دعا تقرير صدر عن مجلس واشنطن للعلاقات الخارجية أمس الجمعة الإدارة الأمريكية إلى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من العراق بحلول نهاية عام 2008. وأكد التقرير أن الأوضاع في العراق غير قابلة للإصلاح ما يجدر معه سحب جنود الاحتلال الأمريكي بحلول نهاية العام المقبل أيًا كانت نتائج الإستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي في العراق. وأشار التقرير – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية - إلى أن النصر الأمريكي العسكري في العراق أصبح مستحيلا. وفي هذا السياق أكد "ستيفن سيمون"، الذي أعد التقرير أن العدوان الأمريكي على العراق واحتلاله، تسبب في انزلاق البلاد إلى أتون حرب أهلية حصدت أرواح عشرات الآلاف من المدنيين الذين يقتلون على أيدي الميليشيات الشيعية وفرق الموت التابعة لها فضلاً عن مقتل الآلاف على أيدي القوات الأمريكية ذاتها والتي أشارت مصادر أمريكية أكاديمية لها سمعتها العلمية والعالمية إلى أن عدد القتلى العراقيين تجاوز ال650 ألف عراقي منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. وأضاف سيمون أن الأزمة العراقية الآن تجاوزت قدرات واشنطن للسيطرة عليها وحدها حيث إن الولاياتالمتحدة تفتقر إلى الموارد العسكرية والدعم السياسي المحلي والدولي لإدارة الموقف، كما أن البقاء في العراق سيأتي على حساب الدم والأموال والوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة. جاء ذلك التقرير في الوقت الذي كشفت فيه وكالة مراقبة أمريكية أن مكتبًا تابعًا لوزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) جمع معلومات "مغلوطة" عمدًا؛ استخدمت لدعم ذرائع إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لغزو العراق. وقال الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي: إن الوحدة التي كان يرأسها مسئول السياسة بوزارة الدفاع الأمريكية "دوجلاس فيث" قدّم معلومات مغلوطة؛ ليوحي بأن هناك صلة بين العراق وعناصر من تنظيم القاعدة. ونشر السيناتور "كارل ليفين" رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي مقتطفات من تقرير المفتش العام بالبنتاجون جاء فيه أن ما خلص إليه مكتب فيث عن وجود "علاقة تكافلية تامة" بين العراق وتنظيم القاعدة كان يتعارض مع رأي أجهزة المخابرات الأمريكية. وصرّح ليفين بأن تقرير المفتش العام يؤيد ما خلص إليه من أن مكتب فيث لوى المعلومات المخابراتية ليوحي بوجود صلة بين العراق والقاعدة. واعتبر ليفين في بيان "هذه الأساليب دعمت قضية إدارة بوش المضللة لشن حرب على العراق". وكان كبار المسئولين في إدارة بوش قد زعموا وجود علاقات بين العراق والقاعدة كذريعة لقيام الولاياتالمتحدة بغزو العراق عام 2003. وخلصت لجنة ضمت ممثلي الحزبين الجمهوري والديمقراطي حققت في هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة عام 2001 إلى عدم وجود علاقة تعاون بين العراق وتنظيم القاعدة.