مثلما فعلت الولاياتالمتحدة في العراق وسوريا تريد تكرار السيناريو نفسه في ليبيا خاصة فيما يتعلق ب "عملقة" تنظيم داعش الإرهابي وتصويره علي أنه الخطر الأعظم الذي يتنامي ويتمدد في المنطقة العربية وان القضاء عليه لن يكون سهلاً وقد يستغرق كما قال جون برينان مدير الاستخبارات الأمريكية ما بين عشر سنوات وعشرين سنة وهو ما أكده ايضاً الرئيس الامريكي باراك أوباما بعدها بأيام. ليس خافياً الدور الاستخباراتي الأمريكي والغربي في دعم هذا التنظيم ليكون رأس الحربة في تنفيذ مخطط تفتيت المنطقة العربية فعلي الرغم من الضربات المتتالية لقوات حلف الناتو ضد مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا لم نسمع عن ضعف هذا التنظيم أو تأثره بتلك الضربات وهذا في حد ذاته يعني انها مجرد ضربات في الهواء حتي تظهر الولاياتالمتحدة أمام العالم انها تحارب هذا التنظيم. ألا تستطيع طائرات الولاياتالمتحدة وحلف الناتو دك معاقل داعش خاصة بعدما ظهر التنظيم بشكل علني واحتل مباني بكاملها ووضع عليها لافتاته وأصبح يمارس إرهابه في العلن دونما خوف من ضربات جوية؟ ثم ما معني هذا التعليق الصادر من مدير الاستخبارات الأمريكية ان القضاء علي "داعش" يحتاج عشرين عاماً؟ هل له معني غير اصابة الشعوب العربية بالاحباط. الأهم الآن ما يحدث في الجوار الليبي من دعم قطري بالمال ودعم تركي بالسلاح والحماية للدواعش ومحاولات تجميعهم بالقرب من الحدود المصرية لتهديد أمن مصر القومي. وإذا اضفنا لدور قطر وتركيا الدور القذر لمبعوث الأممالمتحدة في ليبيا برناردينو ليون واصرار مجلس الأمن الدولي علي رفض طلب الحكومة الشرعية في ليبيا برفع الحظر عن توريد السلاح لها لعرفنا عناصر المؤامرة علي مصر وليبيا. مبعوث الأممالمتحدة يري بتعليمات ممن كلفوه بهذه المهمة ان الحل السياسي في ليبيا لابد ان يشمل كل الفصائل المتحاربة بما فيها الحركات الإرهابية وهو ما رفضه وزيرا خارجية مصر وليبيا خلال مؤتمرهما الصحفي أمس عندما أكدا ان الأطراف الإرهابية لن تكون جزءاً من العملية السياسية في ليبيا. مجلس الأمن يرفض مد الحكومة الشرعية في ليبيا بالسلاح حتي لا تستخدمه من وجهة نظر اعضائه ضد المعارضة التي هي في الأساس تلك العناصر الإرهابية ومن بينها تنظيم داعش. يبدو أن الولاياتالمتحدة لم تعرف بعد من هي مصر الجديدة بعد 30 يونيو.. مصر الآن فيها رجال يتابعون ويحللون ويخططون وينفذون ما يرونه لإفشال مخططات تهديد الأمن القومي المصري ولعل ما حدث من توجيه ضربة جوية مصرية خاطفة لداعش ليبيا عقب اعدام واحد وعشرين مصرياً في ليبيا كانت خير دليل علي ذلك. الذي يجب ان تعلمه واشنطن ولابد سوف تعلمه قريباً ان مصر لا ولن تنتظر موافقات دولية من أي طرف حتي تدافع عن أمنها القومي وان تعليمات سوف تصدر في الوقت المناسب بضرب معاقل داعش في ليبيا هذا إذا لم تكن قد صدرت بالفعل.