بما يضمن الحفاظ علي صحته العامة ولياقته البدنية.. ولكن للأسف اللاعب في مصر نجده يثور ويغضب ويدخل في مشاكل مع مدربه لجلوسه علي دكة البدلاء.. ورغم حرص سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالقلعة الحمراء نفي الواقعة لعدم افساد فرحة الأهلي بفوزه الغالي علي يانج التنزاني والتأهل لدوري المجموعات في بطولة الملايين الافريقية لدوري الأبطال.. ولكن ما جاء علي لسان عماد متعب بأنه يدرس اعلان اعتزاله في نهاية الموسم يؤكد أن شعور اللاعب ماكينة الاهداف الحمراء في زمن ما انه أصبح خارج حسابات الهولندي يول تماما وانه من الأفضل اتخاذ قرار الاعتزال.. وأنا شخصيا أري أن رحلة عماد متعب نجم منتخب مصر والأهلي صاحب العديد من الانجازات الدولية والمحلية قد وصلت إلي المحطة الأخيرة فتلك سنة الحياة بفعل عامل السن وأن الوقت قد حان ليبدأ مرحلة جديدة في عالم الساحرة المستديرة الاستفادة من خبراته المتنوعة في مجال التدريب أو الادارة الرياضية.. ولكن انتهز الفرصة لأقول للاعب المصري الذي مازال يتعامل مع مفهوم الاحتراف بعقلية الهواة ولا يعرف عنه سوي اغتراف الملايين.. انظر لنجم وأسطورة الكرة الايطالية فرانشيسكو توتي ملك روما وقائد وهداف فريق الذئاب النادي الذي يلعب له نجمنا الفذ محمد صلاح ففي مباراة نادي روما مع تورينو في الدوري لعب توتي قبل نهاية اللقاء بست دقائق واستطاع هذا الاسطورة الايطالية أن يقلب الطاولة علي تورينو وأن يحول تأخر روما 1/2 إلي فوز كبير 3/2 بعد أن نجح توتي بمهارة وبراعة اللاعبين الأفذاء في تسجيل هدفين متتاليين ورغم حجم هذا النجم الايطالي وتاريخه العظيم كأحد أبطال كأس العالم عام 2006 غير اننا نجده يعطي النموذج والقدوة في التزام اللاعب وانضباطه واحترامه لإرادة مدربه سياليتي لأن توتي الاسطورة الايطالية يعرف واجباته وحقوقه في عالم الاحتراف.. وندعو الله أن يأتي اليوم الذي تطبق فيه الكرة المصرية الاحتراف الحقيقي بدلا من نظام الاغتراف الذي غرقت فيه منذ عام 1990 ومازالت عاجزة عن النجاة منه. مع خالص تقديري للدور الكبير الذي لعبته الجماهير في دعم قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في مباراتي دور ال 16 لبطولة كأس الملايين الافريقية لدوري الأبطال والمشهد الرائع الذي ظهر عليه استاد برج العرب وبتروسبورت وكان هذا الحضور سببا رئيسيا في تحفيز نجوم الأهلي والزمالك وشخذ هممهم واستنفار طاقاتهم حتي حققوا الفوز بجدارة علي يانج التنزاني وبجاية الجزائري وللحديث بقية.