"نحن فقراء ومساكين،لا تدمروا بلدنا بسبب رجل واحد"..هذا ما قاله الأفغان للإذاعة الوطنية العامة مخاطبين إدارة الولاياتالمتحدة في الثلاثين من سبتمبر عام 2001 بعد قرار الإدارة بغزو أفغانستان كجزء من خطة الحرب العالمية علي الإرهاب والتي أطلقها الرئيس السابق جورج دبليو بوش كرد فعل قاس علي هجمات الحادي عشر من سبتمبر،تلك الهجمات التي غيرت معالم الخريطة السياسية في العالم كله.. وقد لقيت استجابة إدارة بوش لهجمات سبتمبر ،بدءا من الاعتداء علي أفغانستان وغزوها ثم غزو العراق واحتلاله، ردود أفعال متباينة من الأمريكيين أنفسهم إلا أنها تتغير مع مرور الوقت ليصب أغلبها في خانة معارضة الحرب علي العراق،لكن لا تزال الحرب علي أفغانستان "جيدة" بالنسبة للأمريكيين،فلماذا الحرب علي أفغانستان؟ ولم يعتبرها البعض "جيدة"؟ وهل خطة الرئيس أوباما لزيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان سيفضي إلي شيء؟ هذه هي الأسئلة التي يطرحها الكاتبان والباحثان الأمريكيان ديفيد ويلدمان وفيليس بنيس بلهجة لاذعة في كتابهما الجديد "إنهاء الحرب الأمريكية علي أفغانستان".. ويري الكاتبان عدم وجود ضرورة للحرب ضد أفغانستان كما يتساءلان عن جدوي تواجد قوات حلف شمال الأطلسي،وهل علي أوباما أن ينهي معركة بدأها الرئيس الذي سبقه والذي وضع تعريفات جديدة لعلاقة أمريكا بالعديد من الدول تماما كما أطلق تعريفات مثل محور الشر والحرب العالمية علي الإرهاب.. ويتتبع الكتاب تاريخ الولاياتالمتحدة مع أفغانستان مؤكدا علي عدم تشكيل الحكومة الأفغانية أو الشعب الأفغاني تهديدا علي الولاياتالمتحدة،فطالبان هي واحدة من مجموعات المقاتلين الإسلاميين التي ظهرت مع ظهور المجاهدين الإسلاميين مع انسحاب القوات السوفيتية عام 1989،كذلك فإن تركيز طالبان ينحصر في السيطرة علي أفغانستان،فطالبان لم تسع لغزو علي الصعيد العالمي،كما لم تحاول خلق أعداء أجانب وإن كانوا في الوقت الحالي يحاربون الجنود الأمريكيين وقوات الناتو فإن سبب ذلك يرجع إلي مدافعتهم عن بلادهم ضد هؤلاء الجنود الأجانب الذين جاءوا لاحتلالها. ويري الكاتبان أنه حان الوقت للولايات المتحدة للعودة لديارها،فإن كانت فكرة الغزو هي محو طالبان التي تقدم العون للقاعدة،يقول الكتاب إنها ليست فكرة سديدة علي الإطلاق لأن ذهاب القوات الأمريكية لطالبان في عقر دارها من أجل محاربتها لن يفضي إلي شيء بحسب رأي المحللين سوي للخسارة الأمريكية من عدة زوايا واستفادة طالبان فوجود عناصر أجنبية لن يؤدي إلا لتقوية شوكة طالبان ووجود ذريعة لها للتدريب وإعادة الظهور بقوة.