11 سبتمبر الأخير أحمد ذيبان يوم غد ستكون المرة الاخيرة، التي يتم فيها احياء ذكري هجمات 11 سبتمبر، في عهد ادارة الرئيس بوش الابن، التي تلفظ انفاسها الاخيرة، وتكتب السطر الاخير لفترة عصيبة وبائسة شهدها العالم منذ ثماني سنوات! . تلك الاحداث أطلقت اعصارا سياسيا وأمنيا مجنونا ترك انعكاسات هائلة ليس في الولاياتالمتحدة فقط، بل وفي مختلف انحاء العالم، وفاق بما احدثه من دمار كل ما خلفته الاعاصير مثل كاترينا وجورج وغوستاف وايك وغيرهم، التي اجتاحت ولا تزال خليج المكسيك وبعض الولاياتالامريكية. وبغض النظر عن القراءات المتعددة لاحداث سبتمبر وخلفياتها وشكوك البعض بوجود نظرية مؤامرة فقد ثبت بالملموس، بأنها كانت هدية للمحافظين الجدد في واشنطن، وكأنهم كانوا ينتظرونها، حيث استثمروها الي اقصي درجات الحماقة، لتنفيذ سياسات وافكار تعكس ايديولوجية ارهابية ، لفرض الهيمنة علي العالم بالقوة والاكراه!. كانت هجمات 11 سبتمبر ذريعة لحروب بوش، وفزاعة تستخدم لتخويف الشعب الامريكي بصورة دائمة من الارهاب وتبرير كل الموبقات التي ارتكبتها الادارة الامريكية تحت شعار الدفاع عن أمن امريكا، وكانت أبشع نتائج حروب بوش غزو أفغانستان والعراق، وما سمي بالحرب علي الارهاب، بكل ما رافق تلك الحروب من انتهاكات وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وفي العراق وحده تشير تقديرات الهيئات الدولية الي ان عدد القتلي يتراوح بين مليون ومليون ونصف المليون شخص، عدا الفوضي والدمار الهائل الذي سببه الاحتلال في مؤسسات الدولة وبنية المجتمع الذي يشهد انقساما طائفيا ومذهبيا وعرقيا وسياسيا غير مسبوق!. لقد تكشفت الاكاذيب بصورة مفضوحة خلال السنوات الماضية، واتضح ان كميات هائلة من التقارير الملفقة تم انتاجها في مطابخ الاستخبارات الامريكية والبريطانية لتوفير غطاء لقرار غزو العراق، بصرف النظر عن مدي صحة امتلاكه اسلحة دمار شامل من عدمه، واضيف الي تلك المزاعم كذبة علاقة بغداد بتنظيم القاعدة، إذ كان القرار السياسي للغزو جاهزا منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر!. لم يقتصر الفشل علي الجانب العسكري والامني فقط، حيث غرقت قوات الاحتلال في مستنقع العراق وتاهت في جبال افغانستان ووديانه، بل كان ثمة فشل سياسي ذريع، لمشروع إدارة بوش، واصاب ذلك الفشل العلاقات الدولية التي تصدعت بصورة كبيرة، وازداد التوتر في العديد من مناطق العالم، إذ تم ايقاظ أزمات نائمة، او تسخين القائم منها، أما هيئة الاممالمتحدة فقد تحولت إلي ممسحة لتنظيف الاوساخ السياسية لادارة بوش، التي ضربت بعرض الحائط ميثاق الاممالمتحدة والقانون الدولي!. بعد ثماني سنوات علي حكم بوش، وسبع سنوات علي وقوع هجمات 11 سبتمبر، ثمة مفارقة مثيرة للسخرية اذ ان بوش يحزم حقائبه، فيما حركة طالبان التي اطاح الغزو الامريكي بحكمها في افغانستان تعود الي الساحة بقوة فيما تعاني قوات الاحتلال الامريكية والاطلسية من الارباك وتتكبد خسائر كبيرة، اما نظام قرضاي الموالي للاحتلال فهو لا يحكم حتي كابول نفسها، فيما انتعشت زراعة المخدرات في ظل الاحتلال!. عن صحيفة الراية القطرية 10/9/2008