الفساد في الشرابية فاق كل الحدود بعد أن سكت المسئولون بالحي عن إقامة الأبراج الشاهقة في شوارع ضيقة وبلا أساسات وعلي خطوط التنظيم أمام مرأي ومسمع من الجميع وبتحد سافر من البلطجة. أهالي الشرابية استغاثوا ب "المساء الأسبوعية" لتوصيل أصواتهم للمسئولين لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان خاصة أن هذه الأبراج تؤدي لهبوط أرضي للمنازل القديمة وتنذر بكارثة محققة بالإضافة إلي حدوث خلل في بعض الأبراج والميل الواضح والتي تطلق عليها "عمارات الموت". "المساء" الأسبوعية تنذر وتحذر لعل أحد يتحرك ويستجيب!! هويدا السباعي رئيس لجنة الضرائب العقارية بمديرية الضرائب بالقاهرة ومن سكان منطقة الشرابية تؤكد أن الفترة الأخيرة شهدت "هوجة" من عمليات هدم المباني القديمة وإقامة أبراج شاهقة الارتفاع بدون ترخيص أو أساس يناسب ارتفاعات تصل إلي 14 طابقاً خاصة أنه من المعروف أن الحي لا يعطي ترخيصاً لعقار بهذا الارتفاع في شوارع عرضها لا يزيد علي 6 أمتار. أضافت: هذه المشكلة حدثت في العقار المجاور لمنزلي بشارع رياض غالب رقم 19 وعندما تصدينا لمالك الأرض الجديد واشترطنا عليه الحصول علي التراخيص ولكنه قال "الحي في جبنا" وبالذوق والعافية هنبني" ووصل الأمر إلي تهديدي أنا وأولادي واستعراض مجموعة من البلطجية لإرهابي وإجباري علي السكوت. أشارت إلي أن الأزمة أن الحي يحرر المخالفات ويتم إرسالها لقسم الشرطة ونفاجأ بأن الأسماء الموجودة بالمحاضر وهمية وليست الأسماء الحقيقية ملاك العقار وبالتالي تسقط المخالفات دون إجراء أي عقوبات مؤكدة إن البناء بهذا الأسلوب يهدد المنطقة بأكملها بحدوث انهيارات مفاجئة وكارثة محققة. يقول أشرف عزمي مقاول أعمال ديكور ومن سكان الشرابية: إن هناك اتجاهاً في الشرابية بإزالة المباني القديمة وهدمها وبناء أبراج للتربح والكسب بطرق غير مشروعة خاصة أن هناك بعض المنازل واقعة في إطار خطوط التنظيم في غفلة من الحي وفي أسرع وقت ممكن تقام العمارات الضخمة التي لا تتناسب مع عرض الشارع إلي جانب أن الأساسات ضعيفة وهذا يهدد منزلي المكون من أربعة أدوار مأهولة بالسكان حاولت التفاهم مع المشتري الجديد ولكن أغلب المقاولين يتعاملون بأسلوب البلطجة وهددني بأعلي صوته قائلاً: "إحنا بنشتغل في الشمال ولا نعرف إلا الغلط" وعندما لجأت إلي الحي أكد المسئولون أنه لم يتم الحصول علي أي تراخيص وفي نفس الوقت عمليات البناء تتم أمام أعين الجميع والكارثة حفر الأساس أقل من مسافة متر ولا يتحمل هذه الارتفاعات والأغرب أن هناك 560 مخالفة في حي الشربابية وعمليات فساد كبيرة يتم السكوت عليها دون اتخاذ أي إجراءات صارمة. أضاف أن هناك عمارات يطلق عليها عمارات الموت في شارع المنياوي بها ميل واضح يصل إلي 17سم وحاول صاحب العمارة وضع أحمال تصل إلي 30 طناً ورمل و20 طن رمل في الخلف لاعتقاده أن هذه الأحمال تصلح الميل وهذا أسلوب غير علمي وينذر بكارثة تهدد أرواح الأبرياء مشيراً إلي أن هناك عمارة أخري في نفس الشارع بها ميل أيضاً والعمارتان تطلان علي مستشفي غمرة وانهيارهما لا قدر الله قد يؤدي لانهيار المستشفي أيضاً.. كل هذا الفساد الإداري والمالي يتم دون أي تحرك من المسئولين لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان. مبان متهالكة يؤكد نعيم إبراهيم معوض صاحب مقهي: أعيش في الحي منذ 60 عاماً وأغلب البيوت عمرها يقرب من 100 عام وأصبحت مباني متهالكة وقديمة في شوارع ضيقة لا تتحمل الأبراج الحديثة التي تقام علي أساسات هزيلة تتم في شارع جبرائيل صعب أمام منزلي وأخشي من انهياره أو هدم العقار علي منزلي ونفس المشكلة تتكرر في شارع العريان الذي يؤكد أغلب السكان أن العمارة الجديدة في إطار خط التنظيم وأيضاً بشوارع شفيق عطية وحسني والألايلي وكامي وفؤاد مرقص وغيرها من الشوارع. نطالب المسئولين بمحاربة الفساد والتحرك والتحقق من سلامة هذه العقارات وطمأنة الأهالي علي أن يتم التفتيش بقوة تستطيع التصدي للبلطجية وكشف الحقيقة ووقف المهزلة التي تستفز الجميع والحي لا حول له ولا قوة. هبوط أرضي يؤكد سامح عازر صاحب شركة نقل: أقيم في الشقة منذ 20 سنة في بيت قديم مكون من دورين فقط وفجأة تم بيع البيت المجاور وهدمه وأمامه عمارة مكونة من 4 أدوار مما أدي إلي حدوث هبوط أرضي وشروخ شديدة في منزلي تهدد بانهياره شكوت للحي والمحافظة ولكن للأسف لم أجد إجابة من أحد وكأننا نؤذن في مالطة ونغامر بأرواحنا وأرواح أولادنا لبقائنا في هذا المنزل. يري كمال مرزوق علي المعاش أن الفساد فاق الحد في حي الشرابية ويزداد يوماً بعد يوم ونحن لسنا ضد الهدم والبناء وإنما يتم بأسس صحيحة وتحت إشراف هندسي سليم ومعايير البناء التي تطمئن الناس وليس بناء بمقاولين صغار وجدد في المهنة وبأسلوب عشوائي.. ففي أحد الأساسات المجاورة وجدت المقاول يضع "الدبش" والزلط لامتصاص المياه الجوفية من الأرض ويعتبره أساساً للعمارة إلي جانب أن بناء هذه الأبراج يؤدي إلي التحميل الزائد علي شبكات الصرف الصحي والكهرباء ناهيك عن المياه التي انقطعت تماماً عن المنازل القديمة بسبب حرب المياه عن طريق المواتير التي تم تركيبها لضخ المياه للأدوار العليا في الأبراج الجديدة. أكد أن ما يحدث يعد صورة صارخة لإهدار المال العام لأنه يتم سرقة الكهرباء والمياه والضغط علي الصرف الصحي دون تحصيل الرسوم المطلوبة لصالح الدولة مشيراً إلي أن تاريخ الفساد متأصل في حي الشرابية وله جذور عميقة تزيد علي 30 سنة ولهذا نناشد المسئولين ونحن في عصر جديد يحارب الفساد ضرورة البحث عن الفاسدين ومحاربتهم.