إقالة أو استقالة لا يهم.. ما يهم المواطن في مصر أن تسير الأمور في مسارها الصحيح وأن يكون الوزير في التشكيل الجديد مهتماً بقضايا الوطن مؤمناً بأمانيه.. فشعبنا ليس بالشعب الطامع.. بل السواد الأعظم منه قانع بالحد الأدني من الطموحات لذلك فإن الوزراء الجدد يجب أن يضعوا نصب أعينهم أن الأوضاع قد تغيرت.. وأن الأمور قد تبدلت.. والرؤي تعددت. وليعلم الوزراء أن سياسة فرض الأمر الواقع التي كانت تنتهجها الحكومات السابقة لم تعد تجدي.. فالصدق والشفافية ومراعاة الضمير أصبحت احتياجات ملحة لدي العامة.. لذلك يجب أن يكون الوزير علي وعي وإدراك بأنه سيستجوب من المواطن قبل أن يستجوب من رئيس الوزراء.. وعليهم جميعاً تبني أفكار جديدة خلاقة بعيدة عن تحميل المواطنين أعباء جديدة.. ويكفي أننا عشنا ثلاثة عقود نؤمر فنطيع ونضرب ونهان ولا يكون لنا الحق حتي في التوجع.. يجب علي وزراء حكومة الدكتور عصام شرف الجديدة أن يستفيدوا من التجارب السابقة لوزراء لم يفعلوا لمصر وشعبها شيئاً.. بل سخروا وزاراتهم وإمكانياتها لصالحهم ولصالح ذويهم.. ويكفي أن حركة المرور علي طريق المحور علي سبيل المثال كانت تتوقف تماماً لمرور فرد واحد.. لا يعنيه صالح ومصالح الآلاف من أبناء الوطن وليته كان "نظيف".. بل أثبت الواقع أنه لم يكن إلا تجسيداً لصورة الفرعون الطاغية. وأهمس للوزراء ألا يستمعوا لآراء المستشارين وعواجيز الوزارات لأن أفكارهم بالية لم تعد تناسب الفكر الثوري الذي يطالب به الشباب مفجري الثورة.. من أجل النجاح يجب مراعاة آلام وآهات وتطلعات البسطاء من أبناء الشعب وما أكثرهم.. وأكرر أن مطالبهم بسيطة وبسيطة جداً.. لقد كان أكثر ما أسعدني في التشكيل الوزاري الجديد هو إقالة محمد العرابي وزير الخارجية السابق الذي تفوق علي استاذه أحمد أبوالغيط في الإساءة لسمعة ومكانة مصر ويكفيه أنه لم يكن يعلم أن مصر هي الكبيرة والرائدة وأنها المعلم والطبيب والمهندس والعامل الذي صنع ومازال يصنع حضارة كل الدول العربية وأن ما استجد علي الساحة من أحوال جعلت دور مصر يتقلص بعض الشيء لعوامل تسبب فيها الرئيس السابق ووزراء خارجيته الهامشيين المؤتمرين بأوامر سيدهم الأمريكي والصهيوني تلك الكبوة لن تفقد مصر الحضارة والتاريخ مكانتها كقلب العروبة النابض وصانع الحضارة الأول للبشرية جمعاء. همسة إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك.