مرت ذكري غزو العراق قبل 6 سنوات دون ان يذكرها الشعب الامريكي، فقد قالت كل الاستفتاءات التي جرت هناك ان امريكا لم تعد تفكر إلا في الانسحاب من العراق واصبحت تفكر في افغانستان باعتبارها الدولة التي قامت بتدريب الارهابيين الذين قاموا بالتفجيرات في نيويورك في 11 سبتمبر. ومعروف ان هذه التفجيرات هي التي جعلت الرئيس الامريكي السابق جورج بوش يقرر غزو افغانستان وبعدها انطلقت القوات الامريكية تغزو العراق بناء علي اتهامات ثبت كذبها وهي ان العراق في طريقها لانتاج اسلحة دمار شامل. والنتيجة هي ان امريكا تنطلق من غزو إلي غزو ضد الدول العربية والاسلامية. ومعروف ان لامريكا الآن 38 ألف جندي في افغانستان وقد قرر الرئيس اوباما ارسال 17 ألف جندي آخرين. وتقول الاستفتاءات الاخيرة انه لو زاد عدد ضحايا الحرب في افعانستان من الجنود الامريكيين فإن الرأي العام سيكون ضد هذه الحرب، كما كان من قبل ضد الحرب في العراق. وهدف الرئيس أوباما من تعزيز قواته في افغانستان ومطالبة دول حلفاء الاطلسي بزيادة عدد قواتها هناك ألا تجد القاعدة مرفأ آمنا أو ملجأ هادئا في افغانستان وجارتها باكستان. وبالنسبة لباكستان فمعروف انها تأوي قيادات القاعدة وحلفاء الطالبان. ويقول الخبراء العسكريون الامريكيون إنه من المستحيل ان تفوز امريكا في حربها في افغانستان، بل انها ستضطر إلي ان تغوص في افغانستان كما فعلت قبل ذلك في فيتنام لأن الافغان قاوموا من قبل كل غزو خارجي لبلادهم.