10 سنوات ضاعت في الحرب علي الإرهاب أول أمس أحيت الولاياتالمتحدة ذكري مرور عشر سنوات علي العدوان علي قلعتي التجارة في نيويورك, الذي راح ضحيته أكثر من ألفي قتيل, وبعد أيام من هذه الجريمة أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حربه المقدسة علي الارهاب التي طبقا لأقل التقديرات تواضعا كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من خمسين بليون دولار وقتها كان تنظيم القاعدة ومنظمات الجهاد ومثيلاتها في أفغانستان وباكستان والشرق الأوسط لا يتجاوز أعضاؤها بضع مئات, لكن الحرب علي الارهاب التي اعتمدت علي بضعة أكاذيب وبدأت بغزو العراق للتخلص من أسلحة الدمار الشامل التي لم يكن لها وجود, ثم أفغانستان لتحقيق الديمقراطية والقضاء علي طالبان تسببت في قتل ثمانية آلاف جندي أمريكي ومائتي ألف عراقي وآلاف المدنيين في أفغانستان, تقودني هذه المناسبة لحديث جورج بوش الصغير ونواياه الشريرة والعنصرية تجاه المسلمين وحتي قبل أن يتولي الرئاسة, ففي 3 أغسطس عام 2000 أدلي بأول خطاب في الاحتفال بفوزه بترشيح الحزب الجمهوري في إنتخابات الرئاسة الأمريكية في فيلادلفيا, فوعد الجماهير بإعادة إقرار الأمن والاحترام لواشنطن. ثم قال: عندما تستخدم أمريكا القوة في الخارج يجب أن تكون الأسباب عادلة, والهدف واضحا, والنصر كاسحا! بعد عام من هذا الحديث صدمت الولاياتالمتحدة وضاعت هيبتها من هجمات 11 سبتمبر, وأعلن بوش غزوه للعراق ثم أفغانستان اللتين لم يتحقق فيهما أي نصر بل توالت الهزائم علي بلاده في البلدين, فالسلام لم يتحقق في العراق والديمقراطية لا وجود لها في أفغانستان وطالبان لايزال يعيث فسادا في بلاده, أما صورة أمريكا واحة الديمقراطية والحريات حول العالم فقد داستها الشعوب بالأقدام في المظاهرات المناهضة لهذه الحرب العنصرية, ولايزال نزيف الحربين يعاني منه الشعب الأمريكي, المسئولون الذين قادوا القوات الأمريكية لهذه الحرب العبثية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء ومئات المليارات, يجب علي الشعب الأمريكي وكل الشعوب التي ذاقت ويلات هذه الحرب محاسبتهم بشدة وتقديمهم للمحاكمة فهم مجرمو حرب بكل مقاييس علوم الاجرام. المزيد من أعمدة مصطفي سامي