لا شك أن أزمة التمريض علي التمريض علي المستوي القومي بشكل عام وجامعة المنصورة بشكل خاص تلعب دوراً خطيراً في اختزال الخدمة الطبية وتعطل بعض الأقسام وتعرقل التمديد والتمدد نحو تحقيق توسعات لمواجهة الخدمة الطبية المتزايدة. في الوقت الذي حققت فيه جامعة المنصورة من خلال مراكزها الطبية المتخصصة شهرة واسعة أصبحت الآن في معاناة بسبب أزمة التمريض التي فرضت عليها. الدكتور أحمد ستيت مدير مركز الأورام بجامعة المنصورة يشير إلي أن هناك عجزاً يصل إلي حوالي "100" ممرضة بهذا المركز الهام وأن هناك 40% من القوي الحالية جميعهن في اجازات وضع أو رعاية طفل وأن نسبة الممرضين الذكور لا تتعدي 5% من نسبة الإناث وقد أدي ذلك إلي أن هناك دوراً كاملاً "الدور السابع" الذي يضم 400 سرير وأعلن تماماً بسبب تلك الأزمة ونحاول جاهدين تشغيله ولو بشكل جزئي. أرجع مدير المركز ذلك إلي طبيعة العمل الشاقة التي تتطلب سهر بعضهن خارج منازلهن حتي الصباح مقابل الحصول علي بدل سهرة لا يتجاوز 12 جنيهاً فقط وبالتالي فإنه من الضروري النظر إلي رفع قيمة السهرات إلي "50" جنيهاً علي الأقل لكل سهرة. د. أيمن الشرباصي مدير عام بالمستشفيات الجامعية بجامعة المنصورة يشير إلي أن المستشفي الجامعي الأم تضم "1512" سريراً و43 قسماً في مختلف التخصصات ويتردد ويتردد عليها سنوياً نحو "350" ألف مريضاً ومريضة من مختلف محافظات الدلتا وتضم 33 غرفة عمليات ومن ثم أجرينا العام الماضي أكثر من "16" ألف عملية وكل هذه الأعداد والاحصائيات توضح مدي أهمية الدور المنوط لهذا الصرح الطبي في خدمة المجتمع والمرضي إلا أن النقص الواضح بالنسبة لهيئة التمريض يؤثر علي استكمال وإتمام منظومة العمل وفي الوقت الذي حاولت فيه إعادة التوزيع النوعي للممرضات اصطدمت بأن العجز ممتد إلي جميع الأقسام مشيراً إلي أن هناك عاملاً مؤثراً أدي إلي ذلك وهو أن طبيعة عمل الممرضة في الجامعة شاقة ولم يطبق عليهن الكادر حتي الآن بينما في وزارة الصحة طبيعة العمل بسيطة ومطبق عليهن الكادر. د. محمود يوسف مدير مستشفي الباطنة التخصصي يقول إن المستشفي في حاجة إلي نحو مائة ممرضة علي الأقل لمواجهة زيادة اعداد المرضي البالغ عدهم "30" ألف مريض حسب احصائيات العام الماضي من خلال العيادة الخارجية والاستقبال والحجز داخل المستشفي إضافة إلي المرضي المحولين من مستشفيات وزارة الصحة بالدلتا لتركيب منظمات ضربات القلب إضافة إلي التفرد بإجراء عملية توسيع الصمام الميترالي بالبالونة. كما أضاف: ترجع أهمية هذا المستشفي إلي أنه يضم "15" وحدة لمناظير الجهاز الهضمي التشخيصية والعلاجية وحقن الكبد ودوالي المرئ. تقول أماني سيد أحمد مدير عام التمريض بالمستشفي الجامعي بالمنصورة أن سوء اختيار الممرضة لشريك حياتها بينعكس سلباً علي طبيعة عملها حيث تعرضت بعضهن إلي إهانات من خلال حضور الأزواج إلي قصر عملهن ليلاً بغرض استعجالها لعودتها إلي المنزل وهو لا يقدر طبيعة عملها ولا أهمية رسالتها. أما بالنسبة لهروب وتفضيل الممرضات للعمل بالصحة عن الجامعة فالسبب معروف بعد أن تم تطبيق الكادر علي وزارة الصحة مع بداية عام 2014 بنسبة 500% للحاصلة علي البكالوريوس و450% للحاصلة علي الدبلوم الفني للتمريض ولم يطبق علي الجامعة حتي الآن. د. السعيد عبدالهادي عميد كلية الطب يقول: إن مستشفيات جامعة المنصورة تعاني من أزمة طاحنة من حيث تناقص أعداد هيئات التمريض فنحن نحتاج علي وجه السرعة إلي ألف ممرضة وفني تمريض ولكن هذا الأمر يصعب تحقيقه بين يوم وليلة نتيجة لأسباب معقدة وعديدة يتصدرها طبيعة العمل المرهقة للفتاة بمستشفيات الجامعة إضافة إلي انخفاض الدخل والراتب مقارنة بوزارة الصحة كما أن المستشفيات الخاصة أصبحت تنافس القطاعين منافسة شرسة لأنها تعطي بسخاء من خلال الأرباح العالية التي تحققها في النهاية. بالإضافة إلي مسألة التسرب للعمل بالدول العربية وبالتالي فإن خريجات وخريجي كلية التمريض والمعهدين الفني للتمريض والصحي جميعهم لا يكفون لسد العجز في مستشفيات ومراكز جامعة المنصورة إلي جانب طلباتهن اليومية من أجل الحصول علي اجازات وجوبية لمرافقة الزوج ورعاية الطفل واجازات الوضع والأخطر من ذلك طلب اجازة لنصف الوقت أو تقديم الاستقالة النهائية.