بدأ مسلسل انهيار العقارات بالاسكندرية يخيم بظلاله المفجعة علي السكان بمختلف أحياء المدينة حتي أصبح ظاهرة يومية يستيقظ عليها أبناء المحافظة. مهددا الشيوخ والنساء والأطفال بالموت المحتوم تحت الأنقاض, فعلي مدي يومين متتاليين انهار عقاران بدائرة حي المنتزه الذي يتصدر أعلي نسبة مخالفات في المباني, فقد سجلت دفاتر المخالفات بالأحياء خلال السنوات السابقة نحو95ألف مخالفة بناء دون ترخيص, منها10 آلاف منذ قيام الثورة سواء كانت تعليات بإضافة أدوار علوية علي منازل قديمة أو انشاء مبان حديثة بدون ترخيص بارتفاعات شاهقة باستخدام مواد كيماوية تضاف لمواد البناء بغية سرعة تماسكها خلال فترة وجيزة دون مراعاة الآثار السلبية من جراء تفاعل المادة الكيماوية مع محتويات البناء, حيث نتج عنها خلل في الأسقف والأعمدة الخرسانية مهددة بكوارث وخيمة علي المدي القريب. وأمام جشع مقاولي البناء والمتاجرين بأرواح الأبرياء وقف المسئولون المعنيون عاجزين في ظل الغياب الأمني وفساد الادارات المحلية.. الأهرام تدق ناقوس الخطر وتعرض نماذج واقعية صارخة تنذر ببداية كوارث يمكن أن تخلف ضحايا في الأنفس والممتلكات تضيف أعباء جديدة علي الدولة لعل المسئولين بجدية قبل فوات الأوان. يقول بهاء الدين أحمد عبد المجيد مالك العقار رقم801بشارع الكورنيش بمنطقة المندرة بحري التابعة لحي المنتزه والمكون من عشرة طوابق الذي انهار أخيرا, مما أدي إلي وفاة حارس العقار وتساقط أجزاء من العقار المجاور له والصادر بشأنه مخالفات رقم137و276و354لسنة2011 وقد قررت لجنة المنشآت الآيلة للسقوط هدم العقار المكون من دور أرضي وتسعة أدوار علوية لعدم جدوي الترميم, حيث صدر بتاريخ27-6-2011قرار هدم للعقار حتي سطح الأرض بناء علي التقارير الواردة من كلية الهندسة ومن المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء وحي المنتزه ومديرية الإسكان وقسم المنشآت الآيلة للسقوط الذين أكدوا أن حالة العقار سيئة ويمثل خطورة داهمة علي السكان والمارة ويجب إزالته حتي سطح الأرض ويستوجب ذلك إخلاء العقار من السكان دون المنقولات علي أن يتم تنفيذ القرار فور اعلانه. وبالفعل تم اخلاء العقار من السكان وعند شروع المقاول في الهدم تعرض البلطجية التي اصطحبتهم سيدة للعمال ومنعوهم من تنفيذ أعمال الهدم, مطالبين بمبالغ نقدية علي سبيل الإتاوة وعندما رفضنا قامت السيدة بالاقامة عنوة بشقة الدور الأرضي في حماية البلطجية, وبدأت تتساقط بعض الكتل الخرسانية علي طريق الكورنيش مما أدي إلي تهشم زجاج بعض السيارات, وعندما تفاقمت الأمور وأصبح العقار يهدد المارة بطريق الكورنيش والعقارات المجاورة اخطرنا كلا من محافظ الاسكندرية ورئيس حي المنتزه والنائب العام وقائد المنطقة الشمالية العسكرية ومدير أمن الاسكندرية ورئيس مجلس الوزراء لإنقاذ الموقف واخلاء مسئوليتنا في حالة انهيار العقار ولكن لم يستجب أحد. وثانية حلقات مسلسل انهيار العقارات بالاسكندرية خلال الأيام الماضية انهيار عقار مكون من14طابقا بمنطقة الجزيرة الخضراء بالمنتزه, وتدخلت العناية الإلهية لإنقاذ أكثر من أربعين شخصا ومنع كارثة محققة بخروج المواطنين من العقار الذي يقع بشارع إبراهيم هريدي, وفي ظل حالة الفوضي التي تشهدها أحياء الاسكندرية في الفترة الماضية تم تعلية العقار ليصبح أربعة عشر طابقا بزيادة8 طوابق مرة واحدة.. كما تبين من التحقيقات أن المنطقة أرض زراعية اسمها أرض شاكوس وتربتها زراعية طينية ومع ذلك قام صاحب العقار المنهار بزيادة التعلية أكثر من الضعف دون أي أساسات هندسية. وفي فجر الإثنين الماضي فوجيء المواطنون بسماع أصوات تساقط أجزاء من العقار.. إلا أن صاحب مخبز ويدعي أحمد هيثم رمضان لقي حتفه عندما تحول العقار المكون من14طابقا إلي كومة من التراب وتحته الضحية صاحب المخبز الذي كان يبحث عن أوراق كانت بالنسبة له مهمة, ولكنه لم يكن يعلم أنها السبب في أن يفارق الحياة. قال محافظ الاسكندرية أسامة الفولي إن مثل هذه العقارات قنابل موقوتة وانتحار جماعي سكاني, وأن ذلك يمثل خطورة علي أمن وسلامة المواطنين.. وقد اعترف الدكتور الفولي بأن الاسكندرية بها أكثر من10 آلاف عقار مخالف تم تشييدها العام الماضي وصدرت له قرارات إزالة, مشيرا إلي أن هناك أساليب للتحايل علي القانون من قبل المقاولين وبعض أصحاب العقارات. وناشد الفولي مجلس الشعب بإصدار تشريع يجرم مثل هذه الظواهر وتفعيل القانون الحالي, مؤكدا ضرورة تكاتف الأجهزة الرقابية والتنفيذية والاعلام لمحاصرة هذه الظاهرة التي تهدد أرواح المواطن السكندري وتطمس المعالم الجمالية والسياحية للمدينة.