مستشار وزير الري: إثيوبيا أصبحت أخطر دولة تهدد مصالح مصر في حوض النيل دياب: حصتنا المائية مهددة بسبب السد الإثيوبي ولا أتوقع حرب مياه.. وهناك خطة إثيوبية لبناء 3 سدود آخرين وتخزين 200 مليار متر مكعب دياب: السودان تبحث عن مصالحها الشخصية في مفاوضات سد النهضة وإسرائيل تحرض الدول الإفريقية ضد مصر "إثيوبيا تعد الآن هي الأخطر على المصالح المصرية خاصة مع بنائها لسد النهضة الذي أصبح أمرا واقعا فرضته إثيوبيا على مصر، هذا ما قاله الدكتور مغاوري شحاتة دياب خبير المياه العالمي ومستشار وزير الموارد المائية والري، لافتا إلى أن اتفاقية "عنتيبي" التي لا تعترف بحصة مصر المائية هي "رأس الأفعى" التي تحرض دول حوض النيل ضد مصر. وأضاف دياب في حواره ل"التحرير" أن مشروع نهر الكونغو هو مشروع وهمي لا يجب النظر إليه لأنه سيعطى إثيوبيا ذريعة للاستمرار في بناء السد بحجة أن لدينا بديل فضلا عن نية إثيوبيا لبناء ثلاثة سدود أخرى بخلاف سد النهضة تحتجز 200 مليار متر مكعب من المياه.. وإلى نص الحوار ما هي توقعاتكم لمستقبل المفاوضات حاليا بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة خاصة مع الاجتماع المقبل في 7 نوفمبر الحالي ؟ - أعتقد أن الهدف الأساسى الذي يجب أن تركز عليه الحكومة الآن هو التوفيق بين الشركتين الفرنسية والهولندية للبدء في إجراء الدراسات المائية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية لسد النهضة وتأثيره من تلك النواحى على دولتي المصب مصر والسودان مع محاولة حل الخلافات بينهما، خاصة أن إثيوبيا تسعى لاستهلاك واستنزاف الوقت للإسراع في بناء سد النهضة. كما أن تأجيل اجتماعات اللجنة الوطنية لسد النهضة التي كان مقررًا لها هذا الأسبوع حتى السابع من نوفمبر المقبل هي مسألة إجرائية من أجل مناقشة قضية الخلاف بين المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي حول دراسات سد النهضة وكيفية العمل بينهما وبالتالي لا بديل عن المفاوضات لحل أزمة سد النهضة من أجل الحصول على أقل الأضرار من بناء السد. وما يتم حاليًّا من بناء لسد النهضة هو أمر واقع تفرضه إثيوبيا على مصر، وهي تستثمر الوقت لصالحها وتماطل حاليًّا لاستنزاف الوقت من أجل كسب مزيد من الفرص لصالحها، ما سيؤدي إلى أن تعرض مصر لأضرار بالغة نتيجة بناء السد وهو ما أثبتته تقارير وزارة الري التي أكَّدت تأثر الحصة المائية في مصر بهذا السد، فحصتنا المائية مهددة نتيجة بناء سد النهضة. والقضية تتطلب تدخلاً رئاسيًّا، وبخاصة بعد توقيع اتفاقية المبادئ في مارس الماضي، فإثيوبيا لا تعترف بحصة مصر المائية من خلال توقيعها على اتفاقية عنتيبي التي لا تقر بحصتنا المائية. ما الحل إذن أمام هذا الأمر الواقع الذي فرضته إثيوبيا على مصر ؟ - لابد أن تطرح الحكومة المصرية على إثيوبيا مسألة إيقاف بناء سد النهضة لحين الانتهاء من الدراسات التي ستقيس التأثيرات السلبية على مصر وكيفية التخفيف منه فبعد أن أصبح السد أمرا واقعا ليس أمامنا سوى أن نتحمل أقل الأضرار من هذا السد هل تتوقع أن تقبل إثيوبيا هذا الطلب المصري بإيقاف بناء السد ؟ - سترفض إثيوبيا بالطبع لكننا لا بديل أمامنا سوى التفاوض وحتى في حالة لجوءنا إلى الأممالمتحدة أو مجلس الأمن ستحيلنا إلى التفاوض وفق مبدأ الاستخدام المنصف والعادل للمياه وهو مبدأ دولي. ما رأيك في الموقف السوداني المؤيد لسد النهضة ؟ - السودان تتحرك بملف سد النهضة من منطلق مصالحها الشخصية حيث ترى أنها ستقلل من مخاطر الفيضان على أراضيها كما سيعطيها فرصة لاستزراع المزيد من الأراضي مع ملاحظة أنه في حالة انهيار السد وهذا شيء مستبعد ستكون آثاره كارثية على الخرطوم. هل هناك خطة إثيوبيا لبناء مزيد من السدود الأخرى بخلاف سد النهضة ؟ - هناك خطة إثيوبية تهدف إلى بناء 3 سدود أخرى بهدف تخزين 200 مليار متر مكعب من المياه وهذه المياه التي سيتم احتجازها ستؤثر بالطبع على حصة مصر المائية. لماذا تصر إثيوبيا على اختيار المكتب الفرنسي للعمل في دراسات سد النهضة كمكتب رئيسي ؟ - أعتقد أن إثيوبيا سعت لاختيار المكتب الفرنسي للقيام بإجراء دراسات سد النهضة كمكتب رئيسي من ضمن 8 مكاتب كانت مرشحة لللقيام بالدراسات لأن المكتب الفرنسي له الكثير من الأعمال الخاصة بالري والمنشآت المائية بأديس أبابا. ما هي أخطر التأثيرات على مصر نتيجة بناء سد النهضة ؟ - أخطر هذه التاثيرات هو نقص الحصة المائية لمصر والتي تقدر ب 55.5 مليار متر مكعب في ظل عجز مائي يصل إلى أكثر من 20 مليار متر مكعب، فضلا عن التأثيرات الخطيرة التي ستؤثر على الزراعة في مصر وتبوير أكثر من مليون فدان وتأثر كهرباء السد العالي بأكثر من 30% وكذلك التأثيرات البيئية العديدة وتأثر المخزون الجوفي. هل قدمت إثيوبيا لمصر كافة البيانات حول سد النهضة ؟ - وفق اتفاق المبادئ المعروف بوثيقة سد النهضة فإن إثيوبيا قدمت بعض البيانات لمصر حول السد لكن هناك بعض البيانات مازالت تنتظرها مصر ولابد من الشفافية والوضوح في هذا الأمر من خلال تقديم كافة البيانات والمعلومات حول السد الذي أصبح يهدد حصة مصر المائية هل تدعم إسرائيل بعض دول حوض النيل خاصة إثيوبيا ضد المصالح المصرية في إفريقيا ؟ - هناك تحركات إسرائيلية واضحة في إفريقيا ضد المصالح المصرية، وتعمل إسرائيل على دعم كل ما هو مضاد لمصر من خلال تحريض دول حوض النيل بصفة خاصة والدول الإفريقية بشكل عام ضد مصر، فضلا عن التحركات الاقتصادية المناهضة لمصر ويكفي أن نعلم أن الشركة التي ستدير سد النهضة هي شركة إسرائيلية. ما رأيك في وثيقة السد التي تم توقيعها في مارس الماضي بين رؤساء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم؟ هذه الوثيقة بها أشياء إيجابية وبها أيضا أشياء سلبية لكن توقيعها افضل من عدم التوقيع، خاصة أنها تنص على مشاركة مصر في التشغيل الأول للسد خلال مرحلة الملأ. كيف ترى اتفاقية عنتيبي وتأثيرها على مصر ؟ - إثيوبيا هي التي قادت دول حوض النيل نحو التوقيع على اتفاقية عنتيبي وهذه الاتفاقية لا تعترف بحصة مصر المائية وهي "رأس الأفعى" الذي يحرض دول المنبع ضد مصر لإعادة تقسيم حصص المياه، مما سيؤدي إلى الأضرار بحصة مصر المائية، والحقيقة أن مأساتنا تكمن في هذه الاتفاقية. ما رأيك في مشروع نهر الكونغو الذي طرحه بعض الخبراء ؟ - هذا المشروع وهمي وغير قابل للتنفيذ هندسيًا على أرض الواقع، ومخالف للقانون الدولي الذي يؤكد عدم نقل المياه خارج الأحواض النهرية، خاصة أن نهر الكونغو لا يدخل ضمن حوض نهر النيل، وهذه الفكرة أساسا تعطي إثيوبيا الفرصة للتعلل بأننا لن يكون لدينا أزمة مياه وأننا يمكن أن نلجأ إلى نهر الكونغو. هل سيعطي سد النهضة إثيوبيا قوة إقليمية في منطقة القرن الإفريقي ؟ بالطبع سد النهضة سيمنح إثيوبيا قوة اقتصادية وإستراتيجية هل تتوقع نشوب حرب مياه بين دول حوض النيل ؟ - لا أتوقع ذلك ونحن لا بديل أمامنا سوى التفاوض - هل سيشجع سد النهضة باقي دول حوض النيل على بناء مزيد من السدود على النيل الأزرق الذي يغذي مصر ب 85% من المياه ؟ - لا أعتقد أن هناك خطورة من باقي دول حوض النيل على مصر لكن المشكلة أن إثيوبيا أصبحت هي الأخطر على مصر وأصبحت تهدد مصالحها المائية، وإن كانت أوغندا تسعى إلى إقامة عدد من السدود لكنها بهدف توليد الكهرباء وليس للزراعة أو لتخزين المياه.