منذ عام أعلن د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن مبادرة حكومية للقضاء علي ظاهرة التسول داخل المساجد واستنكر وقتها الظاهرة التي تتزايد أعدادها وتسيء لمصر وحضارتها العظيمة وصرح وقتها أن التسول يحول المساجد لأماكن لا تليق بالعبادة خاصة أن بعض المتسولين يفترشون الطرقات وأركان المساجد وأبوابها مطالباً بعدم دفع أموال للمتسولين أو الشراء من الباعة الجائلين وهم في الأساس متسولون حتي يمكن القضاء علي المشكلة ودفع الصدقات وأموال الزكاة لأماكن وجهات معلومة ومسجلة بشكل رسمي والحصول علي ايصالات معتمدة ومختومة. وزير الأوقاف معه كل الحق ونحن الآن في أمس الحاجة لتفعيل المبادرة بعد أن ابتكر المتسولون حيلاً وطرقاً جديدة للتسول جنباً الي جنب الطرق التقليدية المعروفة كالذي يقطع عليك الطريق وأنت تقف في اشارة المرور ويمسح زجاج سيارتك اجباري ثم يطلب المقابل أو من يفاجئك بمجموعة من التقارير الطبية المضروبة مطالباً بالمساعدة له أو لأحد أفراد اسرته أو من يحدث عاهة بساقه أو قدمه ويفاجئك بمنظرها المؤذي للنفس أو من يصطحب معوقاً علي كرسي متحرك ربما لا يمت له بصلة أو من يحبك قصة درامية أن حافظة نقوده قد سرقت وفي حاجة لثمن التذكرة السيناريو الشهير الذي نحفظه جميعاً فأصبحنا نري التسول بالنعناع والتسول بالليمون وبالمناديل وبيع السلع التافهة التي هي الأساس تسول مقنع سرعان ما يتحول الي تسول صريح.. والجديد في الأمر هو التسول باستخدام الثعابين وهو ما لجأ إليه أحد الباعة بقطار الصعيد مؤخراً وتحديداً بمحطة سوهاج وهو ما كشفته خدمة تأمين المحطة عندما قامت بتفتيشه واكتشفت اصطحابه لثعبان يقوم بإخراجه لركاب القطار بغرض التسول عندما يفشل في بيع الشرابات التي يتاجر بها وهو ما يؤدي الي اثارة الرعب بين جمهور الركاب الذين يضطرون لمساعدته بالمال حتي ينصرف بعيداً عنهم هو وما يحمله من أذي يهددهم. بصراحة الأمر فاق عن الحد ويلفت الانتباه وما يرتبط به من مشكلة سرقة الأطفال الرضع حديثي الولادة من المستشفيات وحوادث الخطف تراهم يومياً رغم الملاحقات الأمنية لهم إلا أنهم مازالوا يتواجدون بكثرة في وسائل المواصلات وبالقرب من محطات مترو الأنفاق وفي اشارات المرور وفي الشوارع التجارية بوسط البلد وعباس العقاد. في دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية كشفت أن هناك ما يزيد علي 11 ألف متسول وتحتل القاهرة المركز الأول بين المحافظات حيث بها 4333 متسولاً يليها الإسكندرية وبها 1572 متسولاً تصيبك الدهشة أنهم قادرون علي العمل وبكامل صحتهم استسهلوا التسول واتخذوا منه حرفة لأنها لا تحتاج الي امكانيات أو مهارات ومضمونة المكسب دون بذل أي جهد وكثيراً ما تفاجأ أنهم أصحاب أملاك وعقارات من عائد التسول وللأسف هؤلاء يضيعون الفرصة علي المحتاج الحقيقي. يبقي أن أشير الي أن القوانين التي تتصدي للتسول ترجع لعامي 1933 و1974 ولم تتطور منذ ذلك التاريخ وحتي الآن ربما القصور القانوني سبب في تفشي الظاهرة ليت مجلس الشعب أن يعيد النظر في صياغة هذه النصوص القانونية لتكون رادعة وتتصدي لظاهرة أقل ما توصف أنها قبيحة ومؤذية وضياع كرامة أصحابها جنباً الي جنب الجهود الأمنية لملاحقة هؤلاء الذين يسيئون للمجتمع ككل!! كلمات لها معني * دروس الماضي بداية لانجازات المستقبل. * أجمل ما يحدث في لحظات الخلاف هي الصراحة التي أخفتها المجاملات. * الدنيا يومان يوم لك ويوم عليك.. إذا كان لك فاحذر وإذا كان عليك فاصبر.