أكد خبراء السياسة والأمن ان تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسي لطلبة الكلية الحربية من حروب "الجيل الرابع" تؤكد مدي خطورة هذه الحروب التي تعتبر أخطر مليون مرة من الحرب التقليدية لانهيار الشعوب والمجتمعات بزرع الفتن والإرهاب الداخلي ونشر ثقافة الشائعات بين المواطنين والتشكيك في المشروعات الكبري والوقيعة بين الجيش والشعب. أوضح الخبراء ان هذه حروب الجيلين الرابع والخامس هدفها احتلال العقول بنشر الشائعات والأكاذيب المضللة ولذلك لابد من الالتفاف حول مفهوم الدولة وعدم التأثر بالشائعات القاتلة لمواجهة مثل هذه الحروب. * يقول العقيد حاتم صابر "الخبير بمكافحة الإرهاب الدولي": حرب المعلومات ظهرت نتيجة للتطور التكنولوجي في مجال المعلومات والذي حدث من خلال 3 ثورات الأولي: ثورة الإلكترونيات والتي ساعدت في صناعة الأسلحة النووية وتوجيه الصواريخ. ثانياً: ثورة "الترانزيزستور" وساعدت في تغيير حجم المنظومات العسكرية وتقليل وزنها وزيادة سرعتها. ثالثاً: ثورة الرقائق السيليكونية والتي تشمل الكمبيوتر وأجهزة المحمول والتي فتحت الباب أمام حروب الجيل الرابع. ثم صنع الجيش الأمريكي حرب شمس "الحرب اللامتماثلة" وصنعوا جماعات كبيرة حول العالم لتدير دول كثيرة وتضخمت هذه الجماعات حتي ان أمريكا لم تستطع مواجهتها بعد ذلك. أضاف: ان حروب الجيل الرابع تتكون من 4 فروع.. الأول: تصدير الإرهاب عن طريق قواعد إرهابية متعددة الجنسيات ليست من داخل الدولة. ثانياً: العمليات النفسية المتطورة وتنقسم لعمليات نفسية تستهدف المدنيين وأخري تستهدف العسكريين. ثالثاً: استخدام كل الضغوط المتاحة علي الدولة وتشمل ضغوطاً "سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية" لعمل تأثير علي الرأي العام لإحداث انهيار في الداخل وما نطلق عليه اسم "الطابور الخامس" رابعاً: استخدام تكتيكات استنزاف قوي الدولة الشاملة مثل الاعتصامات وأعمال العنف والتمرد. أما حروب الجيل الخامس هدفها احتلال العقول عن طريق البيانات غير الموجودة أو الصحيحة مثل التشكيك في مشروع قناة السويس. ثانياً: الحرب بالوكالة لصالح منظمات وهيئات غربية. ثالثاً: تفكيك الدولة باستخدام العنف المسلح عبر مجموعات إرهابية عقائدية تستخدم تكنولوجيا متقدمة أو استخدام أسلحة غير نمطية مثل "النظائر المشعة". رابعاً: التوسع في استخدام الأعمال الانتحارية ونصب الكمائن ومهاجمة المدنيين وإرهاق الجيوش. خامساً: استبدال شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان بشعارات المظلومين والمقهورين وتختفي شعارات الفتنة الطائفية لأنها لم تعد تجدي في الوقت الحاضر والترويج لهذه الأفكار عن طريق شخصيات سياسية لها ذات التوجه. * يشير العقيد حاتم صابر: إلي أهم الوسائل لمواجهة هذه الحروب أولها الالتفاف حول مفهوم الدولة وكل شخص يجتهد في العمل والإنتاج وان تبرز الدول مشاريع عملاقة تستهدف طاقة الشباب لإخراجها في أعمال تفيد الدولة. والعمل بمبدأ الثواب والعقاب من الدولة لكل من يتجاوز ضدها. ولا ننظر للأمور السلبية في الدولة بعين الهدم. * د. إكرام بدر الدين "أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة": المعروف عن الحروب أنها كانت حروباً تقليدية وبها مواجهة مباشرة بين دولة وأخري. أما الحروب الجديدة المواجهة غير المباشرة بحيث يتم إشعال المجتمعات من الداخل وإثارة نزاعات طائفية والشائعات