الجمعيات الأهلية في مصر كان لها دور كبير في قيام ثورة 25 يناير خاصة الجمعيات التي تعمل في العمل السياسي بالمخالفة لقانون الجمعيات الأهلية رقم 84 لسنة .2002 ورغم الخدمات الاجتماعية العظيمة التي تقدمها 52 ألف جمعية أهلية في مصر للفقراء والأرامل وأطفال الشوارع وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين إلا أن بعض النفوس الضعيفة استغلت بعض هذه الجمعيات للحصول علي معونات خارجية وإنفاقها في برامج التوعية السياسية أو برامج "تربية الثوار" وأصبحت أزرع لهدم الدولة لصالح دول أجنبية لذلك لابد أن نفرق بين جمعيات سياسية وجمعيات حقوقية لأن العمل السياسي مرفوض ومحظور في الجمعيات بحكم القانون أما جمعيات حقوق الانسان فهي احد الأهداف الاجتماعية لإنشاء الجمعيات. ولهذا يتساءل الجميع هل تستطيع الجمعيات التي تحصل علي تمويل خارجي أن تحرك المعارضين والشباب الصغير لهدم الدولة في ذكري الخامسة ثورة 25 يناير وللإجابة علي هذه الاسئلة واجهت "المساء" عز الدين فرغل رئيس الاتحاد الاقليمي للجمعيات الاهلية بالقاهرة للاجابة لاستيضاح الأمر وإلي نص الحوار هل صحيح أن التمويل الأجنبي للجمعيات الأهلية يتم توجيهه لجمعيات بعينها لخدمة أهداف خاصة؟ ** هناك مليار دولار هي حصيلة التمويل الأجنبي بعد ثورة 30 يونيو والحصول علي التمويل الاجنبي هي "مهنة الشطار" لأن الجمعيات التي تحصل علي التمويل لا تتعدي 200 جمعية من 52 ألف جمعية وذلك لان الجهات المانحة أو الممولة لا تهتم بقضية الأمية أو البطالة أو الفقر أو الزيادة السكانية التي تلتهم أي انجاز للحكومة وقد وجهنا نداء للجهات المانحة بضرورة توجية جزء من التمويل الأجنبي المخصص للجمعيات لصالح التنمية بأشكالها المختلفة وقد استجاب بعضها مثل الصندوق الايطالي الذي خصص 50 مليون دولار من دعم الجمعيات لهذا الغرض لذلك. * بعض الجمعيات تم تأسيسها لممارسة النشاط السياسي ومساندة تيارات سياسية معنية رغم مخالفة ذلك لقانون الجمعيات الأهلية ما ردك؟ ** القانون رقم 84 لسنة 2002 المنظم لعمل الجمعيات الأهلية حذر من قيام الجمعيات الأهلية بأي عمل سياسي داخل الجمعيات أو خارجها أو تكوين سرايا أو تشكيلات عسكرية أو تكوين أحزاب سياسية أو ممارسة أي أعمال تخص النقابات أو أحزاب وفي حالة مخالفة المادة "11" من القانون رقم 84 وممارسة عمل سياسي يتم حل مجلس إدارة الجمعية وعزل مجالس إدارتها لمخالفة الجمعية بشروط الترخيص. * هل تستطيح الجمعيات التي تنتمي لجذور إخوانية حشد الشباب لإثارة الفوضي في ذكري 25 يناير ؟ ** الجمعيات الإخوانية أصبحت "خيال مآته" ولا تستطيع حشد 100 شخص والسبب حل أكثر من 600 جمعية العام الماضي والتحفظ علي 1083 جمعية منهم 169 تم إشهارها في وقت حكم الإخوان ونحن نراقب مع وزارة التضامن أي محاولات من الجمعيات لحشد الشباب في ذكري ثورة 25 يناير لإثارة الفوضي أو مواجهة السلطات الأمنية وتكدير الأمن العام وأي مخالفات في أداء الجمعيات أو قيامها بالحشد لضرب الاستقرار ستواجه بحزم وبتطبيق القانون وسيصل الأمر إلي عزل مجلس إدارتها وحل الجمعية. * لكن هناك بعض الجمعيات تستغل الأطفال في بعض الجمعيات الأهلية لمساندة مواقف سياسية أو إثارة الرأي العام ضد مؤسسات الدولة؟ ** استخدام الأطفال الفقراء والأيتام لتحقيق مكاسب سياسية واستغلالهم في المظاهرات والاعتصامات بمساعدة الجمعيات الأهلية جريمة خطيرة ومرفوضة ولا يمكن السكوت عليها وعن طريق وزارة التضامن والمديريات بالمحافظات ومتابعة الاتحاد الاقليمي للجمعيات الاهلية يتم تحديد إسم الجمعية ومكانها وملفها وبالتالي توقيع الجزاء المناسب لاستغلال الاطفال ودفعهم لتحقيق مواقف تضر بالأمن القومي وتثير الفوضي وتضرب الاستقرار. * وما دور الأجهزة التنفيذية في دعم ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ ** لأول مرة يحضر الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة أحتفالات الجمعيات الأهلية بشكل أسبوعي حتي توزيع البطاطين علي البسطاء والفقراء بالاحياء الشعبية كان ولا يترك صغيرة أو كبيرة الا ويسأل عنها للتأكد من وصول المساعدات للفقراء وقيام الجمعيات الاهلية بدورها. * كيف تواجه 52 ألف جمعية في مصر قضية محو الأمية؟ ** الاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية بالقاهرة قام بتقديم مبادرة برعاية الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة بتوقيع عقد مبادرة سيطلق إشارة البدء بها المحافظ الشهر الجاري لفتح فصول محو الأمية في الجمعيات الأهلية بمشاركة 400 جمعية بمختلف أحياء القاهرة وستكون الفصول مفتوحة طول الفترة الصباحية والمسائية تحت شعار قهر الأمية بالعاصمة وسيكون عام 2016 هو عام العمل الأهلي والتطوعي مع وضع نظام لتحفيز الدراسين بفصول محو الأمية وتقديم حوافز ايجابية لهم. * ماذا يحمل كشف حساب الاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية لعام 2015 الماضي؟ ** قدمنا مبادرة مساندة متحدي الاعاقة ووفرنا 400 دراجة بخارية مجاناً وهذا لم يحدث في أي قطاع حكومي أيضاً قدمنا مساعدات للطلاب غير القادرين بالجامعات وتم دفع المصروفات وتقديم المستلزمات المدرسية لمئات من طلاب المدارس كما قدمنا أكثر من 200 وظيفة لمواجهة غول البطالة وذلك تحت رعاية د. غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي من خلال أكثر من ملتقي توظيف بعض الجمعيات الأهلية جمعيات عائلية تبحث عن البرح وتحقيق مكاسب أو الظهور والشو الاعلامي.. ما ردك؟ ** إنشاء الجمعيات حق أصيل كفله الدستور ولا يمنع القانون قيام أسرة من تأسيس جمعية أهلية وهناك جمعيات أهلية كثيرة معروفة بأسماء أشخاص وتعمل بكل نشاط ورغم أن هناك 52 ألف جمعية في مصر منهم 20 ألف جمعية في العاصمة إلا أن هذا العدد غير كاف لأن حجم مشاكل مصر الاجتماعية أكبر بكثير من عدد الجمعيات ولن تستطيع الحكومة وحدها حل كل المشاكل بدون مساعدة من منظمات المجتمع المدني والجمعيات مثل مشاكل البطالة والفقر وأطفال الشوارع ومحو الأمية والزيادة السكانية وعمالة الأطفال والتوعية الصحية ويجب علي الدولة تدعيم قدرات العمل التطوعي والمجتمع المدني. * ولكن هناك بعض الجمعيات ليس لها فائدة ولا تعمل شيء لخدمة العمل الأهلي والاجتماعي؟ ** 70% من الجمعيات الأهلية تقوم بعملها بقدر المستطاع وحتي جمعيات دفن الموتي وتكريم الانسان تعمل بكل جهدها لأداء دورها الاجتماعي والأهلي في خدمة أفراد الجمعيات والمواطنين وأيضاً الجمعيات التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة تقوم بدور مهم جداً بالتعاون مع وزارة التضامن في حماية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. * ما هو دور الجمعيات الأهلية في حماية المستهلك؟ ** حماية المستهلك هي قضية توعية وإدراك من المواطنين والجمعيات الأهلية وهي قضية مهمة جداً للحفاظ علي حقوق المواطنين ولابد من قيام الحكومة بإعطاء صلاحيات ومميزات قانونية لأفراد الجمعيات التي تعمل في مجال حماية المستهلك حتي يقوموا بعملهم في كشف قضايا الغش التجاري ومواجهة ارتفاع الاسعار بالمقاطعة أو الترشيد في الاستهلاك وأيضاً الكشف عن مصادر الغش التجاري ومصانع بير السلم التي توثر بالسلب علي الصحة العامة وتستنزف ملايين الدولارات سواء في التصنيع أو استيراد ليس لها قيمة. * ما رأيك في مقولة إنشا الجمعيات الأهلية اصبح هدفاً لتحقيق مكاسب؟ ** الجمعيات الأهلية ليست سبوبة وليس مهنة من لا عمل له وليست وجاهة اجتماعية وانما إنشاء الجمعيات هو تعميق لفكر المشاركة المجتمعية ومن يعتقد أن العمل الأهلي والاجتماعي والتطوعي شركة لكسب المال عليه أن يرحل ويبحث عن عمل في التجارة بدلاً من العمل التطوعي والأهلي.