قال المفكر السياسي والسفير السابق الدكتور مصطفي الفقي لأعضاء مجلس النواب إن في يد مصر أوراقاً كثيرة يمكن التعامل بها في أزمة سد النهضة لأن مصر ليست دولة "عريانة" أو "هفية" ولا مجردة.. وإنما هي دولة كبيرة وشريك بالأمم المتحدة. قال إن الاتفاق الثلاثي الذي وقعته مصر مع أثيوبيا والسودان أعطي شرعية لبناء السد.. والذهاب للدول المانحة لتمويل بنائه.. وأن وراء انسحاب المكتب الهولندي من الدراسات الفنية لمشروع السد أيادي خفية.. مشيراً إلي أن قضية مصر ليست في تناول المتاهات بين المكتبين الهولندي والفرنسي وإنما قضيتها حصتها من المياه وإعادة توزيع هذه الحصة. نعي الدكتور الفقي في الحديث الذي نقلته عنه الزميلة "الجمهورية" علي مصر قبولها الأمر الواقع بالنسبة لسد النهضة وعدم وجود تنمية مع أثيوبيا. حدد المفكر السياسي نقطتين تعرقلان تحرك مصر لضمان حصتها من مياه النيل.. وهما: * إن القاهرة لن تستطيع اللجوء لمحكمة العدل الدولية بشأن سد النهضة لأن هذه المحكمة لا تقبل القضايا إلا بموافقة الطرفين مشيراً إلي أن أثيوبيا لن ترضي بذلك. * إن أثيوبيا وإسرائيل تلعبان دوراً هاماً في ملف سد النهضة بهدف الوصول لمرحلة بيع مياه النيل.. وأن القضية تتمثل في أن إسرائيل تريد مياه النيل.. وهو لعبة كبيرة لتوصيل المياه لها عبر اتفاقيات. وقال إن مصر دائماً حريصة علي إقامة علاقات طيبة مع دول حوض النيل وأفريقيا وليس لدينا نية للإساءة لأحد.. وأن مفهوم العمل العسكري لم يعد له وجود علي الاطلاق ولا يجب الحديث عنه. وطالب الفقي مصر بالتواصل مع إسرائيل علي أساس أنها طهرت لهم سيناء من الإرهاب. وأبرمت مع إسرائيل اتفاقية سلام.. وذلك مبرر ليتوقفوا عن العبث في حوض النيل. إذن الدكتور مصطفي الفقي وضعنا أمام مشكلتين تحولان دون ضمان مصر حصتها من مياه النيل.. فقال إن أثيوبيا سترفض اللجوء لمحكمة العدل الدولية.. وهذا أول مأزق. ثم طالب مصر بالتواصل مع إسرائيل من منطلق أنها منعت تواجد الإرهابيين في سيناء وهو الأمر الذي كان يهدد إسرائيل.. ثم إن لنا معاهدة سلام مع الإسرائيليين. فإذا افترضنا يا دكتور مصطفي أن إسرائيل راوغتنا في ذلك- وأنت تعلم أنها دولة مراوغة- ويهمها أن تري مصر أكبر دولة عربية في المنطقة وقد تهددت حياة شعبها بنقص المياه.. إذن فما هو الحل؟! كنا نتنظر من سيادة السفير وهو الرجل السياسي المحنك أن يفتح لنا باب الأمل الذي ننطلق منه ولا يكتفي بغلق المنافذ فقط في وجوهنا.. وهو القائل إن مصر ليست دولة "عريانة" أو "هفية" ولا مجردة. إذن.. ماذا نفعل يا دكتور مصطفي؟ وما هي الطرق التي نسلكها؟! ولو كنت أنت وزيراً للخارجية كيف كنت ستتصرف؟! إننا جميعاً نعلم أن سد النهضة يقف حجر عثرة في حياة المصريين لأنه سيحرمهم من جزء من المياه التي تصل إليهم.. وكنا نتوقع أن يكون لديك الحل للتغلب علي العوائق التي ذكرتها.. فما هو الحل في رأيك؟! خاصة أنك قلت إن في يد مصر أوراقاً كثيرة يمكن التعامل بها في هذه الأزمة!! دلنا يا دكتور مصطفي علي هذه الأوراق التي نتعامل بها لترتاح نفوسنا ويبقي لدينا الأمل.