والدعاية المضادة واختلاق الأكاذيب بهدف إضعاف التماسك الداخلي للدولة. سواء بمواجهات مذهبية أو طائفية. أضاف: حروب الجيل الرابع والخامس قل تكلفة ولا يتم فقد عدد كبير من الجنود. لكن نتيجتها أقوي بكثير وتؤثر علي المجتمع ككل وممتدة عبر الأجيال وهنا تكمن الخطورة لذلك يجب التنبؤ لهذا الأمر وإنشاء جبهة قوية في الداخل. وأكبر خط دفاع ضد هذا النمط هو عدم التأثر بالشائعات وذلك يتطلب مجهوداً من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وللأحزاب السياسية دور كبير جداً علي أرض الواقع والأندية الشبابية التي يوجد بها لجان ثقافية لتوعية الشباب والنقابات. * اللواء د. طلعت موسي "المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية": الجيل الأول من الحروب بدأ منذ الخليقة حتي عام 1260 حيث ظهور البارود. الجيل الثاني: بداية من قيام الحرب العالمية الأولي وظهور أسلحة جديدة أولها في عام 1910 حيث ظهور الدبابة واستخدامها في الحرب العالمية الأولي ثم 1911 واختراع الطائرة الحربية يليها في عام 1914 وظهور الغواصة. وفي عام 1930 استخدام المظلات وقوات الإسقاط الجوي. وظهرت نظريات قتالية جديدة بناء علي السلاح الذي تمتلكه كل دولة وتم اعتناق نظرية "الجيش الصغير الذكي" بمعني قوات صغيرة ولكن لديها أسلحة ومناورة هائلة ومنهم من اعتنق نظرية القوات البحرية الضاربة. * يأتي بعد ذلك "الجيل الثالث" من الحروب وجاء بظهور السلاح النووي 1944 واستخدام القنبلة النووية وإلقائها علي هيروشيما ونجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية. تطور الأمر بعد ذلك إلي أن تم استخدام الأقمار الصناعية والترانزيستور وحدوث ثورة هائلة في علم الاتصالات عام 1946 وهنا ظهر "الجيل الربع" من الحروب مع اختراع الكمبيوتر والإنترنت والمعدات العسكرية ثم الصواريخ الطوافة وشبكات الاتصال الجماعية عبر الدول. وحدثت ثورة وتغيير في مراكز قيادة الجيوش التي أصبحت تدار بأجهزة الكمبيوتر والموجات اللاسلكية والأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض منها ما هو مخطط للاستطلاع ومنها للإنذار وأخري للتدمير. أي ثورة في عملية القيادة والسيطرة والعالم يدار بواسطة الاتصالات الحديثة. * تجمعت هذه المعدات الحديثة مع حرب المعلومات والحرب النفسية وحرب الأكاذيب والشائعات التي أصبحت تدمر الأجيال قبل ان تبدأ الحرب التقليدية. من هنا كانت نصائح الرئيس السيسي بأهمية مقاومة الجيل الجديد من حرب المعلومات بالوعي القومي والأمن القومي الذي يرد علي الأكاذيب والشائعات التي نتعرض لها وتعمل علي تقسيم الدولة وتجعل الدولة "تأكل نفسها بنفسها" بإثارة الفتنة يبن الشعب والجيش والأحزاب والنقابات وتناحر المجتمع علي السلطة. * اللواء حسام سويلم "الخبير العسكري والاستراتيجي": الجيل الرابع من الحروب ينقسم لشق عسكري ويعني تطوير الأسلحة حتي وصلنا للطائرات بالريموت وبدون طيار. وآخر غير عسكري ويتعلق بالشائعات والحرب النفسية والإيقاع بين طوائف المجتمع سواء مسلمين ومسيحيين وأصحاب المذاهب المختلفة ثم العمل علي تفكيك الدولة إلي دويلات صغيرة مثل العراق واليمن وسوريا والمخطط الذي تهدف إليه الدول أصحاب المصلحة وان يحدث ذلك بمصر. أضاف انه لابد ان نقوم بدراسة ما يفكر به العدو حتي نستطيع ان ندافع عن أنفسنا لمواجهته بكل ما هو حديث وعدم الإنصات للشائعات والأكاذيب التي تصدر عمن يسمون أنفسهم بالنخبة.