سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"السم فى الخبر".. الجيل الرابع وأسرار حروب المعلومات ضد المصريين.. الشائعات والأخبار الكاذبة وإحباط الروح المعنوية ونشر الفوضى أهم أساليبها.. وهدفها دعم مفهوم اللادولة
نقلا عن العدد اليومى... تواجه أجهزة الدولة المختلفة حرب معلومات منظمة من جانب أطراف داخلية وخارجية، فى إطار محاولات العديد من أجهزة المخابرات الدولية والبلدان المعادية لمصر، إشاعة الفوضى فى مصر، وتعويق مسيرة التنمية التى تخوضها الدولة المصرية خلال الوقت الراهن، والتأثير على المؤشرات الاقتصادية الخاصة بمعدلات النمو والاستثمار، وأسواق المال. ونبه الرئيس عبد الفتاح السيسى لخطورة حروب المعلومات أو الجيل الرابع من الحروب، فى العديد من خطاباته، وكان آخرها يوم الأحد الماضى فى الكلية الحربية عقب لقائه مع طلابها، وقد أكد أن هذه الأنواع من الحروب تعتمد بشكل أساسى على خطط لإفشال الدولة، وزعزعة استقرارها، وتأليب المواطنين على أفكار التطرف والانقسام وتأجيج الصراعات الداخلية التى تقود فى النهاية إلى فكرة «اللا دولة» أو انهيار ركائز الحكم والمؤسسات خاصة الأمنية، المسؤولة عن حماية كيان الدولة وتأمين الحياة اليومية للمواطن العادى. وبحسب الخبراء تتنوع الصور والأشكال التى تظهر خلالها مفاهيم وأشكال الجيل الرابع من الحروب، انطلاقا من اعتمادها بشل أساسى على دعم الجماعات الإرهابية والحركات المتطرفة، وتتولى نقل البيانات الخاطئة والمغلوطة عنها لتفزيع المواطنين من دورها وإظهارها بحجم يفوق حجمها الحقيقى عشرات المرات، اعتمادا على بعض وكالات الأنباء الأجبية ووسائل التلاعب النفسى التى تقودها بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى استخدام كل الضغوط المتاحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، للترويج لأفكارها وبث سمومها فى توقيتات محددة، لإحداث أكبر تأثير سلبى على المجتمعات المستهدفة . وتعتبر الصفحات الوهمية التى تحمل صفات رسمية للتحدث باسم مؤسسات الدولة أحد أهم الوسائل التى تعتمد عليها منظومة حروب الجيل الرابع وفوضى المعلومات، مثل الصفحات العسكرية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«وتويتر» وتنشر أخبارا بين الحين والآخر عن القوات المسلحة وأنشطتها وأخبار العمليات الأمنية فى سيناء، وصفقات الأسلحة التى والمعدات التى تتعاقد عليها مصر من مختلف دول العالم، وتسهم تلك الصفحات بشكل كبير فى دعم مفهوم فوضى المعلومات، خاصة مع ترصد عدد من وكالات الأنباء الأجنبية ووسائل الإعلام المشبوهة فى الاعتماد على تلك الصفحات كمصادر للمعلومات، لتزييف الحقائق، والمساهمة فى خلق حالة من السيولة والفوضى، لتحقيق السيناريو المستهدف من الجهات المعادية للدولة. من جانبه قال اللواء مختار قنديل، الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن الشائعات والحرب النفسية وفوضى المعلومات أمر متعارف عليه وقديم جدا، وتغيرت مسمياته على مر العصور، وقد نبه القرآن الكريم إلى الحرب النفسية ونشر الأخبار الكاذبة، حين قال فى سورة الحجرات: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، وكذلك أيضا آية: «الذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»، من سورة آل عمران، لافتا إلى أن كل هذه الآيات تشير إلى مفاهيم الشائعات والحرب النفسية وخطورتها على كيان الدولة والمجتمع، وضرورة التحقق من الأنباء والأخبار قبل نقلها أو نشرها، حتى لا تنتشر الشائعات والأكاذيب وتؤثر على استقرار الدولة ومؤسساتها. وأكد اللواء قنديل أن الحرب النفسية والجيل الرابع من الحروب يحتاج إلى إعلام قوى، وقادر على تفنيد الشائعات ومواجهتها بالحقائق الدامغة، كما كان يحدث من قبل خلال فترات الحروب التى خاضتها مصر، عندما كانت وزارة الإعلام تسمى وزارة الإرشاد القومى، وكانت تقوم بدور تثقيفى وتنويرى كبير خلال تلك الفترة . وكشف الخبير الاستراتيجى، أن الأمن القومى بمفهومه الشامل يجب أن يتم تدريسه فى المدراس والجامعات، بالإضافة إلى قوى الدولة الشاملة، التى تتمثل فى القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية، وضرورة الاهتمام بعمليات رفع الروح المعنوية، خاصة لدى القوات التى تقاتل فى سيناء وتواجه الإرهاب على جبهات مختلفة، وعلى الإعلام أن يواجه من يثيرون الشائعات على الفور، من خلال ردود منطقية وحاسمة، والتصدى لمحاولات القنوات الأجنبية ووسائل الإعلام الممولة، التى تحاول العبث بمنظومة الأمن القومى المصرى خلال الوقت الراهن، وإفشال خطط التنمية التى تقودها مصر، بسواعد أبنائها ورجالها المخلصين. من جانبه قال اللواء عبد المنعم سعيد، الخبير العسكرى ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، إن موضوع الحرب النفسية والشائعات والجيل الرابع من الحروب يتم تدريسه منذ فترة طويلة فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ويعتمد بشكل أساسى فى تكتيكاته على تدمير الدولة من الداخل، وخلق مجموعات انفصالية تخريبية تقود الدولة إلى الفوضى وعدم الاستقرار. وكشف اللواء سعيد أن المجموعات المسلحة التى ظهرت على الساحة مؤخرا ما هى إلا نتاج لحروب الجيل الرابع والعمليات النفسية التى تقودها وسائل الإعلام الأجنبية، من خلال التركيز على أنشطة تلك المجموعات وإيهام المجتمع بأن قوتها كبيرة ومسيطرة على المشهد، وبإمكانها أن تيم دولة صغيرة وتنفصل عن الدولة الأم، وهذا ما يحدث الآن مع داعش وكل التنظيمات المتطرفة. ودعا اللواء سعيد إلى ضرورة تبنى استراتيجية وطنية واضحة لمواجهة حرب المعلومات، وتوضيح مفاهيم الأمن القومى، وتدريسها لدى طلبة المدارس والجامعات، والاعتماد على وسائل الإعلام المصرية الوطنية فى صناعة تلك الاستراتيجية الهامة خلال الوقت الراهن، حتى يتم إسقاط مخططات الحرب النفسية، ومحاولات هدم الدولة المستمرة من جانب قوى ممولة فى الداخل والخارج.