متسولات ومنحرفات يتسترن خلفه ابتكر متسولو الشارع، خلال الفترة الأخيرة "النقاب"، ليكون حيلتهم الجديدة فى النصب، واستجداء من أمامهم، ليتصدق بما قدره الله عليه، رأفة بحالها، التى تظهر من خلالها، والتى غالبًا ما تحمل على يدها طفلًا صغيرًا، أو توزع عليهم أوراقًا فيها حديث شريف أو آيات قرانية، أو طلب للمساعدة، وتدّعى أن "زوجها مريض وتعول أطفالًا، تحتاج مساعدة للإنفاق عليه وعلى أبنائها". متسولات النقاب، يخفين جزء من وجههن عن المارة حتى لا يعرف شكلهن، ويخترن أماكن مزدحمة أمام المساجد أو على أرصفة بعض الطرق يتقدمن للمارة ويستعطفونهم للحصول على بعض النقود، كما أن منهن من يتواجدن بكثرة وبشكل ثابت فى مداخل المواقف العامة وبالقرب من محطات المترو كما يتجولن داخل المترو نفسه، وأصبحن مألوفات للركاب الدائمين على استقلال تلك القطارات والأتوبيسات العامة، مشهد التسول بالنقاب لم يتوقف عند هذا الحد فقط، بل انحرف ووصل مداه إلى حد ارتكاب عشرات الجرائم تحت غطاء النقاب بدءًا من السرقة وحتى جرائم الخطف والقتل. مشهد بات يتكرر باستمرار وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وسط غياب أمنى حائر بين الأزمات التى تعانيها الدولة من مواجهة عنف مؤيدى تنظيم الإخوان والعناصر الإرهابية، وبين المجرمين ومرتكبى الجرائم، وتطور الأمر وتعدى الجرائم البسيطة إلى جرائم أكبر منها، وأخذت تلك المتسولات تستجدى سائقى "التكاتك" وسيارات الأجرة وتزعم بأنها تريد أن تصل إلى مكان ما، فتأخذ السائق إلى مكان بعيد، ليكون فى انتظاره عصابة كاملة تعتدى عليه بالضرب وتأخذ منه "التوكتوك" وما لديه من أموال، وربما ترتكب جرم القتل لكى تحصل على ماتريد، وهكذا تستمر الجرائم وتتوالى دون أن يكون هناك من يمنعها من قوات الأمن. الأمر الذى برره اللواء عبد الحميد زهران، الخبير الأمنى، بأن قوات الأمن غارقة فى المشاكل الأمنية المتعددة الآخرى، وصد عنف عناصر تنظيم الإخوان الذى لا ينتهى يوميًا، وأنهم كل يوم يفتعلون ويستحدثون طرقًا جديدة للعنف ومواجهة الأمن، مُشيرًا إلى أن للتسول عقوبة الجنحة. واعترف الخبير الأمنى، خلال تصريح خاص ل"المشهد"، بتقصير قوات الأمن فى تلك الناحية، ولكن ليس عن قصد متعمد، لكن انشغالها بجرائم أكبر ترتكب ضد الدولة، مُضيفًا أن على الشرطة أن تقوم بحملات لمكافحة تلك الجرائم. وأشار زهران إلى أن قانون التسول يحتاج إلى تعديل لأن عقوبته لا تتعدى الغرامة أو السجن. ومن ناحيته قال الدكتور محمد بيومى، أستاذ علم الاجتماع والنفس بجامعة عين شمس، "إن انتشار المتسولات هو إساءة للدين الإسلامى وإساءة للمرأة المنتقبة، فأصبح يؤخذ عن المرأة المنتقبة فى مجتمعنا أنها تتخفى من رذائل ترتكبها أو جرائم تتستر بالنقاب عنها. ورأى أستاذ الاجتماع وعلم النفس، خلال تصريح خاص ل"المشهد"، أن هذه الأفعال هى إساءة للدولة المصرية وليس للدين الإسلامى فقط، وأصبح التسول مهنة من لا مهنة له. وأضاف أستاذ علم النفس، بأنهن بتلك الطريقة تظهر متدينة، لتستعطف من أمامها من المواطنين، ولتدعى أنها إمرأة ملتزمة وأن الجاجة هى من دفعتها إلى هذا الطريق. وأوضح بيومى، أنه على الدولة أن تحاول القضاء على تلك الظاهرة، بإعلانها قرار بمواجهة المتسولين بكل حزم عن طريق تفعيل العقوبات بالحبس 6 سنوات للأطفال والبالغين 10 سنوات مع الشغل داخل المؤسسة. وأضاف، أن تراخى الدولة وغياب القانون سبب فى انتشار ظاهرة "المتسولات الاتى تتسترن وراء الزى الدينى". ..