اشتعلت المعركة الانتخابية بالإسكندرية في الساعات الأخيرة لتدخل مرحلة التربيطات والشائعات والاختلافات ايضا.. ولعل اكثر الدوائر سخونة هي دائرة "مينا البصل واللبان" التي تشهد معركة تكسير عظام خاصة بين المرشحين المنتمين لصعيد مصر في دائرة "مينا البصل" ولهم عائلاتهم بالدائرة إلا أنه في اللحظات الأخيرة انتشرت شائعة قوية عن وجود تحالف سري بين احد المرشحين المنتمين إلي العائلات الصعيدية وبين مرشح حزب النور "عصام حسنين" لضمان اصوات السلفيين بالدائرة خاصة ان دائرة اللبان تدعم وبقوة المرشح المستقل "محمد الكوراني" عضو المجلس المحلي للمحافظة ورئيس جمعية الامام علي المعروفة بخدماتها في الدائرة ويطلقون عليه "الحصان الاسود" لكونه يمثل جيل الشباب ويتميز واسرته بحسن السلوك المعروف عنهم.. وبالتالي فان المنافسة علي مقعدين تحتاج لكافة الدعم الممكن الا أن انتشار هذه الشائعة جعلت نجم المرشح المستقل "هاني عدلي" وهو احد الوجوه الجديدة علي المجال السياسي يلمع بقوة في ظل تحركاته المستمرة بالدائرة.. وبصورة عامة فان دائرة "مينا البصل واللبان" هي من الدوائر المرشحة للاعادة بسبب عملية تفتيت الاصوات ومن الملاحظ ان بالرغم من الكتلة التصويتية للسلفيين انهم لا يقومون باي دعم اعلاني يذكر لمرشحهم "عصام حسنين" بصورة تدعو للتساؤل عما اذا كانت دائرة مينا البصل ليست من جملة حساباتهم نتيجة للتربيطات المسبقة اما انها خطة سلفية بالرغم ايضا من دعم حزب النور لباقي المرشحين بمؤتمرات مكثفة خاصة في العامرية والرمل والمنتزه. نعود لدائرة مينا البصل.. فنجد ان "محمد عبدالوارث" عضو مجلس الشوري عن الحزب الوطني ونقيب الجمركيين السابق ومرشح حزب "المصريين الأحرار" لم يتحرك بالصورة المتوقعة بالرغم من الدعم المالي الكبير الذي اغدقه الحزب علي مرشحيه فقد كان فقيرا في دعايته وتحركاته وهو ما سينعكس بوضوح عليه في النتيجة.. وبصورة عامة فان دائرة "مينا البصل" تشهد اكبر عملية شراء اصوات امتدت حتي مساكن الكيلو 21 و 26 وبلغ سعر الصوت "300 جنيه" قبل ان تبدز العملية الانتخابية فما بالكم بيوم الانتخابات. بدائرة العامرية وبرج العرب تبقي المنافسة الفعلية محصورة بين مرشحي حزب النور "أحمد خليل" و "أحمد شريف" و "زارع منيسي" وبين القبائل العربية حيث الأقوي حتي الآن بين المرشحين هو "رزق ضيف الله" الذي شهدت المعركة الانتخابية تحركات موسعة له ولاسرته وصلت حتي قري بنجر السكر وبالرغم من وجود تحركات فعلية لمرشحين آخرين الا انه من المرجح سقوط احد مرشحي "النور" الثلاثة لان استحواذهم علي ثلاثة دوائر بأكملها لن يكون في صالح مشايخهم قبل ان تكون حتي في صالح حزبهم وستخلق حالة من الغليان بغرب الاسكندرية بين القبائل وضغائن هم ليسوا في حاجة إليها. أما دائرة "الدخيلة" فقد انتشرت شائعة قوية عن وجود دعم سلفي "لعدلي خير الله" مرشح حزب المؤتمر بالرغم من وجود اثنين من مرشحي حزب "النور" بالدائرة وذلك من قبل "أحمد خليل خير الله" ابن عمه بعد ان ترك الدائرة له وترشح بالعامرية ليفسح له المجال في ظل استعداد حزب النور للتضحية بمقعد مع وجود تنافس مع العائلات بالدخيلة الا انه علي ارض الواقع وبعيدا عن الدعم السلفي نجد سطوع نجم "حسين خير الله" عضو المجلس المحلي السابق في اللحظات الأخيرة وهو في نفس الوقت مرشح حزب "الشعب الجمهوري" وايضا "سعد عبدالمولي" و"مرزوق العوامي" مرشح حزب الحركة الوطنية وتبقي القدرة علي الحشد هي الفيصل بين المرشحين وبين حزب النور السلفي. وفي دائرة "العطارين والمنشية والجمرك" نجد ان الصراع علي مقعد واحد جعل هناك صعوبة في التحالفات كما ان اتساع نطاق الدائرة جعلها دائرة الاعادة بلا جدال.. وبالرغم من ادعاء بعض المرشحين انهم ناجحون من المرحلة الأولي الا ان هذه الادعاءات لن تحسم سوي بقوة الاقبال من الناخبين التي من المتوقع ان تشهدها دائرة الجمرك بعد ان بلغ سعر الصوت فيها "مائة جنيه" حتي الآن وانتشر سماسرة الاصوات بها بصورة كبيرة.. ولكن يبقي "مجاهد الصباغ" هو المرشح الأكثر قوة في اللحظات الأخيرة بدائرة العطارين وبالرغم من تمزيق لافتاته من قبل المنافسين الا ان تحركاته بالدائرة اكبر داعم له بالاضافة إلي بعض المرشحين الآخرين مثل "ملكة مسعود" و"كمال احمد" الا ان "مجاهد" الاكثر تواجدا لينافسه من دائرة "الجمرك والمنشية" اشرف عبدالحميد عضو مجلس الشعب السابق بدوره "2010" والذي تمكن من اسقاط مرشحي الحزب الوطني لقدرته التنظيمية وتحركه الهادئ.. وايضا يتنافس بالجمرك "اسامة السبخي" والذي يلقي دعم السلفيين و "محمد هيبة" وغيرهم. اما دائرة "الرمل اول وثاني" فتشهد معركة شرسة ايضا حيث انتشرت شائعة غريبة ضد المرشح المستقل "محمود عساكر" ممثل جيل الشباب وأحد الوجوه القوية بمنطقة ابيس حول كونه مرشح دائرة "المنتزة ثاني" وليس "الرمل" وهو ما اضطر "محمود" إلي ان يقوم بنشر سيارات مزودة بمكبرات صوت للتأكيد علي انه مرشح الدائرة ويأتي ذلك لقوة تواجد "محمود" كمنافس في دائرة لديها اربعة مقاعد ولكن يتنافس بها اثنان من "السلفيين" وهما "عمرو فاروق" وحسن المصري في ظل دعم حزب النور لهما بقوة تفوق باقي الدوائر.. ولكن في المقابل ان انتشار شائعة وجود تحالف بين السلفيين ووالد أحد المرشحين بالدائرة بشارع "عشرين" جعل المعركة اكثر اشتعالا.. وبصورة عامة فان سعر الصوت قد انخفض ليصل إلي "مائة جنيه" ودائرة الرمل هي من الدوائر التي تعج بالمرشحين وكل شارع له مرشحه المميز ويفتح باب التنافس بين كل من "نبيلة عبدالرازق" ممثلة المرأة المقاتلة بين الرجال لاثبات نفسها و "عادل خورشيد" و "عزت المحمدي و "فهمي غازي" ولكن يبقي تنافس "محمود عسكر" في الساعات الأخيرة يجعله من المرشحين للاعادة مع مرشحي حزب النور. اما دائرة "محرم بك وغربال" فقد شهدت انحسار المنافسة بين اربعة من المرشحين بصورة اكبر عن باقي المرشحين ولعل من بزغ نجمهم بصورة واضحة هو المهندس "ممدوح حسني" صاحب البرنامج الانتخابي المميز لدعم الشباب والخاص بتدريبهم ومنحهم فرص عمل بالاضافة إلي كونه عضو مجلس شعب سابق عن الدائرة وله مؤيدوه بعزب نادي الصيد ومحرم بك وابيس بالاضافة إلي "عامر فكري" مرشح حزب "المؤتمر" و "عمرو كمال" مرشح حزب مستقبل وطن و "حسن خاطر" ممثل الشباب.. وآخرين وتبقي دائرة محرم بك هي دائرة المفاجآت دائما. اما دائرة كرموز فالصراع الشديد علي مقعد واحد يجعل التنافس محصوراً بين اسماء محددة من ابرزهم "مجدي عفيفي" و "فواز شاهين" و"سامي رمضان" و "محمد البلشي" وجميعهم من اسماء لمعت في تاريخ الحزب الوطني في السابق. اما دائرة المنتزة أول وثاني فان جميع المرشحين فيها من المحظوظين لكون المطلوب فيها "5" مقاعد وبالتالي فالفرص فيها عديدة ولكن عدد المرشحين الكبير جعل المنافسة صعبة فالمنتزة ثاني بها "44" مرشحا بينما في المنتزة اول "53" مرشحا وكالعادة ينافس حزب النور في الدائرة بثلاثة مرشحين تقريبا مع باقي الاحزاب السياسية إلا ان المنافسة الحقيقية في المنتزه اول تكمن بين "أبوالعباس فرحات" عضو المجلس المحلي وعلي سيف عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني وهو يجيد بطبعه التحالف مع جماعة الإخوان لتدعيمه في انتخاباته بالاضافة إلي "نشأت متري" ممثل الاقباط بالدائرة.. اما دائرة المنتزة ثاني فهناك "ايهاب أبو كليلة" ومحمد الكويس وصلاح سردينة ورمضان حسين. اما صراع القوائم فهو محسوم بين قائمة في حب مصر وقائمة حزب النور لضعف الدعاية الانتخابية والتواجد.. وبالرغم من ذلك فان قائمة في حب مصر قد شهدت العديد من المواقف الغريبة لعل اشهرها هو قيام احد اعضائها وهو "أحمد السبخي" مرشح الوفد بنشر لافتات دعاية تحت اسم محبي أحمد السبخي وهو ما لاقي استهجاناً من ابناء الإسكندرية لكونه ليس من الفنانين ليكون له محبين كما انه اطلق علي نفسه لقب "الوزير" بدعوي انه وزير في حكومة ظل الوفد بالرغم من انعدام شعبيته بالثغر الا ان القائمة بصفة عامهة تعتمد علي تحركات "سعداوي راغب" في غرب الإسكندرية ومحمد فرج عامر في وسط الإسكندرية وشرقها ودعم المرشحين الفرديين بينما حزب النور يعتمد علي قدرته في الحشد ودعم مؤيديه.. ولجأ المرشحون في الساعات الأخيرة للسيارات الحاملة للمكبرات لاذاعة اغانيهم واسمائهم والمسيرات حتي الفجر خاصة بالمناطق الشعبية للحشد وذلك بعد قيام كل منافس بتمزيق لافتات منافسه بصورة لم تشهدها الإسكندرية من قبل.