في الذكري الرابعة عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 علي الولاياتالمتحدة. لا يزال المسلمون والعرب علي وجه التحديد هم من يدفعون الثمن والضريبة علي تلك الأحداث التي اتخذتها الإدارة الأمريكية ذريعة لشن حربها علي الإسلام. ووضع المسلمين خلف القضبان. وما ترتب علي ذلك من تنامي ظاهرة " الإسلامو فوبيا" في الغرب. فبعد تلك الهجمات. أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الحرب علي الإرهاب. وبدأت الحرب علي أفغانستان والإطاحة بنظام طالبان الذي كان يوفر الملاذ لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن الذي وصفته واشنطن بأنه العقل المدبر لهجمات سبتمبر. ورغم مرور 14 عاما علي تلك الأحداث المريرة. لم تستطع الولاياتالمتحدة القضاء علي تنظيم القاعدة الذي هو في الأساس صناعة أمريكية لمواجهة النفوذ الروسي في أفغانستان. وبنفس ذريعة الحرب علي الإرهاب. أعلنت إدارة جورج بوش الابن الحرب علي العراق في 2003. للإطاحة بنظام صدام حسين الذي زعمت واشنطن دعمه لتنظيم القاعدة منفذ هجمات سبتمبر. لكن بدأت مخططات العم سام في تقسيم المنطقة العربية تتكشف تدريجيا. وكانت العراق نقطة الانطلاق حيث عمل المندوب السامي الأمريكي علي تفكيكه منذ أن وطأت أقدام جنوده أرض الرافدين. وبدأت خطط تقسيم العراق تتكشف. ففي عام 2006 عرض عضو مجلس الشيوخ الأمريكي -حينها- جوزيف بادين ما عرف بالخطة "بي" أو ما يعرف بطرح بادين لتقسيم العراق لثلاثة أقاليم سنية وشيعية وكردية مع الإبقاء علي العاصمة بغداد. تبعاً لهذه الخطة. يستأثر الاقليم السني المفترض بالمساحة الجغرافية الاكبر. فيشمل محافظات نينوي والأنبار وصلاح الدين وديالي والجزء الجنوبي والغربي العربي من كركوك. أي ما يمكن تقديره ب 49% من مساحة العراق. أما الإقليم الشيعي فمن المفترض أن يشمل في المقابل محافظات بابل والنجف وكربلاء وذي قار والقادسية والبصرة وواسط وميسان والمثني أي ما يعني نحو 30% من مساحة العراق.يتبقي 21% تذهب إلي اقليم للأكراد العراقيين . وبحسب المراقبين فإن المشروع تجاهل التوزيع الديمغرافي الحالي في العراق وتناسي مكونات طائفية أخري كالمسيحية والصابئة والايزيدية والقومية التركمانية. وفي 26 سبتمبر 2007 أي بعد عام من طرح المشروع تبني مجلس الشيوخ الأمريكي خطة بادين في صورة قرار غير ملزم للحكومة الأمريكية لتقسيم العراق لثلاثة اقاليم فيدرالية كحل للوضع العراقي. ومع بداية الشهر الماضي. أعلن رئيس الأركان الأمريكي المنتهية ولايته ريموند أودييرنو أن تقسيم العراق ربما يكون الحل الوحيد لتسوية النزاع الطائفي في العراق. وبني الجنرال الأمريكي تقييمة علي أساس تنظيم" داعش" الذي بات يسيطر علي أجزاء واسعة من العراق وسوريا. وهنا تجدر الإشارة إلي أن داعش - بلا شك- هو صناعة دول وليست مجرد عصابات بدليل تسليحها المتطور والكفاءة القتالية العالية لمقاتليها. وهناك قاعدة أساسية في البحث الجنائي تقول انك اذا اردت معرفة الجاني في جريمة ما فابحث عن المستفيد منها. ولو قرأنا بين السطور جيدا لما وجدنا من يستفيد أكثر من الولاياتالمتحدة. في البداية هناك مصلحة حليفتها وربيبتها إسرائيل في اضعاف العرب وتشتيت قواهم. وهو ما اعترفت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون حين ذكرت في كتابها الجديد الصادر العام الماضي الذي أطلقت عليه اسم "خيارات صعبة" إن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمي بتنظيم الدولة في العراق. لتقسيم منطقة الشرق الأوسط.