لا شك أن عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة بسبب الثورات العربية أو ما يطلق عليها دول الربيع العربي لن تستمر طويلا وسيعود الاستقرار والأمن في القريب العاجل بعد تطهير البلاد من العناصر الفاسدة التي أجرمت في حق شعوبها ووضع الأسس السليمة لإقامة نظم ديمقراطية تحترم الإنسان وتعامله باحترام وبمساواة وطبقا للقانون لا غير. ومن أن الرؤية قد اتضحت في تونس ومصر حيث تم التخلص من رأسي النظام وهما زين العابدين بن علي وحسني مبارك إلا أن الوضع مازال يكتنفه الغموض في ليبيا وسوريا واليمن حيث يتمسك رؤساء تلك الدول الشقيقة بمناصبهم بصرف النظر عن الكوارث التي تحدث لشعوبهم. فالرئيس الليبي معمر القذافي قد أكد تمسكه بمنصبه حتي النهاية والنهاية عنده تدمير ليبيا والقضاء علي شعبها ولم يشفع للشعب الليبي ما نهبه القذافي وأفراد عائلته طيلة 42 عاماً ونفس الوضع بالنسبة للرئيس اليمني الذي حكم البلاد لمدة 32 عاماً ومازال متمسكاً بالسلطة رغم أن الحروق التي اصيب بها تتجاوز 40% أي أنه لن يستطيع العودة لحكم البلاد علي الإطلاق ومازال يدفع بلاده باتجاه الحرب الأهلية التي كان قد هدد بها في بداية انطلاق ثورة الشباب. والوضع متماثل في سوريا حيث يواصل النظام هناك بقيادة الرئيس بشار الأسد ملاحقة المتظاهرين وسحقهم والادعاء بالقيام بإصلاحات رغم أن الجميع يعلم ان هذا النظام قمعي ومستبد. لقد توقع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إمكانية ان تواجه دول الربيع العربي مستقبلا مضطرباً وصعبا بسبب الاقتصاد الهش لتلك الدول والنزاعات بين مختلف الفئات. بالإضافة إلي الحركات المضادة للثورة. ومع أن هذا الكلام صحيح تماما إلا أننا نثق بأن هذه الأوضاع ستتحسن قريبا جدا وسيعود الاقتصاد إلي سابق عهده وربما أقوي نتيجة الروح الجديدة التي بثتها الثورات العربية في شعوب المنطقة.