منتهي العبث أن يكون سبب سحب الثقة من مجلس إدارة اتحاد الكتاب هو كرتونة مياه معدنية اشتراها د. علاء عبد الهادي رئيس الاتحاد وطلب أن تتحمل ميزانية الاتحاد ثمنها ويرفض الأمير أباظة أمين الصندوق ذلك. وهو المعروف بأن حساباته وكشوفاته بالمليم وكأنه الماسك علي جمر من نار. وتتوالي الأحداث وكأنها قصة درامية من النوع المأساة الملهاة التي تزدحم بالشخوص الذين يؤدون دور البطولة الجماعية ويأتي في مقدمتهم د. اسامة أبو طالب الذي يصل به الأمر إلي أن يتشكك في الدرجة العلمية التي يحملها رئيس الاتحاد وهي الدكتوراه ويطالبه بأن يثبت أنه حصل بالفعل علي الدكتوراه ويتعهد د. علاء عبد الهادي بتقديم المستندات التي تثبت أنه حاصل علي الدكتوراه بالفعل ثم يذهب الأمر جفاء. وتتصاعد الأزمة حتي العقدة ويصبح رئيس الاتحاد أمام حالة جماعية من التفكك وتقديم الاستقالات حتي وصل عدد من قدموا استقالاتهم إلي نحو 20 عضوا من أعضاء مجلس الإدارة الثلاثين إلي جانب من وعدوا بتقديم استقالاتهم خلال الأسبوع القادم. ويرضخ رئيس الاتحاد تحت وطأة الأزمة العقدة ويعلن استعداده لأن يجلس مع الأعضاء المستقيلين ويستمع إلي مطالبهم وينفذها. ألسنا أمام قصة عبثية أبطالها 30 عضوا هم صفوة أكثر من 4 آلاف عضو هم مجموع أعضاء اتحاد الكتاب. لم يكن بينهم رجل رشيد يلم الشمل ويمنع أن تصل الأمور إلي انعقاد الجمعية العمومية بعد عام واحد من تاريخ عمله. لسحب الثقة من ذلك المجلس الذي لم يفكر أي عضو فيه إلا في مصلحته الشخصية وليس مصلحة المجموع. الكل مدان وعيب وألف عيب أن تعبر تلك الأزمة عن النماذج التي تدير اتحاد كتاب مصر وتحتل مواقع شغلها من قبل الرموز الوطنية والثقافية والفكرية من أمثال يوسف السباعي ونجيب محفوظ ويحي حقي وثروت أباظة وفاروق شوشة ومحمد جبريل وغيرهم ممن كانوا جديرين بأن يمثلوا كتاب مصر ومبدعيها أمام العالم. هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون؟. علامة استفهام أتوجه بها إلي كل الذين قدموا استقالاتهم مزيدة بسؤال هام: قدمتم استقالاتكم من ماذا؟. ماذا قدمتم من أجل الصالح العام كممثلين لكتاب مصر حتي تقدموا استقالاتكم؟. ما المبادئ التي حملتموها علي أكتافكم وحاولتم تنفيذها بدلا من أن يقال إنكم بذلتم ما في وسعكم لتحصيل المكاسب الخاصة؟ الذين عملوا منكم للصالح العام كانوا قليلين. بل ربما لا أعرف منهم سوي د. زينب العسال التي يعرف عنها الجميع أنها جادة. ومن الظلم البين أن تجبر علي تقديم استقالتها حفظا لكرامتها ولفرصتها في المجلس المنتخب القادم. إنها المرة الأولي في تاريخ الاتحاد بل في تاريخ مصر أن تفوح رائحة عفنة من مركز اشعاع ثقافي بسبب الصراع علي المصالح الخاصة. اذهبوا جميعا إلي الجحيم أيها الشرفاء كما تقول بوسي الجحش.