منذ قديم الأزل هناك فريق من الناس يتقولون الأقاويل ويحرفون الحقائق زورا وبهتانا وإمعاناً في الضلال. وقد حكي القرآن جانباً من هذه الأساليب التي جاءت عن بعض الذين أزاغ الله قلوبهم عن الحق. وأعمي بصيرتهم ومن ذلك قول الحق تبارك وتعالي في سورة البقرة منبهاً ومعلماً ومحذراً من تلك الأساليب التي تعتبر من الآفات الضارة التي تصيب المجتمع والأمة في مقتل. تلك هي آيات الله تدق ناقوس الخطر لهؤلاء الذين يتخذون السحر وسيلة لإرهاب الناس والإضرار بهم ومحاولتهم للوقيعة بين الرجل وزوجته في سبيل التفريق معتمدين علي السحر والشعوذة كأسلوب لهدم الأسر وهو طريق الضلال والإفك والبرهان مستغلين سذاجة البعض واستخدام بعض كلمات الله في هذا المنعطف الخطير الهدام وبين لنا جميعا هذا المنزلق الخطير الذي انحدر هؤلاء إليه حيث يقول الله: "واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتي يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما اشتروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون" 102 سورة البقرة. انه تعليم لأبناء الإسلام في القرن الواحد والعشرين. وليحذر الذين اتخذوا مثل هذه الأساليب التي استخدمها هؤلاء الشياطين من بني آدم إذ زعموا أن سليمان ليس نبيا ولا رسولا ينزل عليه الوحي بل كان ساحرا يستخدم السحرة لكي يستمد منهم القوة وان هذا الطريق كان الوسيلة التي وطد بها سليمان ملكه وجعله يسيطر علي الجن والطير والرياح فنسبوا بذلك الكفر لسليمان ولكن نبي الله ما كفر ولكن هؤلاء الكفرة هم الذين زينوا ذلك وادعوه زورا وبهتانا. ومازال هذا الطريق يسلكه كثير من هؤلاء المردة في عصرنا الحاضر رغم تقدم العلم وانتشاره. ورغم ان الله قد حذر من هذا المنزلق منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان. ومضت آيات الله توضح للبشر مدي إفراط هؤلاء الشياطين في تزيين الغواية للناس ويتقولون الأقاويل وأخذوا يعلمون الناس السحر من عندهم ومن آثار ما انزل ببابل علي الملكين هاروت وماروت مع ان هذين الملكين ما كانا يعلمان أحداً حتي يقولا إنما نعلمك ما يؤدي الفتنة والكفر فاعرفه واحذره وإياك والعمل به. لكن ما أشبه الليلة بالبارحة فمازال لدينا فريق من هؤلاء تعلموا السحر وأخذوا ينفثون سمومهم ويوهمون الناس بأباطيلهم وأقوالهم الأخاذة التي تنفذ إلي قلوب العامة والمتعلمين ولم ينصتوا إلي النصيحة التي جاءت في الآية الكريمة. وقد تقولوا الأقاويل واستخدموا الطلاسم كوسيلة لبث الفرقة وزعزعة الايمان في القلوب. وسوف يظل تحذير الله لهؤلاء الشياطين ناقوس خطر يؤكد للناس جميعا ان الذي بيده النفع والضر هو الله وأن من يتمسك بالايمان بالله ويحافظ علي الصلاة ورعي الله في كل شئونه فلن يستطيع هؤلاء الشياطين النيل منه بأي وجه من الوجوه. وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله. وعلي الناس الحذر من هؤلاء الشياطين من الإنس. وقانا الله شر السحر والسحرة.